أعلن نائب الرئيس المصري عمر سليمان بعد عصر يوم الجمعة أن الرئيس محمد حسني مبارك تخلى عن منصبه كرئيس للجمهورية. وقال عمر سليمان في بيان نقله التلفزيون المصري أن مبارك كلف المجلس الاعلى للقوات المسلحة ادارة شؤون البلاد. وقد علت الهتافات وصيحات الفرح بين مئات الآلاف من المتظاهرين المحتشدين في معظم المدن المصرية، وبصورة خاصة في ميدان التحرير بوسط القاهرة. وقد امتدت هذه الفرحة إلى الشوارع والاحياء الراقية التي كانت في مناى عن المظاهرات حيث انطلقت ابواق السيارات التي تجوب الشوارع حاملة الاعلام الوطنية. وبدا المتظاهرون الذي اصروا على مواصلة احتجاجاتهم إلى غاية الاستجابة إلى مطالبهم في وسط القاهرة جد متاثرين وهم يلوحون بالاعلام ويرددون في حالة هيستيرية امتزجت فيها الفرحة بالدموع هتافات "الشعب اسقط النظام" و"الشعب يريد محاكمة الرئيس". وانهار رجل مسن الذي عايش هذا الاحتجاج ولم يبارح ميدان التحرير منذ 25 يناير الماضي من التعب والارهاق وافترش الارض وهو يردد "الان يمكنني ان استريح". وبين جموع الشباب الذي بحت اصواتهم من الهتاف وفقت غادة تردد دون توقف " لقد انتصر صوت الشعب" وقالت بصوت مخنوق والدموع في عينيها انها التحقت اليوم فقط بالمعتصمين بعد ان خاب املها في خطاب مبارك امس. وكانت جموع من الاسر مع ابنائها تأخذ صور في الميدان امام مدرعات الجيش وتقول ان هذا الاخير" بالفعل حامي الشعب والبلاد". وقد صرح مستشار الرئيس المصرى للشئون السياسية أسامة الباز إنه كان يتعين على الرئيس مبارك من قبل أن يتنحى بعد أن أذل الشعب المصرى أكثر من اللازم وهو شعب بسيط لا يستحق ذلك. وانتقد الباز فى تصريحات صحيفية اعتماد مبارك بشكل أساسى على القبضة الأمنية وترك الملفات الداخلية فى أيدى الأجهزة الأمنية على الرغم من كونها ملفات سياسية فى المقام الأول.