''أعشاب القلب ليست سوداء'' هو عنوان الرواية الأولى الصادرة مؤخرا لنعيمة معمري، عن منشورات ''فيسيرا''، وهو العمل الذي تم انتظار صدوره منذ مدة، فقد كتبت جمله على الأوراق ولم تجد صاحبته من ينشره لها، إلا بشق الأنفس، وتروي قصة رجل أمن يدعى ''الهادي'' الذي يقرر مغادرة أرض الوطن بعد وفاة صديقه في العشرية السوداء· وتضم القصة أيضا قصة كل من ''زينو''، وهو ممثل مسرحي و''حميدو'' وهو رئيس تحرير جريدة يعيش في لندن لفترة طويلة من الزمن، ليحدث انفجار 11 سبتمبر الذي يضطره للعودة إلى الجزائر والالتقاء بحبيبته ''نوارة''، وقد استلهمت شخصية ''الهادي'' بطل القصة من إحدى مسرحيات عز الدين مجوبي، بسبب تأثرها الشديد به· جاءت هذه الرواية التي تحمل عنوان ''أعشاب القلب ليست سوداء'' في 222 صفحة، لتنقسم في مضمونها إلى 16 جزء يتصدرها الجزء الأول الذي يحمل عنوان ''أعشاب القلب ليست سوداء''، ليليه بعد ذلك جزء يحمل عنوان ''أكتوبر ,''1988 وتأتي بعد ذلك أربعة أجزاء تحمل عنوان ''مرحبا بكم في لندن''، وأربعة أجزاء تحت عنوان ''صباح الخير أيها الوطن، أما الجزء الثاني عشر من الرواية فقد حملت عنوان ''عيد ميلاد سعيد لورا''، وبعده ''القتل والتحطيم كان فظيعا جدا'' و''أسبوع بعد الهجوم'' و''أيام عديدة بعد أسابيع من الهجوم'' والجزء الأخير يحمل عنوان ''مطار هواري بومدين الدولي نهاية .''2002 وقد طرحت نعيمة معمري في هذا العمل الروائي العديد من التساؤلات التي حاولت بطريقة أو بأخرى الإجابة عنها في هذا الإصدار، الذي يعد ثمرة عمل لسنوات طويلة تلتها سنوات من الانتظار ليرى هذا العمل النور أخيرا، ومن بين هذا التساؤلات نذكر ''أقتل ماذا؟''، ''ما الذي قدمته الكتابة للإنسانية؟''، ''هل منعت وسائل الموت والدمار؟''، ''هل منعت الكتابة بيتا من القصف؟ أو طفلا من القتل؟''، ''هل منعت الحروب، الأمراض ، الشيخوخة والسياسة؟'' وغيرها من التساؤلات الكثيرة التي أتت في مجموعة الأسطر التي كتبتها الروائية على غلاف الكتاب· الكتاب يكشف عن نفس جديد للكاتبة التي تنبأ عن مقومات روائية بفضل ما تملكه من تمكن لغوي وقدرة على سرد، بعيد عن الملل، على اعتبار أن الرواية التي أخذت من تفاصيل الحياة اليومية ديكورا لها جاءت في أسلوب ممتع، يسهل المهمة على القارئ الذي يجد نفسه أمام عالم صنعته الروائية دون تكلف ولا حشو، عالم يأخذه لعوالم رسمتها من مخيلتها وإن التصقت بأحداث الواقع· هي أذن المغامرة الروائية الأولى لنعيمة معمري، المغامرة التي يبدو أنها تعد بالجديد القادم·