حين تطغى المصلحة، تتفكك جميع روابطنا الأسرية، حيث تنقطع الصلة الأبوية عندما تصبح قائمة على المال بدل الحب والمحبة، هي قصة أب استغل أبنائه أبشع استغلال من أجل ممارسة الضغوط على زوجته للاستيلاء على راتبها الشهري، عالجتها محكمة الأربعاء، أمس الأول، حيث طالب ممثل الحق العام بتسليط عقوبة 3 سنوات حبسا نافذا في حق أب متهم بالاعتداء الجسدي ضد زوجته والتهديد باختطاف إبنائه· وقائع القضية -حسب ما جاء في مجريات المحاكمة- تعود إلى منتصف الشهر الماضي عندما تقدمت امرأة عاملة تبلغ من العمر 38 سنة بشكوى إلى أعوان الشرطة تتهم فيها زوجها بالاعتداء عليها جسديا وكذا محاولته اختطاف أبنائه بسبب رفضها منح راتبها الشهري له، الأمر الذي أثار غضبه ودفعه إلى ضربها، ومن ثم تهديدها بأخذ أبنائه إلى مكان مجهول في حالة عدم تسليمه راتبها· وقد جددت تلك الزوجة الضحية أقوالها أمام هيئة المحكمة، مضيفة أنها تعاني من العديد من المشاكل مع زوجها كلما اقترب تاريخ تقاضيها لراتبها الشهري، حيث أضافت بأن زوجها كان يأخذ نصف راتبها، في حين كانت تنفق النصف الأخر على أبنائها قبل أن يطالبها زوجها بكامل ما تتقاضاه، وأكدت الضحية خلال الاستماع إلى شهادتها بأن زوجها، ومنذ أزيد من سنتين، يرفض التكفل باحتياجاتها اليومية رفقة أبنائها، مما يدفعها إلى الإصرار على عدم تسليمه كامل راتبها· ومن جهته، صرح الزوج أمام قاضي محكمة الجنح بأنه ألح في الحصول على راتب زوجته من أجل تسوية بعض ديونه العالقة، مضيفا بأنه مستعد لإرجاعه لها فور تحسن وضعيته المادية، قائلا على الزوجة الوقوف إلى جانب زوجها في محنته، وأنا زوجتي تخلت عني، لذلك لجأت إلى الضغط عليها من خلال تخويفها بحرمانها من أولادها'' هذا التصريح اعتبره قاضي المحكمة اعترافا بما كان ينوي الزوج فعله حيث وبّخه على فعلته هذه، في حين أرجأ النطق بالحكم إلى الأسبوع القادم·