يبدو أن ظاهرة محاولة الانتحار حرقا للتعبير عن واقع مزري معاش، أضحت ''مودة'' جديدة انتقلت عدواها إلى الجزائر بعد الهزة التي خلفتها واقعة الشاب التونسي محمد البوعزيزي وانتهت بالإطاحة برأس النظام في هذا البلد المجاور، حيث شهدت الجزائر خلال 3 أيام الماضية. 5 محاولات انتحار لشباب جزائريين في عدد من ولايات الوطن انتهت واحدة منها بوفاة شاب من تبسة أقدم على هذا الفعل متأثرا بجراحه البليغة، احتجاجا على وضع اجتماعي صعب وبيروقراطية عمياء صمّت آذان المسؤولين عن السماع لمشاكلهم. توفي الشاب محسن بوطرفيف 27 سنة من ولاية تبسة ليلة أول أمس بمستشفى عنابة، بعد أن أضرم النار في جسده احتجاجا على حالته الاجتماعية المزرية، وأفادت مصادر محلية ل''البلاد'' أمس، أن الشاب الذي يقطن بمدينة بوخضرة المنجمية شمالي تبسة قد أقدم على فعلته بسبب سوء معاملة رئيس البلدية له عندما رفض مطلبه بالحصول على منصب شغل بمنجم البلدية، وقال شهود عيان إن رئيس البلدية رد على محسن بالقول ''إذا لم يعجبك الأمر فاحرق نفسك كما فعل الشاب التونسي محمد بوعزيزي احتجاجا على وضعيته الاجتماعية المزرية''. وأكد المصدر أن محسن لم يرق له كلام رئيس البلدية وأثار امتعاضه الأمر الذي دفعه إلى إحضار قارورة بنزين وأضرم النار في جسده بالرغم من تدخل المواطنين لإنقاذه إلا أن الحروق كانت قاتلة حيث نقل الشاب على جناح السرعة إلى مستشفى عنابة وسط تذمر سكان البلدية. وقام والي تبسة بإقالة رئيس بلدية بوخضرة بعد أن تلقى خبر إقدام محسن بوطرفيف على حرق نسفه. وأكد السكان أن بوطرفيف ذهب إلى رئيس البلدية رفقة عدد من الشبان من أجل المطالبة بمنصب شغل بمنجم البلدية بعد أن تأكد من وجود مناصب شغل شاغرة بالمنصب ولم يكن ينوي إحراق نفسه على طريقة بوعزيزي لكن استفزاز رئيس البلدية له دفعه إلى ذلك خاصة بعد أن قال له رئيس البلدية ''لا أعتقد أن تكون لك الشجاعة لفعل ذلك''• وفتحت مصالح أمن الولاية تحقيقا في ملابسات القضية واستجوبت رئيس البلدية المقال كما فتحت مصالح ولاية تبسة تحقيقا إداريا ويؤكد شباب المنطقة أن منجم بوخضرة بحاجة لعمال جدد وهناك مناصب شاغرة لكن رئيس البلدية رفض توظيف هؤلاء الشبان البطالين ودخلت المحسوبية الخط، حيث يتم التشغيل بالمحاباة ومن المرتقب أن تحال قضية محسن بوطرفيف على مستوى وكيل الجمهورية من أجل محاكمة المتورطين. هذا، وحاول شاب آخر أمس من ولاية أم البواقي إحراق نفسه على خلفية توقيفه من منصبه تعسفا لمدة شهرين كعون حماية مدنية وأفادت مصادر محلية أن الشاب صعد فوق مقر الحماية المدنية بالولاية وهدد بإحراق نفسه ما لم تتم إعادته لمنصبه، وشهدت البلدية التي يقطن بها حضور السلطات المحلية بينهم والي ولاية أم بواقي الذي أمر بتنصيب لجنة تحقيق لمعرفة خلفية طرد الشاب من عمله بالحماية المدنية.