قاد ما يزيد عن 100 عامل، صبيحة أمس، مسيرة احتجاجية وسط مدينة بجاية واعتصموا أمام مقر الولاية لمدة يوم كامل، احتجاجا منهم على الأوضاع المهنية الصعبة التي يعيشونها، بعد أن أصبحوا مهددين بالإحالة على البطالة في أية لحظة، نظرا للظروف الصعبة التي تشهدها ملبنة ''لفالي'' وتراجع إنتاجها، منذ قرابة 3 أشهر جراء غياب المادة الأولية. وجاءت المسيرة بعد تفاقم الأوضاع الاجتماعية والمهنية للعمال، على مستوى مصنع الحليب ''لفالي'' بمنطقة وادي الصومام الذي تراجعت قدرة إنتاجه لحليب الأكياس بنسبة كبيرة بسبب الأزمة الحالية والنقص الفادح في المادة الأولية. وقال بعض المحتجين ل ''الجزائر نيوز'' إن الأوضاع الصعبة التي يمر بها المصنع والتي أثرت سلبا على مسارهم المهني، ما هي إلا نتيجة حتمية للقرارات التي اتخذتها وزارة الفلاحة والمتمثلة في تقليص كمية المادة الأولية التي تتحصل عليها الملبنة إلى 80 طنا يوميا، فيما كانت من قبل تصل إلى 220 طن يوميا، لتتراجع بذلك قدرة الإنتاج من 70 ألف كيس من الحليب يوميا إلى 15 ألف كيس، وهو الوضع الذي يؤشر إلى أزمة داخلية في المصنع بسبب تسريح نسبة عالية من العمال الذين وجهوا إلى عالم البطالة إجباريا، وأصبحت قضية غلق أبواب المصنع مسألة وقت فقط، إن لم تتخذ الإجراءات والتدابير اللازمة للقضاء على الندرة في المادة الأولية بالسوق الجزائرية. في نفس الإطار، اعتبرت أغلبية العمال أن التدابير الإلزامية التي انتهجتها الوزارة الوصية والتي تقر بضرورة التعامل مع الخواص من مربيي الأبقار للقضاء على الندرة التي ضربت السوق الجزائرية في الآونة الأخيرة، بهدف تحقيق استقلال ذاتي عن السوق الدولية وتجنب الأزمات المفاجئة التي تضربه، دون تمهيد الطريق لتطبيقه في إطار قانوني خاص، نتجت عنه مضاربة كبيرة من فلاحي المنطقة بالسوق المحلية، ومن بعض أرباب العمل ذوي مصانع كبيرة بالمنطقة تستحوذ على أسعار السوق، وتوجيه المادة الأولية لصناعة مشتقات الحليب بالدرجة الأولى.