في كثير من الأحيان يكون الآباء هم سبب انحراف الأبناء، وهذا ما حصل مع فتاة قاصر تبلغ من العمر 17 سنة، عرقل والداها زواجها من الشاب الذي أحبته حيث طلبا منه مهرا تعجيزيا، وكانت النتيجة جلب العار لعائلتها· فهذه الفتاة تقطن بحي قصديري بالسمار، ومنذ سنوات مضت تعرفت على شاب من نفس الحي ونشأت بينهما علاقة حب، قرر خلالها الشاب المدعو (س· علي) التقدم لخطبتها قصد الزواج وبناء أسرة على الرغم من ظروفه الإجتماعية الصعبة المعروفة لدى معظم الشباب الجزائري، وهو ما حصل فعلا، فقام هذا الأخير بإرسال والدته من أجل خطبة الفتاة التي يحبها، لكنه صدم بالشروط التي وضعها والدا الفتاة حيث طلبا منه أن يقدم مهرا مقداره 30 مليون سنتين كمقدم صداق ومبلغ 50 مليون سنتيم كمؤخر صداق، وهو لا يستطيع توفير وجبة عشاء، وهذا ظنا منهما أنهما بذلك يمنعانه ويعجزانه عن تطليق ابنتهم لاحقا، أو ربما لسبب آخر يكون هدفه توفير المال على حساب ابنتهم التي أصبحت سلعة تباع· لهذا السبب امتنع الشاب علي البالغ من العمر 25 سنة عن هذا الزواج بعد عدة محاولات لثنيهما لكن بدون جدوى، وهذا ما جعل الفتاة تدخل عالم الانحراف بعدما تخلت عن شرفها وسلمت نفسها للشاب الذي أحبته لمدة سنوات طويلة، وأصبحت بذلك تقابله مرة في منزله ومرات أخرى تحضره هي إلى بيتها في غياب والديها، إلى أن كشفت والدتها الأمر وتقدمت رفقة الوالد بشكوى لدى مصالح الأمن ضد المدعو (س·علي) الذي تم توقيفه، وبعد التحقيق معه أحيل على محكمة جنايات العاصمة بعدما وجهت له تهمة هتك عرض قاصر بحكم أنها محمية بقوة القانون، وخلال المحاكمة اعترف المتهم بكل الوقائع مؤكدا أن كل ما تم كان برضاها بعدما اعترض والداها على زواجهما، وهو ما أكدته كذلك الفتاة الضحية، وعلى أساس ذلك قضت المحكمة بإدانته ب 4 سنوات سجنا ناقذا مع رفض طلب التعويض الذي قدمه دفاع الطرف المدني·