ينظم مخبر البحث في الدراسات العقاءدية ومقارنة الأديان، بكلية أصول الدين والشريعة والحضارة الإسلامية بجامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة، ملتقى دولي من المنتظر أن يركز خلاله المشاركون القادمون من مختلف الدول العربية والأجنبية على محاور أساسية على غرار العلمانية، الإستشراق، التنصير والإلحاد· تأتي فعاليات هذا الملتقى الثاني إستمرارا لأعمال الملتقى الأول للكشف عن إسهامات العلماء الجزائريين العقائدية من القرن 14ه/20م، وتأصيل هذا التراث عبر التعريف بهؤلاء العلماء وإسهاماتهم العقائدية لتكون أعمال الملتقيين الدوليين عرضا مجملا لتاريخ الفكر العقائدي عند العلماء الجزائريين، يمنح المهتمين والمتخصصين والباحثين فكرة شاملة عنه ويبين مراحل تطوره وأهم رجاله، ويهديهم إلى مسائله، فيهيئهم لدراسة وافية معمقة لتأسيس الدراسات العقائدية المعاصرة وتحديد مجالاتها وآفاقها من منطلق مرجعية حاكمية الوحي كتابا وسنة، واستنادا إلى تجربة التاريخ والتواصل مع جهود من سبقنا من العلماء والمجتهدين مع الاستجابة لتحديات الواقع وما يطرحه من إشكالات عقائدية في عصر الانفتاح القسري على الأفكار والمذاهب والحضارات وزوال الحدود بين الثقافات، بحكم تطور وسائل الاتصال وتخطيها لبعدي الزمان والمكان، وذلك بهدف حماية عقيدة الأمة وتوجيه فكرها الوجهة السليمة التي تجنبها هدر طاقاتها المادية والمعنوية والتمكين لهويتها العقائدية الإسلامية والمحافظة على وجودها واستمرارها في الحضارة والتاريخ · ويرجع الاهتمام بهذا الموضوع لكون موضوع العقيدة من أهم الموضوعات التي كتب فيها الباحثون والدارسون، كما أنه من أخطر الموضوعات وأقدمها في الكتابة، فأهميتها تكمن في كونها دعوة إلى الإسلام والتعريف به لأنها أصل الدين الإسلامي وأساسه، وعلى ضوئها يتشكل فكر الإنسان وسلوكه في واقع حياته العملية، أما خطورة تلك الكتابة ودقتها فراجعة إلى أن العقيدة تحتاج إلى إيمان صادق وفهم صحيح وإخلاص عميق·