تشهد الأماكن القريبة من محيط مختلف المؤسسات التربوية بولاية تيزي وزو في الآونة الأخيرة انتشارا مذهلا لقاعات اللعب، التي هي في تزايد مستمر دون أن نسجل أي تدخل من الهيئات الوصية لوضع حد لها، نظرا للنتائج الوخيمة المترتبة عنها، كمساهمتها في ارتفاع نسبة التسرب المدرسي وتراجع المستوى المعرفي للتلاميذ، وكذا تفاقم ظاهرة العنف المدرسي· فمعظم هذه القاعات افتتحت من طرف أصحابها دون حيازة أي رخصة قانونية تسمح لهم بمزاولة هذا النشاط بالقرب من محيط المدارس، فالبحث عن الربح السريع واستغلال براءة هؤلاء الأطفال لتحقيق ذلك جعلهم يضربون بكل القوانين عرض الحائط، وتعتبر مثل هذه الأماكن من المسببات الأولية في تراجع المستوى التعليمي للتلاميذ الذين يلجأون إليها في أوقات فراغهم، عوض الذهاب إلى المكتبات المتوفرة على مستوى مدارسهم، بل أكثر من ذلك يتجرأ بعضهم على الغياب عن الحصص التربوية والذهاب إلى قاعات اللعب ما سبب في، إقبالهم على التدخين في سن مبكرة، وفي بعض الحالات يصل الوضع إلى أكثر من ذلك، لنجد أطفالا لا يتجاوز سنهم 12 سنة يتعاطون المخدرات، من جهة أخرى تعتبر قاعات اللعب من الأسباب الأولى التي تؤدي إلى جنوح الأطفال جراء نوعية الألعاب الالكترونية الموجودة بهذه القاعات والتي تكون في كثير من الأحوال ألعاب قتالية، كما تساهم إلى حد بعيد في انتشار العنف في المحيط المدرسي الذي أضحى من أهم المشاكل العويصة التي تواجه مسؤولي القطاع بالولاية. كما أن بعض هذه القاعات كثيرا ما تتحول إلى ساحات لنشوب مناوشات تخلق جوا عدائيا بين الأطفال· غياب الدور الفعلي لجمعيات أولياء التلاميذ أدى إلى استفحال الظاهرة ولعل ما أدى إلى استفحال هذه الظاهرة أمام المدارس بولاية تيزي وزو وتحمل كل ما ينجم عنها من نتائج وخيمة تؤثر سلبا على صحة وأخلاق التلاميذ وينعكس مباشرة على المحيط التعليمي والأسري وكذا المجتمع على حد سواء، يعود أساسا إلى غياب دور جمعيات أولياء التلاميذ على مستوى المؤسسات التعليمية، التي تبقى ناقصة من جانب العمل الميداني، فتجاهل معظم الجمعيات للأدوار المهمة المسندة إليها والتي تكمن في أن تلعب دورا أساسيا في الحد من مثل هذه الأماكن التي تمس بالمحيط المدرسي جعلها تستفحل من وقت إلى آخر، دون أن نسجل أي تدخل من طرفها للحد منها، كون عمل الأولياء مكمل لوظيفة المدرسة، التي تتكفل بتنظيم حياة التلاميذ وتتولى توجيههم وتربيتهم وتنشئتهم وفق أهداف المنظومة التربوية، وذلك من خلال الواقع الميداني الذي يجب أن تنتهجه هذه الجمعيات والذي يبقى للأسف الشديد غائبا في مدارس الولاية، بأطوارها الثلاث، الوضع الذي يتطلب اتخاذ إجراءات فعلية في الميدان من طرف قطاع التربية للمساهمة في تفعيل الدور التكاملي والتنسيق بين هذه الجمعيات وأهداف المنظومة التربوية من جديد·