يبدو أن وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال آليو ماري قبلت الحقيبة الديبلوماسية على غير قناعة وعلى غير استعداد، وأنها تحن إلى لبس "التريي الأخضر" وإلى وزارة الدفاع أو وزارة الداخلية، بدليل عرضها، غير الديبلوماسي أمام النواب، على نظام بن علي آخر التقنيات البوليسية في قمع المسيرات والاحتجاجات، حتى يتمكن البوليس التونسي من خنق انتفاضة التوانسة التي لا تريد نظاما عاش طويلا بفضل تواطؤ من باريس· وما تعنيه ميشال آليو ماري من عرضها هذا الذي عرضته أيضا على الجزائر، هو آخر التقنيات التي تفتقت عليها العبقرية الفرنسية التي مازالت تحن إلى مستعمراتها ومحمياتها وتخاف أن تضيع مصالحها بها، أي كيف يمكن لنظام مثل النظام التونسي أن يقمع انتفاضة شعبية ويسكتها دون أن يترك آثارا للقمع يمكنها أن تؤلب الرأي العام الداخلي والعالمي وتفضح صاحبه، الجميع يعرف المصالح الفرنسية في تونس، ويعرف الصفقات التي حازها الفرنسيون هناك بملايين الأورو، وما الذي سيضيع من فرنسا في تونس عندما يذهب نظام بن علي· المشكلة اليوم بالنسبة إلى ميشال آليو ماري أن نظيرها التونسي كمال مرجان الذي كانت ستستقبله بباريس في الأيام القليلة المقبلة لتلقنه كيف يقمع بكل ديمقراطية، لم يعد موجودا، ولأن الحكومة التونسية حلت، وزين العابدين بن علي لم يعد رئيسا لتونس، وبعض الأخبار تقول إنه فر إلى باريس، ربما تتعلم منه ميشال آليو ماري ديمقرطية القمع·