دخلت جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، في حملة للرد على نشاط الحركات التنصيرية في الجزائر، بالاعتماد على مناظرات علمية وفتح حوار واسع حول الأديان، من خلال تنظيمها لملتقيات ودعوتها لرجال دين عالميين، آخرها الملتقى الجاري حول " الحرية الدينية في الإسلام وقوانين ومواثيق حقوق الإنسان"، الذي ميزه حضورا قياسيا للأساتذة والمهتمين والطلبة وغياب رجال الدين المسيحيين، الذين وجهت إليهم دعوة المشاركة• وشكل موضوع الردة في الإسلام واعتناق المسيحية، أحد المحاور الأساسية في هذا الملتقى الدولي الذي يستمر إلى غاية غد الاربعاء، حيث قال الأستاذ "طه جابر فياض العلواني" أستاذ بالمعهد العالمي الإسلامي بواشنطن: "لا يوجد في الإسلام ما يؤكد فعلا عقوبة المرتاد عن دينه، ولم أجد دليلا لا في القرآن ولا في السنة أو في شيء من أفعال الرسول الكريم لانزال عقوبة القتل على المرتد•• وذهب الأستاذ "عبد المجيد النجار" الأمين العام المساعد للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث وعضو المكتب التنفيذي للاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، إلى القول " أن ما ورد في الاجتهادات الحديثة من أخذ ورد حول هذه المسألة ينحو بموضوع الردة منحى سياسيا أكثر منه ديني، وأن العقاب في حال الإقدام على الردة لا ينزل بسبب تغيير المعتقد، وإنما العقاب يكون عن الخروج عن سياق الأمة خروجا قد يلحق أضرارا كثيرة"، وأضاف:" التشريعات الجزائرية التي صدرت قبل سنة لتنظيم العبادة عند غير المسلمين، هي تشريعات تنظيمية بحثة تجنب الوقوع في الفوضى والتغرير واستغلال الفرص، على اعتبار وجود نفس هذا التنظيم لدى المسلمين، ويتجلى ذلك مثلا في الإفصاح عن بناء مسجد، وهو المطلوب من غيرهم في حال الرغبة في إنشاء كنيسة "، وبخصوص حركات التنصير والتبشير المسيحية، أضاف الأمين العام المساعد للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث الإسلام:" تجوز الدعوة للدين من المسلم وغير المسلم، وقد جرت في العهدين الأموي والعباسي الدعوة من طرف النصارى لدينهم وتنظيمهم لمناظرات ومنابر للتعريف بدياناتهم، إلا أن الإشكال يطرح في مسألة تكافؤ الفرص دينيا ومعنويا وسياسيا واقتصاديا، بالنظر إلى كون النصرانية مدعومة بقوة هائلة جدا من حيث الأموال والتأطير البشري، ودعم اللوبيات على غير ما تقوم عليه الدعوة للإسلام،حيث يعتبر أن هذا الدين حباه الله بقوة نشر نفسه بنفسه "• وكان الدكتور "محمد بو الروايح" أستاذ قسم العقيدة ومقارنة الأديان بقسنطينة، قد أشار في مداخلته، أول أمس، خلال الندوة العلمية الأولى حول آليات الاستعمار الاستيطاني الأوروبي في الجزائر وليبيا، التي نظمت بالتعاون بين جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الشرعية ومركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية بقاعة المحاضرات بجامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة، " أن ما يقال في بعض الصحف الوطنية وحتى الدولية عن حركات التنصير في الجزائر حاليا، والأرقام التي تعرض على صفحات الجرائد لا تعكس واقع ما يوجد فعليا، والتي غالبا ما تكون أرقاما مغلطة، وأن ارتياد الكنيسة وزيارتها من طرف بعض الأشخاص كما يحدث في منطقة القبائل، لا يعني بالضرورة اعتناقهم للدين المسيحي"• وأضاف ذات المتحدث، " أن حركات التنصير التي تعمل في الخفاء في عدة نقاط بالعالم، والتي تنفي حركاتها التنصيرية بحجة التنوير التي يدعو إليها الإنجيل، لتتهرب من مسؤوليتها من خلال اعتماد أسلوب إلقاء الاتجاهات المذهبية،" في إشارة إلى المقال الذي صدر مؤخرا بجريدة الرياض السعودية، والتي ذكرت فيه بأن هناك ما يقارب 10 آلاف جزائري ارتدوا عن الإسلام مركزة في تحليلها على منطقة القبائل•