شرعت قوات الجيش الوطني الشعبي في حملة تمشيط واسعة، منذ شهر، بغابات بلدية آيث يحيى موسى (30 كلم غرب مدينة تيزي وزو) المحاذية لجبال سيدي علي بوناب، ولا زالت متواصلة، إذ قامت، صبيحة أمس، بتوسيع نطاقها ومداهمة كل القرى والمداشر المهجورة بالمنطقة، بعد وصول معلومات عن استخدام العناصر الإرهابية لهذه البيوت، هروبا من التمشيط الذي استهدف المنطقة· وقالت مصادر ل ''الجزائر نيوز'' إن قرى واقعة شمال مقر البلدية، على غرار ''فيرو'' المحاذية لغابات آث معمر المؤدية إلى أدغال سيدي علي بوناب، و''ثيعزيبن'' التي تعتبر همزة وصل بين غابات إبوهران و''تيفاو'' وصولا إلى غابات تيمزريت، شهدت عملية توغل واقتحام من طرف قوات الجيش، وهي القرى التي هاجرها السكان منذ سنوات التسعينيات هروبا من ويلات الإرهاب، ونفس العملية شهدتها قرية ''آث واسيف'' (حوالي 7 كلم غرب بلدية آيت يحيى موسى)، حيث تم تفتيشها كلية· وأكدت مصادرنا أن قوات الجيش عثرت على آثار الإرهابيين، وأغراض يستخدمونها على غرار الأفرشة وقارورات غاز البوتان وأغذية، حيث تحولت هذه السكنات القديمة المشيدة بالطوب التي يعود تاريخها إلى سنوات الستينيات إلى ملاجئ مؤقتة للعناصر الإرهابية، يستخدمونها للتمويه على قوات الجيش· وذكرت مصادرنا أن قوات الجيش تلقت أيضا معلومات تفيد بأن سكنات هذه القرى المهجورة حولتها عناصر الجماعات السلفية للدعوة والقتال إلى معاقل فرعية لها تعقد فيها اجتماعاتها وتستخدمها أماكن للراحة بعد تنقلاتها في الغابات، كما يقبعون فيها خلال النهار للتنقل في فترات الليل إلى سيدي علي بوناب وتيمزيرت أو إلى غابات ملالة وثمذة نمحالة· كما اكتشفت قوات الجيش أن هذه السكنات تعتبر أماكن لجمع الغذاء التي تنقلها إليها عناصر ناشطة في شبكات الدعم والإسناد، ليتم تحويله في الفترات الليلية إلى مختلف المخابئ بغابات المنطقة· ووصفت مصادرنا الأمنية مواقع هذه القرى بالإستراتيجية للجماعات المسلحة، لوقوعها بغابات كثيفة ومعزولة، لا تتوفر حتى على طرق للسيارات، فضلا عن شريط غابي يربطها بغابات سيدي علي بوناب وغابات آيث يحيى موسى المؤدية إلى غابات بومهني وذراع الميزان·