إماطة اللثام عن ربع مليون ورقة موثقة بشكل سري، كانت كافية لكي يعضّ العالم أطراف أصابعه جراء وقعها بين الرأي العام العالمي، حيث تكشف الفرق بين التصريحات العسلية التي نسمعها على شاشات التلفزيون على ألسنة قادتنا وبين ما يفعله هؤلاء في الظلام، بعد أن نطفئ شاشاتنا وننام كالمغفلين· عبد اللطيف بلقايم/ الوكالات لقد أخبرنا موقع ''ويكيليكس'' عن القضية الفلسطينية بأن إسرائيل تشاورت مع مصر والسلطة الفلسطينية قبل بدء حربها على قطاع غزة نهاية عام 2008 بشأن تولي السيطرة على القطاع بمجرد هزيمة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لكن الجانبين رفضا طلبا إسرائيليا لدعم العدوان دون قطع الحوار، وأن رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان بلغ دبلوماسيا أمريكيا بأن حماس ستضطر للتنازل عن السلطة في غزة خلال ثلاثة أو أربعة أشهر إذا سارت المفاوضات بسرعة، وبأن بلاده تريد عزل حماس ووقف هجمات صواريخ القسام· وأن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمرت دبلوماسييها بجمع معلومات عن قادة حماس والسلطة الفلسطينية وعن خطوط السفر الفعلية والمركبات التي يستعملونها، بالإضافة لمعلومات مالية تتعلق بأرقام بطاقات الائتمان· أما عن قطر والجزيرة، فقال رئيس جهاز الموساد مائير دغان إنه اتهم قطر بأنها مشكلة حقيقية وهي تلعب كل الأدوار في مسعى لتحقيق الأمان ودرجة من الاستقلالية، وطالب الأمريكيين بنقل قواعدهم من قطر لأن وجودها ''يمنح قطر الثقة''، وأن قطر هي الأسوأ في مجال مكافحة ما يسمى الإرهاب بالمنطقة لتردد جهاز الأمن القطري في القيام بعمل ضد إرهابيين معروفين خشية أن يظهر بأنه منحاز إلى الولاياتالمتحدة، مما يثير عمليات انتقامية· وأشارت التقارير كذلك إلى أن قطر بدت -خلافا لدول الخليج- غير مقتنعة بأن إيران تدعم التمرد الحوثي شمالي اليمن، وصنفتها بعض الوثائق الأمريكية ضمن حلفاء إيران بالمنطقة، مؤكدة أن رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي قال إن الجزيرة ''قد تكون السبب القادم للحرب بالشرق الأوسط''، وأضاف ''بعض القادة العرب على استعداد لاتخاذ خطوات قاسية لإغلاق القناة، وهم يحمّلون أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني شخصياً مسؤولية استفزازاتها''· فيما يخص قضايا الإرهاب، نشر الموقع أن المتبرعين السعوديين ما زالوا الممولين الرئيسيين للمسلحين السنة مثل تنظيم القاعدة، وأن اجتماعا بين جون برنان مستشار أوباما لشؤون مكافحة ''الإرهاب'' وملك السعودية بشأن استقبال 99 سجينا يمنيا متبقين بغوانتانامو، واشترط الملك عبد الله زرع رقائق إلكترونية داخل أجساد السجناء اليمنيين مثل تلك التي تزرع بأجساد الخيول والطيور بهدف السيطرة على تحركاتهم· وأن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أبلغ الجنرال ديفد بترايوس، قائد القوات الأمريكية بالشرق الأوسط آنذاك ''سنستمر في القول بأن القنابل تخصنا ولا تخصكم''· وبحسب البرقية المذكورة، فإن ملاحظة الرئيس جعلت نائب رئيس الوزراء اليمني يمزح بأنه كذب بإبلاغه البرلمان أن القوات اليمنية كانت مسؤولة عن الضربات التي نفذتها الولاياتالمتحدة· المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين تضيف الوثائق كانتا من بين الدول التي حثت الولاياتالمتحدة وبشدة على تدمير المنشآت النووية الإيرانية، وأحد المسؤولين السعوديين ذكّر الأمريكيين بأن العاهل السعودي قد طالبهم مرارا ''بقطع رأس الأفعى'' قبل فوات الأوان· أما عن ملك البحرين، تضيف الوثائق أيضا، يقول للقائد العسكري الأمريكي الجنرال ديفد بترايوس ''هذا البرنامج يجب وقفه، إن خطر تركه يفوق خطر الإقدام على وقفه''· الشيخ محمد بن زايد آل نهيّان ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد العام للقوات المسلحة بدولة الإمارات يحث أحد الجنرالات الأمريكيين على استخدام القوات الأرضية في إزالة المنشآت النووية الإيرانية· وبخصوص الشيخ محمد بن زايد يقول لوفد أمريكي ''نحن نعلم أن أولويتكم الأولى هي القاعدة، ولكن لا تنسوا إيران· القاعدة لن تحصل على قنبلة نووية''· وأيضا أمريكا سعت للحصول على معلومات مفصلة عن المشهد السياسي الإيراني من خلال العديد من المقابلات في سفاراتها بالبلدان القريبة من إيران مثل الإمارات وأذربيجان، ومن خلال استخدام سفارات حلفائها الأوروبيين في طهران لفهم أكبر لمجريات الشؤون السياسية· وعن الدبلوماسية الأمريكية، نقل ويكيليكس أن دبلوماسيين أمريكيين كلفوا بجمع معلومات مفصلة عن العديد من المسؤولين الأجانب منها أرقام البطاقات الائتمانية، ومن بين هذه الشخصيات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون· ونشر أيضا: مسؤولون ألمان يقولون خلال اجتماع مع دبلوماسيين أمريكيين إن قبول برلين استقبال معتقلين إيغور أمر صعب، بسبب الخشية من ردة الفعل الصينية· مسؤولون أمريكيون وكوريون جنوبيون ناقشوا احتمالات توحيد كوريا، إذا ما تسببت المشاكل الاقتصادية والتحول السياسي في انفجار داخلي بكوريا الشمالية· شكوك بفساد الحكومة الأفغانية، إذ وصفت الأموال (52 مليون دولار) التي كان يحملها أحمد ضياء مسعود نائب الرئيس الأفغاني لدى زيارته الإمارات العام الماضي بأنها مبلغ كبير جدا· الحكومة الصينية استعانت بخبراء حكوميين وآخرين خارجين عن القانون للدخول إلى حواسيب الحكومة الأمريكية وحلفائها الغربيين· --------------------------------------------- ''ويكيليكس''·· ماذا بعد كل تلك الفضائح؟ علمتنا السياسة الأمريكية، أن نأخذ كل شيء بشكل مريب، وإن لم يكن فبتحفظ شديد، سلبيا كان أو إيجابيا· فكثير من القراءات الأكاديمية والسياسية تقول إن القاعدة هي صنيعة أمريكية، ويستندون في ذلك على عاملين أساسيين، الأول هو علامات الاستفهام الكبرى حول عدم تمكن أعتى قوة على وجه الأرض من وضع حد لشرذمة من الأشخاص يقودهم بن لادن، بالمقابل استطاعت في ظرف أيام الإطاحة بدول تملك جيوشا وأسلحة وسيادة، وهو ما وقع مع العراق وأفغانستان· والعامل الثاني أن كل شيء سلبي أو كارثي يحدث للولايات المتحدةالأمريكية، قد يكون ذريعة لتنفيذ مخطط أمريكي جديد في العالم، خلفياته موارد الدول الطبيعية وأسواقها الاقتصادية، مثلما حدث مع ما اتبع ''11 سبتمبر ,''2001 الحدث الذي أعاد صياغة خريطة بؤر التوتر في العالم وإدارة أزماته بشكل انفرادي من طرف الولاياتالمتحدةالأمريكية· من هذا المنطلق، يأتي الريب والشك حول أهداف موقع ''ويكيليكس'' بالرغم من أن أول المتضررين منه هو الولاياتالمتحدةالأمريكية وسياستها الخارجية، بسبب التقارير الاستخباراتية التي أصبحت مهمة رئيسية لسفراء واشنطن في عواصم العالم، بدل الدبلوماسية، وهو ما يدفع الحكومات إلى رفع حالات الحذر واليقظة إلى أقصى الدرجات إزاء أي تحركات أو نشاطات أو علاقات تربط بين الممثلين الدبلوماسيين الأمريكيين والقوى الداخلية لتلك الحكومات، ليس ذلك فحسب، بل ينبغي الحذر مع كل من هو أمريكي مهما كانت صفته في أي دولة ولو كان مختصا في النظافة، فكثيرا ما كشفت وعاءات القمامات والفضلات التي ترميها الشخصيات في الليل، لتتلفها شاحنات النظافة في مواقع الزبالة الكبيرة، كثيرا ما كشفت عن فضائح عالمية· ''ويكيليكس'' رغم الطفرة التي وضعها بصمة على الساحة الدولية الإعلامية والدبلوماسية والسياسية، إلا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تعرض مقاعد قيادية في الأممالمتحدة على من تشاء من البلدان وتعلن الحرب على من تشاء أيضا وترضى على من ترضى، ليست الدولة التي لا يمكنها معرفة مصدر تسريب الوثائق أو لأي غرض تم التسريب· فما قاله الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش في مذكراته عن اقتناعه بوجهة نظر مخبره الرئيس المصري حسني مبارك، ليشن بوش حربه على العراق، لا يقل أهمية وخطورة عما تسربه ''ويكيليكس'' عن الأوصاف والنعوت التي ينعت بها السفراء الأمريكيون قادة دول أجنبية، وهم في مهماتهم بها· كما لا يقل تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية بهذه الفضائح الموسمية، فمن ''ووتر قايت'' إلى اغتيالات ممنهجة بدعم مباشر لإسرائيل مرورا بفضائح حرب العراق وأفغانستان· ورغم وضاعة الرأي الذي يقول بأن أمريكا قد تريد بهذه الفضائح ''المرغوب فيها'' تحويل الأنظار ورفع الحرج عن نفسها بسبب أخطائها وضعفها في إدارة الأزمات واختلاط الأمور عليها في العالم، وأن ما تقوم به الوثائق من فضح لعلاقات قادة العالم مع واشنطن سوى تبرير لتلك الأخطاء، وقد يكون ''ويكيليكس'' أيضا صنيعة·· لِمَ لا وقد كانت حربا وإبادة شعوب بأكملها في العراق وأفغانستان صنيعة أيضا؟ ع· بلقايم --------------------------------------------- تقرير ''ويكليكس'' يشير إلى رغبة ساركوزي في تحسين علاقاته مع إدارة أوباما نشر موقع ''ويكليكس'' الذي أحدث ضجة إعلامية واسعة في مختلف أنحاء العالم، معلومات تخص كيفية ترحيل الجزائريين المفرج عنهما من معتقل غوانتانامو الأمريكي بجزر كوبا، لخضر بومدين وصابر لحمر وكيف رفضت استقبال المفرج عنه الثالث. ويشير التقرير إلى المزايا التي استفادت منها فرنسا من هذه العملية، بمنحها حق اللجوء السياسي للجزائريين المفرج عنهما· يشير التقرير إلى أن دبلوماسي عبر عن رغبة فرنسا في الحصول على مقابل مالي مقابل صفقة استقبال المعتقلين السابقين المفرج عنهما من غوانتانامو، كما سبق لجزيرة بالو أو أرخبيل بيرمودا التي استقبلت بدورها مفرج عنهم من غوانتانامو، وعبر هذا الدبلوماسي عن تردده في قبول استعمال أموال الضرائب التي يدفعها الفرنسيون لتسديد نفقات استقبال ونقل الجزائريين المفرج عنهما، مؤكدا أنه كما تدفع الولاياتالمتحدة مقابلا ماليا للدول التي تستقبل المفرج عنهم من معتقلها فعليها دفع مقابل مالي أيضا لفرنسا· وحسب الوثيقة فإن الإدارة الفرنسية قبلت بتقديم خدمات للإدارة الأمريكية من خلال هذه العملية قصد تحسين علاقاتها مع إدارة أوباما، خاصة وأن الرئيس ساركوزي كان حليفا لجورج بوش الإبن، وهو ما أشار إليه دبلوماسي أمريكي بباريس في جانفي ,2009 ومن أجل إرضاء إدارة أوباما وكسب ودها قبلت فرنسا باستقبال المفرج عنهما من معتقل غوانتانامو لخضر بومدين البالغ من العمر 42 سنة والمحتجز بهذا المعتقل منذ 2002 وتم توقيفه بالبوسنة والهرسك عام 2001 ثم تم تبرئته من قبل العدالة الأمريكية· ويشير التقرير بخصوص هذه القضية، أن فرنسا وجدت صعوبات كبيرة في تسلم الجزائريين كونها كانت تطلب من الاستخبارات الفرنسية معلومات دقيقة حول المعتقلين السابقين، وفي هذا الإطار كتب أحد مستشاري الرئيس الفرنسي ''دافيد ليفيت'' أن استقبال لخضر بومدين يعتبر فاتحة عهد جديد مع الأمريكان، وأشار المستشار الفرنسي إلى الصعوبات الكبيرة التي تواجه السلطات لاستقبال المفرج عنهما خاصة ومواجهة الرأي العام الفرنسي الذي تساءل كثيرا كيف سمحت فرنسا باستقبال معتقل سابق مشتبه في تورطه في قضايا إرهاب، وهم المعتقلون الذين رفض الكونغرس الأمريكي بشدة إقامتهم بالولاياتالمتحدةالأمريكية· وتشير وثيقة ثانية ل ''ويكليكس'' تعود إلى 09 جويلية 2009 عن القلق الذي انتاب المستشار الخاص لوزير الخارجية الفرنسي بيرنارد كوشنير، إيريك شوفاليي حيث أن فرنسا كانت مرشحة لاستقبال ستة من المفرج عنهم أيضا من معتقل غوانتانامو، ويكمن هذا القلق في كون الإدارة الأمريكية رفضت استقبال معتقلين مفرج عنهم من غوانتانامو، في حين أن فرنسا تقبل ذلك بسهولة، كما أن دولا مثل إيطاليا وإسبانيا والبرتغال وضعت شروطا دقيقة لقبول هذا العرض في وقت سارت فرنسا عكس ذلك· مراد محامد --------------------------------------------- ''ويكيليكس''··''الباص المكوكي'' الذي لا ينتظر أحدا هوية ''ويكيليكس'' أصبحت على مواقع العديد من المؤسسات الإعلامية الإلكترونية وغير الإلكترونية، بسبب الطفرة الإعلامية والخدماتية التي أحدثتها في السوق الإعلامية والسياسية الدولية· فحسب موسوعة ويكيبيديا، تعني كلمة ''ويكيليكس'' ''تسريبات الويكي'' وهو موقع إلكتروني يهدف إلى خدمة الناس بشكل عام وحماية الأشخاص الذين يكشفون الفضائح والأسرار التي تأتي من المؤسسات أو الحكومات الفاسدة، وتكشف كل الانتهاكات التي تمس حقوق الإنسان أينما وكيفما كانت· اسم مؤسس الموقع جوليان أسانج· ويقول موقع ويكيبيديا أن اسم ويكيليكس جاء نتيجة دمج كلمة ''ويكي'' والتي تعني الباص المتنقل مثل المكوك من وإلى مكان معين، وكلمة ''ليكس'' تعني بالإنجليزية ''التسريبات''· ويعود تاريخ تأسيس هذا الموقع إلى جويلية 2007 بعدما شرع في نشر المعلومات، وخوض الصراعات والمعارك القضائية والسياسية من أجل حماية المبادئ التي قام عليها، وأولها ''صدقية وشفافية المعلومات والوثائق التاريخية وحق الناس في خلق تاريخ جديد''· وانطلق الموقع من خلال عزم الضعاف في العالم والمؤيدين لترقية أوضاعهم الاجتماعية والحياتية بشكل عام على شن حرب تكشف فضائح الكبار من الحكومات والشخصيات، ومن هذا المنطلق، رأى القائمون على الموقع أن أفضل طريقة لوقف هذه الانتهاكات هو كشفها وتسليط الضوء عليها· لتصبح أهمية الموقع إلى كونه وسيلة لكشف الأسرار بالعديد من القضايا ذات البعد الإنساني، منها على سبيل المثال - كما تقول الصفحة الرئيسية للموقع - الأعداد الحقيقية للمصابين بمرض الملاريا الذي يقتل في إفريقيا على سبيل المثال مائة شخص كل ساعة· ويعتمد الموقع في أغلبية مصادره على أشخاص يوفرون له المعلومات اللازمة من خلال الوثائق التي يكشفونها، ومن أجل حماية مصادر المعلومات يتبع موقع ويكيليكس إجراءات معينة منها وسائل متطورة في التشفير تمنع أي طرف من الحصول على معلومات تكشف المصدر الذي وفر تلك التسريبات· ويتم تلقي المعلومات إما شخصيا أو عبر البريد، كما يحظى ويكيليكس بشبكة من المحامين وناشطين آخرين للدفاع عن المواد المنشورة ومصادرها التي لا يمكن - متى نشرت على صفحة الموقع - مراقبتها أو منعها· وسبق لويكيليكس أن حصل على حكم قضائي من المحكمة العليا بالولاياتالمتحدة التي برأته من أي مخالفة، عندما نشر ما بات يعرف باسم أوراق البنتاغون التي كشفت العديد من الأسرار حول حرب الفيتنام· هذا، وواجه الموقع إشكالات عديدة وكبيرة تخص حجبه بالعديد من الدول وعلى رأسها الصين، لكنه نجح في وضع عناوين بديلة يمكن من خلالها الوصول إلى صفحته وقراءة محتوياتها بفضل إمكانيات التشفير التي يوظفها خبراء لصالح منع حجب الموقع· وتتم عملية نشر الوثائق بطريقة بسيطة، حيث لا يحتاج الشخص سوى لتحميل الوثيقة التي يريد عرضها وتحديد اللغة والبلد ومنشأ الوثيقة قبل أن تذهب هذه المعلومات لتقويم من قبل خبراء متخصصين، وتتوفر فيها شروط النشر المطلوبة، وعند حصولها على الضوء الأخضر، يتم توزيع الوثيقة على مزودات خدمة احتياطية داعمة· وفي فيفري 2008 قام مصرف سويسري برفع دعوى على ويكيليكس بعد نشره مزاعم عن أنشطة غير مشروعة للمصرف في جزر كيمان، وقد نتج عن هذه القضية حظر استخدام اسم النطاق ''wikileaks.org''، لكن الموقع تحايل على هذا باستخدام أسماء نطاقات أخرى· وبعد ذلك أصبح الموقع أشهر مؤسسة إعلامية في العالم بعد نشره فضائح دبلوماسية ووثائق استخباراتية أمريكية عن سفرائها في عهدة دول، منها إيران، سوريا، تركيا، العراق، روسيا، الصين وفرنسا· يحيى· ر --------------------------------------------- المسلمون ومكافحة الإرهاب بفرنسا حسب ''ويكيليكس'' :فرنسا ''العنصرية'' مهدت الطريق لتنامي الأصولية كشفت عدة مراسلات ووثائق دبلوماسية أمريكية أزاح عنها الموقع الأمريكي ''ويكيليكس'' الستار منذ يوم الأحد الفارط، أن عدد من القضاة الفرنسيين المختصين في مكافحة الإرهاب كانوا كثيري التردد على السفارة الأمريكية بباريس، متجاهلين بذلك سرية التحقيق· وهو حال القاضيين المعروفين في مجال مكافحة الإرهاب، جون-لويس بروقيير، وجون-فرنسوا ريكار، حيث أشار الدبلوماسيان الأمريكيان في برقية مؤرخة في 17 مارس ,2005 حول أصل مكافحة الإرهاب في فرنسا: القضاة المكلفين بالتحقيقات ذات صلة بالإرهاب ''يعملون في عالم آخر، غير ذلك المتعلق بباقي العدالة''· كما أشار الدبلوماسيان الأمريكيان بعد محادثات في ماي ,2005 مع المستشار البوليسي بوزارة الداخلية في عهد دومينيك دوفيلبان، إلى أنه في فرنسا ''معيار الدليل في التواطؤ الإرهابي ضعيف، بالنسبة لباقي القضايا الجنائية''، وفي نفس السنة، أشارت برقية أخرى، إلى أن القاضي جون-فرنسوا ريكار، المختص في مكافحة الإرهاب، أثار حالة الفرنسي ذو الأصل الجزائري، جمال بغال، الموقوف عام 2001 والمحكوم عليه بعشر سنوات سجنا، بتهمة التخطيط لهجوم ضد السفارة الأمريكية بباريس· ''ريكار يقول أن الأدلة'' ضده وضد معاونيه'' غير كافية في الحقيقة لإدانته· وفي المقابل، يشير التقرير إلى تساهل السلطات الفرنسية في التعامل مع الأقليات المسلمة، والذي ساعد على تنامي الإسلام المتطرف، حسب اعتقاد دبلوماسيين أمريكيين حيث أكد أحدهم أن فرنسا ''يجب عليها السهر على منح مكانة للمسلمين في الهوية الفرنسية'' سواء كانوا مهاجرين من الجيل الأول، أبناؤهم من الجيل الثاني أو الثالث، أو العدد المتكاثر لمعتنقي الإسلام''، حسب ما ورد في برقية مؤرخة في 17 أوت .2005 وفي ذات السياق أثار الدبلوماسيان الأمريكيان انشغالهم بنقطتين: ثقل معتنقي الإسلام والوضع في السجون الفرنسية، وحسب تقديرات ذات الدبلوماسيين فإن 50 بالمائة من النزلاء بفرنسا قد يكونون مسلمين·