أن تشاهد سيارة ''كلوندستان'' تجوب مختلف شوارع المدن الجزائرية تزاحم سيارات الأجرة، فذلك أمر عادٍ، وأن ترى كذلك سيارة ''كلوندستان'' أو ''الفورد''، كما يحلو لقاطني ولايات الشرق مناداته على المسافات الطويلة، فهو الآخر أمر عادٍ، لكن أن نشاهد حافلات ''كلوندستان''، وعلى المسافات الطويلة فالأمر غير عاد ويثير الدهشة والاستغراب، غير أنه واقع لسان الحال، حيث تغص المحطة البرية للخروبة هذه الأيام بحافلات ''الكلوندستان'' للذين استغلوا فرصة عجز الحظيرة الوطنية لحافلات نقل المسافرين على المسافات الطويلة عن الاستجابة لطلب غالبية العمال والمواطنين المقيمين بشكل مؤقت في العاصمة، وأيضا كل الراغبين في قضاء عيد الأضحى مع أهلهم وذويهم· فرض أصحاب حافلات ''الكلوندستان'' منطقهم بمحاذاة المدخل الرئيسي لمحطة الحافلات الخروبة جهارا نهارا، في سابقة تعد الأولى من نوعها في تاريخ النقل بالجزائر، الهبة التي استحسنها البعض لتدارك النقص الفادح في وسائل النقل الذي وضع محطة الخروبة في حالة فوضى عارمة أثارت استياء الكثيرين، بينما عبر البعض الآخر عن سخطه من غلاء تذاكر هؤلاء التي وصلت إلى ضعف ثمنها في الكثير من الواجهات التي اختارها هؤلاء ''الكلوندستان'' بعناية، حيث اختاروا أكثر الوجهات التي تشهد اختناقا و''ضرب الدبزة على شبابيكها''، وقد اعتلت في هذا الشأن أغلب ولايات الشرق انطلاقا من بجاية، جيجل، سطيف، برج بوعريريج، قسنطينة وعنابة· من جهة أخرى، أكد العديد ممن التقيناهم بالمحطة أنهم مجبرون على التنقل عبر حافلة ''الكلوندستان'' حتى وإن دفعوا ضعف المبلغ، وهو ما كانت عليه الحال للمسافرين على خط العاصمة - بجاية، حيث قدر ثمنها ب 600 دج بدلا من 280 دج عبر الشبابيك، إضافة إلى خط قسنطينة الذي قدرت تذكرته بحوالي 800 دج عوض 600 دج· أما عن الجهات الحقيقية لهذه الحافلات، فإن أغلبها يعمل على خط بودواو - الجزائر اغتنموا فرصة العجز الحاصل في النقل للربح السريع، أمام محطة نقل المسافرين التي كانت شبه خالية من الحافلات مقابل حشود من المسافرين اكتظت بهم المحطة وساحات المحطة في انتظار تأزم الوضع أكثر في اليومين المقبلين· في سياق متصل، شهدت محطة الخروبة ببورصة أخرى عرفت مضاربة بالتذاكر أمام الشبابيك في ظل غفلة الأمن الداخلي، رغم توفر كاميرات المراقبة الداخلية، حيث استغل البعض حاجة الناس إلى التنقل في اقتناء عشرات التذاكر وإعادة بيعها بضعف الثمن، وأمام ازدحام شبابيك التذاكر وإمكانية قضاء ساعات وساعات قد تكلل بالفشل يجد الكثيرون أنفسهم مستسلمين لطمع الباعة الذين حوّلوا نشاطهم هذا إلى موعد هام في كل مناسبة لاقتناص ضحاياهم والمتاجرة فيهم·