كشفت وثائق سرية أظهرتها قناة ''الجزيرة'' أن السلطة الفلسطينية تنازلت عن المطالب بإزالة كل المستوطنات الإسرائيلية في القدسالشرقية باستثناء مستوطنة جبل أبوغنيم أو ''هارحوما'' بحسب التسمية الإسرائيلية، وأبدت استعدادها لتقديم تنازلات غير مسبوقة في الحرم الشريف وحيي الأرمن والشيخ جراح. وأظهرت محاضر جلسات المحادثات المتعلقة بما بات يعرف بقضايا الوضع النهائي في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية أن مفاوضي السلطة قبلوا بأن تضم إسرائيل كل المستوطنات في القدسالشرقية باستثناء مستوطنة جبل أبوغنيم. وبحسب محضر اجتماع بتاريخ 15 جوان 2008 حضره مفاوضون أمريكيون وإسرائيليون، قال رئيس طاقم المفاوضات في السلطة الفلسطينية أحمد قريع إن ''هذا المقترح الأخير يمكن أن يساعد في عملية التبادل''. وأضاف ''اقترحنا أن تضم إسرائيل كل المستوطنات في القدس ما عدا جبل أبوغنيم'. ويتابع ''هذه أول مرة في التاريخ نقدم فيها مقترحا كهذا وقد رفضنا أن نفعل ذلك في كامب ديفيد''. وقد مثل حديث قريع هذا خلاصة صريحة وواضحة لما عرضه، بالخرائط، الوفد الفلسطيني المفاوض برئاسته في الرابع من ماي ,2008 وهو الاجتماع نفسه الذي قال فيه قريع للإسرائيليين إن هناك مصلحة مشتركة في الإبقاء على بعض المستوطنات. وأظهرت خرائط قدمها الوفد الفلسطيني المفاوض لتكون أساسا لدولته المفترضة، وفقا لمحاضر سرية، مستوى كبيرا من التنازل بشأن مستوطنات كل من القدس والضفة الغربية. ففي اجتماع في الرابع ماي 2008 قدم الوفد الفلسطيني برئاسة رئيس طاقم المفاوضات في السلطة الفلسطينية أحمد قريع إلى المفاوضين الإسرائيليين هذه الخرائط، مشفوعة بتأكيد من قريع على أن ''هناك مصلحة مشتركة في الإبقاء على بعض المستوطنات. وتظهر الخرائط مستوطنات في شمال القدسالشرقية، وتمثل كتلتين كبيرتين يعيش فيهما أكثر من 136 ألف مستوطن اقترح المفاوض الفلسطيني سميح العبد، الذي كان يشرح الخرائط خلال الاجتماع، أن يتم ربطهما بجسر. كمال تظهر أراض داخل إسرائيل، اقترح الجانب الفلسطيني أن تكون تابعة لسيطرته، في إطار تبادل الأراضي بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ويبدو الأمر ذاته واضحا في جنوبالقدس لتصبح نسبة التبادل بحسب الأرقام المرافقة للخرائط الفلسطينية واحدا إلى خمسين. وجاء تبادل الأراضي في إطار حديث الجانبين عن الحدود بما فيها القدس، لتظهر الخريطة الكلية للضفة الغربية. ويبدو جليا من خلال الخرائط أن هناك أراض فلسطينية، نسبة مهمة منها في القدس أو حولها، أبدى المفاوض الفلسطيني استعدادا للتنازل عنها للجانب الإسرائيلي، ليس مقابل حصوله على أراض مماثلة في القدس ذاتها، بل مقابل حصوله على أراض في مناطق أخرى، أبرزها، في منطقة بيسان شمالا، وأخرى شرق غزةجنوبا. عريقات طلب أن يكون المستوطنون ''مواطنين كاملي الحقوق'' وبشأن المستوطنات بالضفة، اقترح رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، في اجتماع حضره إلى جانب قريع مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني في الرابع من ماي ,2008 أن يكون المستوطنون اليهود ''مواطنين كاملي الحقوق في فلسطين''، مشبها وضعهم إذ ذاك داخل الدولة الفلسطينية المفترضة بوضعية ''العرب الإسرائيليين'' داخل إسرائيل. وطالب قريع في نفس الجلسة بخضوع ''أي مستوطن يريد أن يعيش تحت السيادة الفلسطينية للقانون الفلسطيني''. وفي اجتماع ثلاثي أمريكي إسرائيلي فلسطيني بتاريخ 15 جوان 2008 استحسن قريع فكرة أن ''تبقى مسوطنة معاليه أدوميم تحت السيادة الفلسطينية، ويمكن أن تكون أنموذجا للتعاون والتعايش''. لكن ليفني رفضت تلك الاقتراحات، وقالت ''كيف لي أن أوفر الأمن لإسرائيليين يعيشون في فلسطين''، وتضيف ''سيقتلونهم في اليوم التالي''