تحوّلت ضحية قاصر حملت بعد إغتصابها إلى متهمة بعدما قامت بقتل مولودها رفقة والدتها حتى تثبت تهمتها على المتهم الذي إدعت أنه الفاعل، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، ليتم تبرئة الشاب من جناية هتك عرض قاصر وتواجه هي ووالدتها جناية قتل رضيع حديث الولادة. هي وقائع حقيقية عالجتها، أول أمس، محكمة الجنايات لمجلس قضاء بومرداس التي استقطبت فضول العديد من الأشخاص الذين أرادوا متابعة أطوار القضية، لكن هذه الأخيرة تم معالجتها في جلسة سرية. خيوط القضية التي شهدتها بلدية عمال المعروفة بطابعها المحافظ، تعود إلى 7 ماي ,2009 حينما طالبت مراقبة بإكمالية البلدية من تلميذة ذات 16 عاما بضرورة زيارة طبيب لكشف حقيقة بطنها المنتفخ الذي يزداد من شهر لآخر، لتقوم التلميذة رفقة والدتها بالتوجه إلى العيادة متعددة الخدمات لبني عمران قصد إجراء الفحوصات، حيث بيّنت هذه الأخيرة أن التلميذة حامل في شهرها الخامس، ليتم بعدها الإتصال بمصالح الدرك الوطني باعتبار الفتاة قاصر وغير متزوجة لفتح تحقيق في القضية. من جهتها، قامت والدة القاصر بإيداع شكوى ضد مجهول إعتدى على بنتها القاصر دون علمها أنها حامل. وأثناء سماع الضحية من طرف مصالح الدرك الوطني، صرحت أنها تعرّضت لعملية إغتصاب في ديسمبر 2008 من طرف المتهم (س.س) الذي يملك محلا لبيع الأشرطة والأقراص المضغوطة بجوار الإكمالية التي تدرس بها، وأضافت أنها قامت بكراء قرصين مضغوطين من عند المتهم، وبعد مدة قامت بإرجاعه، حيث كان أثناءها المتهم بمفرده بالمحل، وقام مباشرة بعد دخولها بإسدال ستار المحل ليعتدي عليها، مضيفة في تصريحاتها أنها لم تخبر أحد بالواقعة، ولم تكتشف أنها حامل إلا بعدما طلبت منها المراقبة إجراء فحوصات طبية، وأضافت أنه بتاريخ 24 أوت وضعت مولودها من جنس أنثى ميتا، وقد تم دفنه من طرفها ووالدتها بالمقبرة، وذلك دون أن تخبر قاضي التحقيق المتابع لقضيتها أو مصالح الدرك الوطني بذل. وبتاريخ 2 سبتمبر009 2 تم إصدار إنابة قضائية إلى مخبر الشرطة العلمية بشاطوناف من أجل إجراء الحمض النووي على عينات من دم كل من الضحية والمتهم، وكذا عينة من الحبل السري للجنين الذي تم استخراجه بأمر من القوة العمومية، وقد أفضت تحاليل الحمض النووي أن جينات الضحية مطابقة للجنين، في حين أن جينات المتهم غير مطابقة للجنين، إلا أن الضحية تمسكت بأقوالها بأن المتهم إعتدى عليها ولم تقم أي علاقة مع شخص آخر، ليتم بعد المداولة تبرئة المتهم من جناية هتك عرض قاصر، كما كشفت التحاليل الجينية أن الجنين ولد سالما، وتم خنقه لتواجه رفقة والدتها جناية قتل رضيع حديث الولادة.