تحوّلت نشرة أخبار اليتيمة إلى نشرة غذائية تبدأ بالخبز وتنتهي بالخبز أيضا.. لا ندري هل هذا هو الحل الذي توصل إليه ''العارفون'' من أجل امتصاص الغضب؟ نهق حماري عاليا وقال.. إنهم ينفخون في الريح.. لا يمكن أن تمتص الغضب بخبزة.. القضية أكبر من ذلك تماما.. قلت له.. ربما هذا هو أضعف الإيمان.. نشرة أخبار غذائية.. ضرب حماري بذيله يمينا ويسارا وقال.. بهدلونا أمام شعوب العالم.. من يرى ذلك يظن أننا نثور من أجل بطوننا فقط.. قهقهت عاليا وقلت له.. قل الصح الصح لماذا إذن كل هذا الغضب والصراخ.. أليس من أجل أن تشبع الكرش؟ لم يعجبه استفزازي له بهذا الكلام وقال.. عندما يقع الغني تقولون إن ذلك حادث وعندما يقع الفقير تقولون.. ''إنه سكران''.. يا صديقي يجب أن تفهم أنه عند الحصاد الوفير تكثر شكوى الفقير.. قلت له.. لم نختلف إذن.. القضية قضية كرش.. ضرب بيديه وقال.. ''ماحبيتش تفهم''.. نعم قضية كرش وأشياء أخرى.. قلت مستهزئا.. ما هي الأشياء الأخرى؟ نهق من جديد وقال.. يبدو أنك تتعاطف من السلطة ضد الشعب ويبدو أيضا أنك تنحاز إلى الظلم ضد العدل.. قلت له.. الدنيا مع الواقف أيها الحمار.. قال.. على كل الحمل والحب والفقر أشياء لا يمكن إخفاؤها.. وإن استطعت ذلك وريلي حنة يديك.. ضحكت وقلت.. أنا أستفزك فقط.. فعلا الفقر هو الكفر بعينه..