بيّنت الدراسة التحليلية التي قامت بها النقابة الوطنية لعمال التربية، حول نتائج الفصل الأول لتلاميذ الأولى متوسط على مستوى مديرية التربية لولاية الجزائر شرق، أن نسبة النجاح العامة قدرت ب %27.29، مما يعني أن نسبة الإخفاق بلغت %72.71، التي تحتاج إلى متابعة ورعاية خاصة بالدرجة الأولى، خاصة وأن هذه الفئة تراجعت نتائجها بنسبة 60 بالمائة، وقد بينت الدراسة أن أغلب الأولياء غير راضين عن نتائج أبنائهم، مطالبين بإعادة النظر في طريقة التقويم والانتقال من مرحلة التعليم الابتدائي إلى التعليم المتوسط. شملت الدراسة التي تلقت ''الجزائر نيوز'' نسخة منها، 60 متوسطة تابعة لقطاع مركز التوجيه المدرسي والمهني بالحراش، و2118 تلميذ متحصل على معدل بين 5.99 في معدل الانتقال، وكذا 20 ولي تلميذ وجه إليه استبيان الدراسة، حيث كشف نتائج التحليل أن المواد التي أثرت في إخفاق التلاميذ بشكل عام تتمثل في مادة العلوم الطبيعية قدرت نسبة النجاح فيها ب 44.49 ، مادة التربية التكنولوجية قدرت نسبة النجاح فيها ب 43.81، ومادة اللغة الفرنسية قدرت نسبة النجاح فيها ب 37.41. وأرجعت الدراسة أسباب الإخفاق إلى أن الفصل الأول يعتبر فترة لتكييف التلميذ مع المحيط الدراسي الجديد، التلاميذ، الأساتذة، التوقيت، المواد... إضافة إلى تأثير إجراءات القبول إلى السنة الأولى متوسط على المسار الدراسي للتلميذ، وكذا مشكل اكتظاظ الأقسام، وقد أعطت الدراسة مجموعة من الاقتراحات التي يمكن أن تؤدي إلى تحسين نتائج التلاميذ، وبالتالي مردود المؤسسات التربوية من أهمها تشجيع دروس الدعم والاستدراك ماديا ومعنويا، تفعيل المكتبات المدرسية، الحد من ظاهرة الغيابات (الأساتذة والتلاميذ)، إيجاد مجال للتعاون بين الأساتذة والإدارة، تفعيل دور جمعية أولياء التلاميذ، إعادة النظر في إجراءات القبول إلى السنة الأولى متوسط. من جانب آخر، سلطت الدراسة الضوء على مدى رضا الأولياء عن نتائج أبنائهم، حيث بينت أن أكثر من 66 بالمائة من الأولياء غير راضين عن نتائج أبنائهم ويرون أن هذه النتائج تعبّر عن المستوى الحقيقي لهم، وأيضا غير راضين لعدم وجود تنسيق ما بين إدارة المؤسسة والأولياء، وكذا صعوبة اتصالهم بالأساتذة كونهم يعملون، واقترحوا من خلال الاستبيان المقدم لهم بعض السبل لعلاج ضعف أبنائهم كتنظيم زيارات إلى المؤسسة وخلق جو للتنسيق ما بين الأولياء وإدارة المؤسسة من جهة، والأساتذة من جهة أخرى، والتكثيف من دروس الدعم والاستدراك لأبنائهم وتنظيمها من طرف إدارة المؤسسة مع حثهم على الاجتهاد والعمل لرفع مستوى أبنائهم، إضافة إلى ضرورة تركيز الأساتذة في بداية السنة على تدريب التلاميذ على منهجية العمل والإجابة وفق طريقة المقاربة بالكفاءات، وكذا ضرورة تطبيق اختبار المكتسبات القبلية بصفة مستمرة لمعرفة مدى تمكن التلاميذ من الكفاءات القاعدية في كل مادة واستغلال نتائج الاختبارات في تشكيل أفواج دروس الاستدراك في بداية السنة، وخلق مجالس تنسيقية بين مرحلة التعليم الابتدائي والتعليم المتوسط، وكذا ضرورة إعادة النظر في طريقة التقويم والانتقال من مرحلة التعليم الابتدائي إلى التعليم المتوسط.