من الأشياء التي تدعونا للتفكير والمقارنة ما سيحدث خلال الأيام القادمة في باريس حيث سيخضع الرئيس الفرنسي السابق ''جاك شيراك'' للمحاكمة لقضية تعود إلى سنوات التسعينيات حينما كان عمدة للعاصمة، واتهم بأنه سلم وظائف وهمية لأعضاء حزبه في ذلك الوقت... قال حماري مندهشا.. سيحاكم بعد كل هذا العمر؟ قلت.. نعم هو الآن في الثامنة والسبعين من العمر ولكن هذا لم يغفر له شيئا..؟ قال.. هذه هي العدالة الحقيقية.. هل يمكن أن نرى حاكما عربيا يمثل أمام العدالة عما فعل؟ قلت ضاحكا.. كي ينوّر الملح أيها الحمار.. ثم ألم تر كيف يعيث حكامنا الأعزاء فسادا في الأرض ولا أحد يحاسبهم ؟ قال.. فعلا.. هذه الأمور لا تحدث إلا في دول العالم الثالث.. الدول التي تحترم نفسها يستحيل أن ترى شيئا مثل هذا.. قلت.. أنظر رغم تقدم سنه ورغم مغادرته الحكم إلا أن العدل لم يمت.. قال.. سبحان الله لو طبقت العدالة على كل من يحكموننا من المحيط إلى الخليج سوف لا تكفي ''الحبيلة'' من كثرة الرؤوس التي ستكون جاهزة للشنق.. قلت.. كفاك كلاما فارغا أيها الحمار.. ولا توهم نفسك بأمور لا يمكن أن تحدث عندنا ولو في المنام.. قال.. فعلا العدل هو أساس الحكم.. قلت.. هذا هو الفرق بيننا وبينهم.. هم رغم كل ما يملكون من تقدم وقوة إلا أنهم لا يضعون المبادئ تحت أقدامهم ويرفصونها مثما نفعل نحن.. هم الحق حق والباطل باطل. قلت.. آه منا ''بوعرابن'' نحن من ستأكلنا جهنم..