كشف عدد من مربي الدواجن في كل من المتيجة وتيارت والجلفة، أن أسعار الدجاج تعرف ارتفاعا فاحشا بسبب عدم خفض مستوردي مادتي الصوجا والذرة أسعارهما في الجزائر رغم انهيارها في العالم، مما سيرشح بقاء اللحوم البيضاء مرتفعة خلال رمضان، مطالبين بفتح تحقيقات في هذه السوق وتخفيف الأعباء على القدرة الشرائية للجزائريين· بلغ السعر الحقيقي للذرة في السوق العالمي 16 دولارا للصاع الذي يساوي في الوزن ثلاثة كيلوغرامات، حسب آخر أرقام السوق الدولية للمواد الأولية، وهذا يعني أن سعر الكيلوغرام الواحد من الذرة يبلغ 33,5 دولار، وتساوي هذه القيمة بالدينار الجزائري في حدود 350 للكيلوغرام إذا سلمنا بأن قنوات التصدير والاستيراد وتحويل العملة إلى الدينار من قبل المستوردين والمصدرين تتم عن طريق السبل الرسمية، وبالتالي يصبح سعر القنطار الواحد من الذرة ب 35000 دينار· أما الصوجا، فالصاع منها بلغ 13 دولارا مما يعني أن الكيلوغرام الواحد يبلغ 33,4 دولار، يقابلها 280 دينار جزائري أي ما معدله 28000 دينار للقنطار· المفارقة في الأمر أن الذرة الذي تعتبر في السوق العالمية أغلى وأعلى شأنا وثمنا من الصوجا، ليس في الجزائر كذلك، حيث تعتبر الصوجا أرفع سعرا من الذرة وبقرابة الثلث· ويساوي القنطار الواحد من الصوجا في الجزائر، حسب عدد من المربين الذين اتصلت بهم ''الجزائر نيوز''، ما بين 4200 دينار إلى 4600 دينار، أما الذرة بنوعيها، فيساوي الأحمر منه 2200 دينار للقنطار، أما الأبيض فلا يتجاوز عتبة 2000 دينار، أي في حدود 1950 دينار للقنطار· المفارقة الأخرى واللغز الذي يبقى المربون وتجار هاتين المادتين هو السعر الحقيقي الذي يشتري به المستوردون هاتين المادتين من الخارج، كي يبيعونهما بهذا التناقض والانخفاض؟ الإجابة عن هذا السؤال بالنسبة لبعض العارفين في هذا المجال، والذين رفضوا الكشف عن اسمائهم، يقولون إن المستوردين الجزائريين لا تخضع معاملاتهم التجارية للاستيراد لهذه الأرقام الرسمية، ''فمصادر تموينهم غير معروفة في أوروبا والعالم، وطرق شرائهم لهما لا تخضع للقواعد الاقتصادية المتعارف عليها رسميا وقنوات جلبها وإن كانت رسمية هي في النهاية تخفي جوانب كبيرة وكثيرة عن كواليس وصولها إلى موانئنا التي تصطدم إداراتها بوثائق لا غبار عليها، من حيث الشرعية والمصداقية· وإذا كان بها ما ينقص، فإننا لا نذيع سرا إذا قلنا غظ الطرف عنها يحدث في كثير من الأحيان ومقابل ذلك أنتم تعرفونه جيدا'' ينتهي مصدرنا· ويطالب مربو الدواجن، رغم ارتفاع أسعار المادتين في العالم وعدم مطابقة أثمان تداولها في السوق الجزائرية، إلى خفض أسعار الصوجا والذرة المتحكمتان في أسعار الدجاج لاستهلاكه في رمضان من قبل عامة الجزائريين، ''بل من المفترض أن تفتح السلطات تحقيقا في الموضوع عن مصادر استيراد هاتين المادتين وتحديد أسعارهما كبعض المواد التي تم تحديد سقفها كونها مواد أساسية في الاستهلاك، بينما هذه تعد أساسية في توفير اللحوم البيضاء''·