الأغنية الرائعة التي غناها الفنان البلجيكي المتمرد الشاعر والموسيقي جاك بريل suivant au هي عنوان المرحلة السياسية في البلاد العربية.. رغم أن الأغنية كانت في سياق آخر لكنه غير بعيد عن سياقات الحرب.. فبعد هروب زين الهاربين بن علي وافتتاحه نادي الرؤساء المخلوعين في السعودية بتعبير عبد الباري عطوان.. تنتظر الجماهير العربية في كل مكان الرقم الثاني الذي لن يكون غير حسني مبارك الذي يريد تأخير التحاقه بالنادي قدر استطاعته، فبعد تعيينه عمر سليمان نائبا له، والذي ليس إلا عين إسرائيل الساهرة في مصر وتعيينه أحمد شفيق رئيسا للوزراء والذي ليس إلا قائد الطيران الحربي الذي تخرج منه حسني مبارك.. هذا التلكؤ لإدامة البقاء سيفشل طبعا.. حتى تحليق الطيران الحربي بتلك الطريقة الاستفزازية فوق رؤوس المتظاهرين العزل بميدان التحرير.. هو رسالة من الدكتاتور تقول ''أنا أحاصركم برا وجوا وطز فيكم يا أولاد الكل''.. لكن au suivant يا حسني باشا أنت تقف في طابور التاريخ الأخير للأنظمة الشمولية ولست في طابور الخبز المدعم لجمعية حكومية في حي بولاق.. هيا حسني بيه au suivant زملاؤك في الطابور فقدوا صبرهم.. والجماهير العربية أيضا فقدت صبرها وتريد أن ترى دكتاتورها أيضا الأول في الطابور.. هيا حسني باشا عجل فأنت صبرت على شعبك ثلاثين سنة وتحملت قرفه ثلاثين سنة.. شعب مقرف فعلا يتناسل بسرعة ولا يأخذ بنصائح وزارة الصحة في ضرورة تنظيم النسل.. شعب فاضت به الشوارع والحواري والمقابر.. كان الله في عونك طيلة ثلاثين سنة وأنت تتحمّل كل هذا البلاء البشري.. هيا يا باشا عجل أنت الآن الأول في الطابور، هيا اعبر إلى النادي حيث سترتاح جوار زميلك بن علي الذي مدّ لرجليه.. إن لك أنت الآن أن تمد رجليك وترتاح من وجع الناس والكاميرا.. هيا au suivant هناك آخرون ينتظرون.. هيا تحرك وإلا أحضرت لك الشاويش يجعلك تتحرك في الطابور بالكرباج.. أووف يا حسني أنت عنيد.. وتبكي لا تريد أن تذهب إلى النادي.. لا تبكي هناك ألعاب كثيرة في النادي وعصائر وسندويتشات فول وطعمية.. وسيلتحق بك كل أصدقائك الطغاة وسنوفر لكم كل الراحة وستلعبون الدومينو والطاولة.. هيا au suivant زميلك خلفك فقد أعصابه وبدأ يصرخ ويحتج . Au suivant يا جماعة عجلة التاريخ تدور، هيا يا طغاة العالم العربي الواقفون في الطابور كلموا حسني مبارك بالحسنى وقولوا له أن يتحرك ليفسح لكم المجال للمرور إلى نادي الرؤساء المخلوعين.. هيا au suivant .. au suivant ..