لم تنشر الجزيرة لحد الآن سوى بضع وثائق من بينها نصوص مفاوضات وتقول إنها ستنشر المزيد من التسريبات على مدى أيام لتلقي الضوء على عملية السلام التي تكون مشحونة عادة. وتتمثل الوثائق التي تحدثت عنها القناة القطرية في محاضر سرّية بين المفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين والأمريكيين، كجزء من 1600 وثيقة ستنشرها تباعاً، وتكشف عن تنازلات غير مسبوقة عرضتها السلطة الفلسطينية على إسرائيل حول القدس وتبادل الأراضي. وعن مصدر هذه الوثائق، رجّحت جريدة ''معاريف'' الإسرائيلية، أن يكون القيادي الأمني السابق في حركة ''فتح'' محمد دحلان هو من سرّب تلك الوثائق الرسمية. وأكدت الجريدة الإسرائيلية على أن الخصومة بين رئيس السلطة محمود عباس ودحلان، تدفع بالشكوك نحو الأخير بأنه من سرب الوثائق الرسمية إلى ''الجزيرة''، وذلك في إشارة واضحة إلى صحّة هذه الوثائق. واستبعدت الجريدة أن تكون حركة المقاومة الإسلامية ''حماس'' هي الجهة التي تقف وراء تسريب هذه الوثائق، مشيرةً إلى أن حجم الوثائق الحالية والمعلومات المحدثة فيها ''تقلص إمكانية أن تكون حماس هي من قامت بتسريبها، وتشير إلى أن دحلان أو أحد رجاله من قام بذلك من أجل المساس بقيادة السلطة ورئيسها''، كما قالت. وفي تطور خطير لردود الفعل على تلك التسريبات، ذكر شهود عيان وعاملون في مكتب قناة الجزيرة برام الله في الضفة الغربية أن عددا من الشبان حاولوا، أمس الاثنين، اقتحام مقر قناة الجزيرة الفضائية لكن الشرطة الفلسطينية منعتهم. وأكد مدير قناة الجزيرة في الأراضي الفلسطينية وليد العمري في اتصال مع وكالة فرانس برس أن شبانا حاولوا اقتحام المقر وطرقوا على أبواب المكتب قبل وصول الشرطة مسرعة ومنعتهم من القيام بذلك. وكان عشرات الشبان تجمعوا الاثنين وسط مدينة رام الله في الضفة الغربية احتجاجا على قيام قناة الجزيرة بعرض وثائق سرية عن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، تظهر فيها ما وصفته بأنه ''تنازلات'' قدمتها السلطة الفلسطينية. وأحرق الشبان وسط المنارة القريبة من مقر الجزيرة، علما إسرائيليا كتبوا عليه اسم ''الجزيرة''. وقررت حركة فتح مقاطعة قناة الجزيرة بشكل تام، وتوعدت باتخاذ إجراءات صارمة ضد المخالفين.