حذرت تعليمة جديدة لوزارة الداخلية تلقاها أغلب رؤساء الدوائر والبلديات من استفزاز المواطنين، أو إثارة غضبهم خاصة الذين يتقدمون للبلديات من أجل استخراج الوثائق أو طلبا لمساعدات أو إيجاد حلول لمشاكلهم، فيما فتحت مصالح الأمن تحقيقات حول بعض البلديات التي شهدت أحداث مأساوية تمثلت في إحراق مواطنين لأجسادهم احتجاجا على أوضاع اجتماعية ما. وقد عجلت هذه الأحداث الأخيرة التي عاشتها بعض بلديات الوطن بإبعاد العديد من رؤساء البلديات مثلما حدث ببلدية بوخضرة بولاية تبسة حيث تم حل المجلس الشعبي البلدي بأمر من والي ولاية تبسة إثر إقدام الشاب ''بوطرفيف محسن'' البالغ من العمر 27 سنة، على إضرام النار في جسده إثر تعرضه لرد سلبي من رئيس البلدية الذي أجابه حسب مصادر متطابقة بعدم توفر مناصب الشغل، بل أكثر من ذلك قام باستفزازه داعيا إياه إلى اتباع طريقة ''البوعزيزي التونسي''. هذا الأمر دفع في وقت سابق مصالح وزارة الداخلية والجماعات المحلية لمطالبة رؤساء البلديات بحسن استقبال المواطنين والتكفل بانشغالاتهم، لتأتي التعليمة الثانية التي تقضي بتحذيرهم من استفزاز المواطنين بمثل ما حدث ببلدية بوخضرة بولاية تبسة. وقد عجل توالي قضايا إقدام مواطنين على حرق أنفسهم بفتح الأجهزة الأمنية المختصة تحقيقات معمقة مع رؤساء البلديات والمسؤولين الذين سجلت على مستوى بلدياتهم محاولات انتحار وأثبتت في شأنهم التحريات الأولية ضلوعهم بصفة مباشرة في تداعيات هذه الأحداث إذ شرع في الاستماع لرئيس بلدية بوخضرة بتبسة من قبل عناصر الدرك والاستماع أيضا لبعض الشهود ممن حضروا الواقعة المأساوية قبل تحويل ملف القضية إلى وكيل الجمهورية لدى محكمة العوينات. وقد شهدت عدة بلديات عبر مختلف ولايات الوطن خلال الأيام الأخيرة سلسلة من الأحداث المأساوية حاول من خلالها بعض المحتجين والمنتفضين ضد التهميش والبيروقراطية الإدارية وضع حد لحياتهم على الطريقة ''البوعزيزية'' بكل من عنابة، تبسة، جيجل، بومرداس، العاصمة وسيدي بلعباس.