الفرق بيننا وبين التونسيين ينحصر في مشاركة نخبهم في تأطير الحركة الاجتماعية وتوجيهها وتنظيمها على الرغم من أن النظام التونسي من أكثر الأنظمة البوليسية في العالم. ويرى الأستاذ زوبير عروس أن النخب الجزائرية فوتت على البلاد ما يمكن أن يكون بداية لتغيير شامل وسلمي، لأنها نخب لا تقول إلا ما يريد أصحاب القرار أن تقوله، ولا يفعلون إلا وفق ما ترسمه لهم السلطة من طريق. وعنده أن السلطة تستغني عن النخب والنخب تقف من الحركات الاجتماعية موقف احتقار. هل يمكن الحديث عن النخب في الجزائر في الظروف الراهنة؟ لقد حددت السؤال بالظروف الراهنة. الآن لنا أفراد لا نخب. لنا جامعيون، باحثون، نقابيون، أفراد في المجتمع المدني ولكن لا يمكن أن نتحدث عن نخب. والمثل الأكبر الذي يمكنه تحديد الإجابة على سؤالك هو ما حدث، هذه الأيام، ولا يزال يحدث في تونس. لقد وصل تسارع الأحداث إلى درجة لم يكن يتوقعها الجميع، فعلى الرغم من الحيف والظلم والاضطهاد الذي هيمن على المواطن التونسي لسنوات طويلة، وتحرك الشارع والنتيجة تعرفونها. ونفس الظروف الموجودة في تونس موجودة في الجزائر، وهي نفسها التي أدت إلى تحرك الشارع الجزائري لمدة خمسة أيام كما نعرف. لماذا توقفت في الجزائر واستمرت في تونس، ببساطة لأن تونس تتوافر على نخبة على كافة المستويات. على المستوى النقابي أو منظمات المجتمع المدني أو مستوى النخبة الجامعية. والغريب أن ما يمكن أن نسميه نخبة في الجزائر لم تتخذ أدنى موقف مما حدث في تونس. وهذا دليل آخر على أن نخبتنا مشتتة. خذ مثلا الإتحاد العام للشغل في تونس وقارنه بالاتحاد العام للعمال الجزائريين: ليس هناك وجه للمقارنة على الإطلاق. اتحاد الشغل في تونس يعتبر أحد الأطراف الأساسية في أحداث تونس. والاتحاد العام للعمال الجزائريين لم يتخذ معه موقفا مساندا. ويمكن قياس ذلك على بقية النقابات المستقلة في الجزائر بما في ذلك نقابات التعليم بمختلف توجهاتها. لماذا هذه السلبية ومن أين أتت؟ هل هي نتيجة جبن أو لا كفاءة أو تواطؤ، أم هو موقف المرتشي الخائف؟ فيه الارتشاء.. الخوف مستبعد. المشكلة أن النظام السياسي في الجزائر تسيطر عليه نخبة عسكرية تتكون من صنفين: نخبة عسكرية محاربة ونخبة عسكرية عالمة. هذه النخبة تسير البلاد لمدة طويلة وجعلت من بقية النخب في موقف التابع لها، وبخاصة النخب المدنية منها. إنها نخب أعطوها مهمة التنفيذ والتسيير لا مهمة القرار. وبعد مرحلة السبعينيات نزعت منها حتى مهمة التسيير والتنفيذ، فهمشت بصفة تامة، وفي مرحلة تالية تم ضرب أية إمكانية لأي تنظيم. الجامعة أصبحت جامعة تعليم وليست جامعة لإنتاج المعرفة. وحتى هذا التعليم لا يمكن له أن يؤدي إلى تكوين نخبة متضامنة بحكم الممارسة العلمية. الجامعة الآن تتكون من مجموعة من الأساتذة الموظفين وليسوا منتجين لمعرفة من شأنها أن تؤدي إلى توجيه القرار السياسي في البلاد، توجيهه من خلال المعرفة في خدمة المجتمع. الأخطر من هذا أن هذه الظاهرة عممت على كل بقايا النخب الموجودة في البلاد. هل معنى هذا أن النخب انهزمت أمام النظام؟ النظام استطاع أن يجعل من النخبة الجامعية نخبة لقمة عيش وليست نخبة عالمة بالمفهوم المتعارف عليه. ولذلك أسباب تاريخية. لنعد إلى النخب الجزائرية قبل الاستقلال. ونحن نستشهد بالتاريخ فقط لإعطاء مؤشرات. لقد مكن ضغط الظاهرة الاستعمارية الجزائريين من دخول مرحلة المشاركة السياسية للجزائريين سنة 1919 وأعطت نخبتنا التقليدية التي كانت موجودة ومعروفة، والتي تمكنت من أن تلعب دورا في الحركة الوطنية. فكان ما يسمى بالنخبة الإصلاحية ونخبة الاندماج والنخبة الثورية...الخ، ولكل هذه النخب مشاريع وأفكار تصب كلها في حتمية الارتقاء بالمجتمع الجزائري من حالة الركود إلى حالة النهوض. والذي حدث أنها وحدت في 54 ولكن بعدما أدت مهماتها. ثم نشأت النخبة المحاربة لتهمش الآخرين في الواقع السياسي. غلبتهم على أمرهم في واقع الحال. هذا يفسر حالة النخب الموجودة في الجزائر في وقتنا الراهن. أكثر من ذلك. وعندما ننتقل إلى جزائر 1988 وما عرفناه من أحداث. فقد تكونت لنا نخب، بفضل ما يعرف بالانفتاح السياسي والتعددية، نخبة في الميدان الصحافي ونخبة سياسية متعددة ونخبة أخرى نقابية متعددة. ولكن هذه النخب بقيت معطلة لأنها بقيت تعمل بعقلية الأحادية التي كانت سائدة فيما قبل. خذ نخبة الإعلام مثلا: إنها تقوم بالوظيفة التي كانت محددة لها قبل 1988 وهي مجرد ناقل للخبر ولا محللة للخبر وموجهة للرأي العام ومحاولة أن ترفع من مستوى الوعي العام. مع الأسف هناك نخبة صحفية أصبحت تتبنى الرداءة كوسيلة للكسب السريع والثراء، وبالتالي أصبحت توزع ثقافة العامة وثقافة الجمود لا ثقافة الانعتاق والتحرر. ولكن الصحافة من أين لها بالموقف المثقف العالم التقدمي إذا لم تكن من خلفها نخب أخرى في عالم الجامعة والإنتاج الفكري والفني والأدبي؟ الأدباء والمثقفون والفنانون والمفكرون في نفس درجة الرداءة والجمود الذي تنسبه للصحافة؟ أنت تتكلم هنا عن حقيقة سوسيولوجية. النخبة الجامعية تعمل الآن بنظرية ''أخطي راسي''. غير مستعدة وغير مهيأة. هي فقط نخبة تقوم على ملاحظة المشهد دون محاولة فهمه وتحليله. هذه النخبة دخلت في صراعات جانبية على مستوى اللغة وعلى مستوى الانتماء الإيديولوجي. ولم توظف هذه الاختلافات من أجل الدخول في حوار بناء من أجل بناء مشروع مجتمع وإنما صراع خدمة لرؤية السيستام، مع ملاحظة أن كلمة النظام لا تؤدي المعنى المقصود بدقة وبما يحمله من شحنة. ما هي مهمة عالم الاجتماع؟ مثلا، مهمته الأساسية هي فهم الواقع. ولكن ما نراه أن الكثير من الكتابات والدراسات السوسيولوجية تعمل على تشويه الواقع وتقديمه في الصورة التي يرغب فيها النظام. هل من أمثلة؟ الأمثلة كثيرة. لنلاحظ ما قيل عن الحركة الاحتجاجية الأخيرة، في الجزائر. البعض يرجعها إلى أسباب أخلاقية. يعني الابتعاد عن أخلاق الأمة. والبعض نظر لها على أنها حركة بطون والبعض وصفها بحركة لصوص. وهذا واقع موجود عند بعض السوسيولوجيين الذين عبروا عن آرائهم على مستوى بعض الجرائد والصحافة الوطنية. بينما الواقع أن ما حدث ليست حركة بطون ولا لصوص، وإنما هي حركة لها أسبابها العميقة، تحركت في لحظة تاريخية معينة بسبب مباشر من الأسباب العميقة أكثر عمقا من الأسباب التي قدمت. إنها حركة لها أسبابها السياسية، وأسباب تتعلق بحالة الضياع والتهميش. إنها أسباب لم ترد النخب المثقفة التعبير عنها أو أنها خافت من التعبير عنها؟ لقد حرفتها، لا أقول تقية وإنما انتهازية. اتخذت مواقف انتهازية من أحداث كان يمكن أن يبنى عليها التنبيه والتنوير، مثل أن يقال: يا جماعة هذه أحداث تؤشر على أزمة عميقة وخطيرة مقبلة. وكلنا سنكون ضحية ما سيحصل إذا لم نقل الحقيقة بشأنها. وهي حركة توقفت لحين. إذا لم نفهم أسباب هذا التوقف، فسيكون المستقبل جد صعب. كيف ترون علاقة المثقف بالسلطة؟ بكل صراحة، إنها علاقة تبعية وفي بعض الأحيان علاقة الانتهازي بالحاكم، إلا من رحم ربك. والاستثناءات موجودة بطبيعة الحال. ومع الأسف المثقف الآن يتميز، لا أقول الخوف، فالخوف موجود وطبيعي، ولكن بالجبن وعدم القدرة على المبادرة في التعبير عن الرأي الحر المستقل، لدرجة أنه يحاول تشويه الرأي الصائب لكي يتماشى مع الرأي السائد الذي تريده السلطة. وانتقل إلى إنتاج ما يريده صاحب القرار لا ما يريده هو. يعني أن المثقف اختار الريع على النضال وتبعات النضال من أجل رأيه ومبادئه؟ مع الأسف، لو كان من المستفيدين من الريع بشكل كبير لهان الأمر. إنه يكتفي بالفتات ويعتقد أنه شيء كبير. خذ مثلا الأستاذ الجامعي،كل همه هو ما يمكن أن يتحصل عليه ماديا، أي حجم الراتب الذي يتلقاه. وحتى النقابي الجامعي توقف عند هذا الحد. الأجر ما هو إلا وسيلة من وسائل إعطاء الجامعة دورها الحقيقي. النظام الجامعي لا بد أن يكون متعددا على جميع المستويات: البيداغوجي، الحريات الأكاديمية...الخ. لكن الأستاذ الجامعي اليوم نسي كل القضايا الأساسية وأصبح همّه الوحيد هو الأجر. الأجور مطلب مشروع ولكن هناك قضايا أساسية تهم الجامعة. ومنها محاولة استرجاع استقلالية الجامعة كما كانت عليه من قبل. الجامعة الآن أصبحت وسيلة من وسائل تبرير التوجهات السياسية ورؤية النظام لتوجهات المجتمع. فكأن المثقف، وعندما نقول المثقف ندخل في دوامة تعريف المثقف، فلنقل الجامعي فقط. الجامعي الحقيقي يجب أن يكون من أجل الحريات البيداغوجية والأكاديمية والتنظيمية، وهذا كله غير موجود في الجامعة الجزائرية مع الأسف الشديد. في البلاد مثقفون غير مدرسيين، يعني جامعيين، ينتجون الفن والأدب والأفكار، ولكنهم في نفس موقف الأستاذ الجامعي؟ المشكلة لا بد أن يكون لها أصل، هل تعتقد أن النخب الجزائرية فاتها الزمن، أم أن المسألة مسألة أجيال، وهل تعتقد أن هناك نخب قادمة لا نعرفها الآن، ولكنها موجودة، تماما مثلما ما جرى للنخب الأوروبية في العصور الوسطى. كانت النخب في الكنيسة مسيطرة ولكن نخب أخرى كانت خفية ولكنها انتصرت في النهاية، كيف ترون المستقل؟ النظام في الجزائر بني على فكرة القضاء على روح المبادرة. بني على القرار المركزي لصاحب القرار. على النخب الفنية والأدبية والسياسية أن لا تبادر وإنما تنتظر ما يقرره صاحب القرار. النظام هو الذي يقدم لهم ما يجب أن يقوموا به. مقارنة بسيطة: الحركة الاجتماعية في تونس. تكلمت عن الفنانين. وأنا أستطيع أن أذكرك بموقف فنان مطرب مثل لطفي بوشناق. ثم موقف الممثلين المسرحيين والسينمائيين وغيرهم.. كانوا على وعي بضرورة اتخاذ موقف معين في لحظة من اللحظات فلم يترددوا. هذه الفكرة سلبت من جميع النخب عندنا. النخب تربت على روح السكينة. وحتى النخب السياسية عندنا لا تتحرك إلا من خلال ما يملى عليها. النخب الحداثية والمحافظة على السواء متطابقة في هذا المجال، لا فرق بينهما. إنها نخب سلبت منها الروح التي من أجلها يجب أن تكون. ليس هناك فرق بيننا وبين تونس: نخب مضطهدة.. النظام التونسي أكثر بوليسية من الجزائري. ولكن الفرق أن في تونس نخب تضحي وتناضل.. فأين الخلل؟ نعرف تونسيين ضحوا براتبهم طول حياتهم من أجل أفكارهم، لماذا لا نجد جزائريين من هذا الطراز؟ أنت تطرح هنا سؤالا كبيرا. لا بد من وقفة كبيرة. النظام التونسي من أتعس الأنظمة البوليسية الموجودة في العالم على كل المستويات. كلما اشتد القمع زاد الوعي بضرورة التضامن من أجل التغيير. معناها لا بد لنا من مزيد من القمع لكي نتحرك؟ في الجزائر تستطيع أن تكتب وتتكلم كما تشاء، الفرق مع التونسيين أنهم استطاعوا أن ينتظموا. أما نحن فإنك تتوقف عندما تصل إلى مرحلة التنظيم. الوضع عندنا على طريقة: القافلة تسير والكلاب تنبح، المهم أن لا تصل الأمور إلى درجة التنظيم. والحل؟ لا بد من لحظة وعي ونعود إلى القول: إن النخبة التونسية أعطتنا درسا. لا بد من الاستفادة منه. بعدما انهار النظام في تونس وجدت هناك نخبة للمحافظة على البناء الاجتماعي. بعد الانفلات الأمني وقعت هناك وحدة بين النقابيين والأطباء وسلك التعليم من أجل حماية النسيج الاجتماعي. لقد أصبحت قوة رادعة لا مكانة لسلب حقوق الشعب التونسي من جديد. متى نصل إلى هذا المستوى من الوعي؟ علما أن إمكاناتنا موجودة وظروفنا تسمح لمحاولة التنظيم. كيف نصل إلى هذا؟ الأحداث الأخيرة التي عرفتها الجزائر تبيّن لنا أنه لا يمكن الوصول إلى تغيير شامل وسلمي إذا لم ندخل في أي شكل من أشكال التنظيم. نخبة جبانة وانتهازية لا مستقبل لها ولا يرجى منها شيء، هل نستورد نخبة؟ الالتجاء إلى النخب الأجنبية هو أحد الأسباب التي أدت إلى تمييع دور النخب في بلادنا. من خطط لمشاريع التنمية في الجزائر ومن نظر لها. إنها النخبة المستوردة. كان ذلك في ظروف تاريخية معينة. ولكن هذه الظروف أعيد إنتاجها، لأن أصحاب القرار عندنا لا يثقون في العقل الجزائري في جميع المستويات. ولا يتعلق الأمر بموقف إيديولوجي أو معياري من النخب الوطنية وإنما هو موقف احتقاري. كانت هناك علاقة بين مثقفين جزائريين كبار وبين رجال السياسة، علاقة تواطؤ إيجابي من أجل النصيحة والتشاور في خدمة المجتمع. أذكر مصطفى الأشرف، مالك بن نبي وعبد المجيد مزيان علي الكنز...الخ، هل لك علاقة برجال السياسة؟ لا يمكن أن ننطلق من حالات خاصة واستثنائية. والعلاقات التي تتكلم عنها بين هؤلاء الأسماء ورجال السياسة تعود أصلا إلى أسباب علاقات شخصية في ظروف تاريخية معينة. ولا يمكن أن نعممها لنقول إن هناك هذا التواطؤ الإيجابي. والأفكار التي يطرحها هؤلاء تذهب معهم عندما يغادرون الحياة، أو عندما تنتهي العلاقة الشخصية. ثم لتعود فكرة الاستغناء كقاعدة للعلاقة بين النخب المثقفة والسلطة صاحبة القرار. أما العلاقة المنظمة التي يجب أن تكون فلا وجود لها. أين هي الآن رؤية عبد المجيد مزيان العقلانية؟ لقد ذهبت معه. والمهتمون بالشأن الإسلام لا علاقة لما ينتجونه من أفكار بما كان يؤمن به عبد المجيد مزيان.. وقس على ذلك. بل إن التراجع واقع بين النخبة الإصلاحية التي قادها عبد الحميد بن باديس في الثلاثينيات والنخبة الموجودة الآن لا علاقة لهذه بتلك. كان ابن باديس يرى أن النهضة هي اللحاق بالآخر مع معرفة الأسباب التي أدت إلى نهضته، بينما نخبة اليوم هي كيف ندخل في مواجهة الآخر. إنها نخبة تراجع لا نخبة إصلاح. كيف ترون المستقبل؟ إنها مأساة حقيقية. ليس للمجتمع الجزائري من ينير له الطريق. النخبة التي تقوم بالقيادة الرمزية غير موجودة. ما هو شرط مشاركتك في مسيرة سلمية من أجل التغيير؟ ليست القضية قضية شخصية. هناك شروط كثيرة أهمها أن تكون منظمة. نحن نحاول هذه الأيام أن نتنظم على الأقل في أطر صغيرة. لا ندعي أننا نحيط بكل جوانب الحركة الاجتماعية. للحركة الاجتماعية دينامكيتها وطرق عملها وفهمها. ومن هنا فإن شرط التنظيم ضروري. ولا يأتي التنظيم إلا من خلال مشاركة المثقف مشاركة تامة من خلال انخراطه في حركة المجتمع المدني. والنظام لا يريد ذلك ويفعل المستحيل من أجل الحيلولة بينك وبينه. هل هناك اليوم مثقفون مستعدون للذهاب إلى السجون، وتحمل تبعات النضال؟ مع الأسف لا. إني أبحث عنهم وأتمنى أن ألتقي بهم. أكثر من ذلك نلاحظ أن فيهم من يبدي تعاليا مزيفا على المجتمع. الحركة الاجتماعية لا تأتي من النخب أو قد لا تأتي من النخب. واحتقار النخب للحركات الاجتماعية، زيف وكبرياء في غير موضعه. إنها نخب تفر من الواقع، عن طريق احتقاره، ولا تسعى إلى تغييره.