خاطب سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي، مواطنيه، وخيرهم بين أن يتولى هو السلطة أو دخول البلاد في حرب أهلية مدمرة، وهددهم بالقول إن عائلة القذافي لن تسلم الحكم وأنها ستقال إلى آخر رجل وامرأة في ليبيا، وقال في خطاب بثه التلفزيون الليبي الرسمي: ''لنتحوّل من الجماهيرية الأولى إلى الجماهيرية الثانية، ونلتقي على ليبيا جديدة، بنشيد جديد وعلم جديد''· أضاف سيف الإسلام القذافي قائلا: ''وعليكم أن تنسوا تعليم أبنائكم وصحتهم، وكذلك استعدوا لاستعمار جديد، فأوروبا وحلف الأطلسي لن يقبلوا بإمارة إسلامية في حوض البحر الأبيض المتوسط، وأبشّركم بالأساطيل الأمريكية التي ستحتل البلد، فهي لن تسمح بأن يذهب للإسلاميين، ولن يسمحوا بأن تصبح ليبيا مصدرًا للإرهاب''· وقال ''لن تضحك علينا العربية والجزيرة والبي بي سي والخونة في الخارج، وسنعيش في ليبيا، وسنموت فيها''· وأردف يقول: ''الشعب الليبي عاقل، ويعرف مستقبله، ومن هم في الشوارع لا يمثلوه، فهؤلاء المتظاهرون يتناولون المخدرات وحبوب الهلوسة''· وفي خطاب مختلف، اختفت فيه مصطلحات والده، لكنه يشبه في اللامعقولية، قال سيف الإسلام ''أهلنا قاتلوا منذ 60 عامًا من أجل ليبيا وبلا مقابل، ولم يكن لدينا بترول ولا غاز، ولن نترك البلد لعصابات وبلطجية''· وقال ''لا بد من وقفة حازمة، والجيش الليبي ليس الجيش التونسي أو المصري''· وتكلم عن والده الذي لم يصدر عنه أي تصريح بخصوص الثورة التي تستهدفه بالقول: ''معمّر القذافي ليس زين العابدين بن علي، وليس حسني مبارك''· وعلى صعيد آخر، قال في خطابه المتلفز ''نطالب بحل أخير ونهائي، قبل أن يحتكم الليبيون كلهم إلى السلاح، الذي أصبح في متناول الجميع، وسنبكي على مئات الآلاف من القتلى بدلاً من أن نبكي الآن على بعض القتلى''· ثم أضاف ''ليبيا ستكون لمدة 40 سنة بلا تعليم وبلا صحة إذا استمر الوضع، ولن تجدوا من يعيد البناء في البلد، وفي هذه اللحظة تجوب الدبابات شوارع بنغازي وفيها مدنيون، وليس الجيش، بعدما تم الاستيلاء عليها''· وفي تبرير غريب للمجازر التي وقعت، قال نجل الزعيم ''كان هناك خطأ من الجيش في بنغازي، كما إن الجيش غير مدرّب على قمع الشغب''· وأضاف: ''اعتقلنا عشرات العرب من العمال، وتم صرف الملايين عليهم من قبل البعض لإثارة الفتنة في ليبيا، وهناك مجموعات تريد أن تكون دولة في شرق ليبيا، وهناك من يريد تشكيل حكومة في بنغازي''· واعترف سيف الإسلام بتخلف الإعلام الليبي بقوله ''الإعلام الرسمي لم يغطِّ الأحداث، وهذا كان خطأ، واستغل الإعلام العربي الأحداث، وأصبح مصدرًا للمعلومات غير الصحيحة والشائعات''· تقرير: اندلاع احتجاجات قرب مصفاة نفطية ليبية ذكرت صحيفة قورينا الليبية على موقعها على الأنترنت، أمس الاثنين، أن احتجاجات مناهضة للحكومة اندلعت في بلدة راس لانوف الليبية، حيث توجد مصفاة للنفط ومجمع بتروكيماويات· ونقلت الصحيفة عن موظفين بالمنشأة قولهم إن لجانا خاصة من العاملين والسكان المحليين تتشكل لحماية المنشأة من الضرر· اشتعال النيران في مركز للشرطة بالعاصمة الليبية قالت مصادر إعلامية إن النيران اشتعلت في مركز للشرطة بضاحية في شرق العاصمة الليبية، وأن عددا من السيارات الواقفة أمامه تحترق· وذكر المصدر أنه لا يوجد ما يشير إلى وجود احتجاجات مناهضة للحكومة أو اشتباكات في المنطقة· اندلاع النيران في قاعة الشعب بالعاصمة الليبية ذكر مصدر إعلامي أمس الاثنين أن المبنى الحكومي الرئيسي في العاصمة الليبية تندلع فيه النيران· وأضاف ''يمكنني أن أرى النيران تندلع في قاعة الشعب· يحاول رجال إطفاء إخماد الحريق''· ويجتمع في المبنى البرلمان الليبي الذي يعرف باسم مؤتمر الشعب العام عند انعقاده في العاصمة طرابلس· خ· شوار ----------------------------------------------- في الوقت الذي يستشهد فيه سيف الاسلام بصمت الغرب الخارجيات الغربية وسياسة ''انتظر وانظر'' يستمر صمت الخارجيات الغربية بالرغم من فظاعة ما يحدث في ليبيا، على اعتبار أن عدد الضحايا بلغ رقما قياسيا في فترة وجيزة، بعدما تأكد سقوط أكثر من 500 ضحية في أقل من أسبوع على بداية الانتفاضة الشعبية الساعية لإسقاط نظام القذافي· المثير أن هذا الصمت تم استغلاله من طرف إبن القذافي، الذي اعتبر أن صمت كل من إيطاليا، فرنساوالولاياتالمتحدةالأمريكية، إنما يعود لقناعة هذه الدول بأن نظام القذافي يضمن الاستقرار في المنطقة· مؤكدا في هذا السياق أن أمريكا لن تسمح بقيام إمارات إسلامية في ليبيا، تماما كما لن تسمح إيطاليا وفرنسا تكرار سيناريو تونس، في إشارة إلى فتح باب هجرة الليبيين· مثل هذا التلميح بمساندة الدول الغربية لنظام القذافي لم يكن بعيدا عن الواقع، على اعتبار أن كل هذه الدول لم تعلن موقفها صراحة في انتظار ما سيحدث، فهي في مجملها تنتهج سياسة ''انتظر وانظر''، على آمل أن يتمكن القذافي من السيطرة على الوضع وقمع الانتفاضة· فالمتمعن في آراء ومواقف الخارجيات الغربية يجدها لا تتماشى بأي حال من الأحوال مع حجم الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها المتظاهرون في ليبيا· فهذه الولاياتالمتحدةالأمريكية، تكتفي بالتعبير عن ''قلقها العميق'' بسبب تقارير موثوق بها تفيد بسقوط مئات القتلى والجرحى أثناء احتجاجات في ليبيا ونصحت مواطنيها بتأجيل السفر إلى هناك· وقالت التقارير التي بلغت الإدارة الأمريكية: ''أن وحدات من الجيش الليبي شرعت في إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين بشكل عشوائي وعنيف''، ومع ذلك اكتفت الخارجية الأمريكية بإصدار بيان جاء فيه: ''ندعو الحكومة الليبية إلى الوفاء بحرية التعبير والالتزام ومحاسبة أي ضابط ''من لا يتحرك وفقا لهذا الالتزام'' ومع أن بيان الولاياتالمتحدةالأمريكية لا يرقى لمستوى الكارثة التي يعيشها الشعب الليبي، إلا أنه يظل موقف أفضل من الصمت الفرنسي والأوروبي بشكل عام، ولعل الاستثناء الوحيد ذلك الذي تفردت به بريطانيا· فقد أدانت الحكومة البريطانية المذبحة في ليبيا على أيدي قوات الأمن الليبية والمرتزقة، فقد أكد وليام هيغ وزير الخارجية: ''ينبغي ألا يتردد قادة العالم في إدانة تلك التصرفات''· وأضاف: نريد أن نوضح للحكومة الليبية بأن عدم وجود كاميرات تلفزيونية في مكان الحدث لا يعني بأن العالم غافل عما يحدث، وأنه سيتجاهل الطريقة التي يُعامل بها المتظاهرين والمحتجين· في مقابل المواقف الأوروبية والأمريكية تستمر الدول العربية تتميز بصمتها، على اعتبار أنه لم يصدر أي رد فعل رسمي من أي دولة، عدا جامعة الدول العربية التي عرفت استقالة ممثل ليبيا لديها، تعبيرا عن رفضه لما يحدث للشعب الليبي من تقتيل مبرمج· جدير بالذكر أن التنديدات جاءت في مجملها تدعو لاحترام حق الشعب الليبي في التعبير عن رأيه دون التنديد بالأساليب المنتهجة من طرف نظام القذافي· وبالنظر للتجارب السابقة في كل من تونس ومصر يتأكد أن الأنظمة الغربية والعربية في انتظار لحظة الحسم، والتي يتأكد فيها قدرة القذافي على السيطرة على الوضع أو نجاح الثورة الشعبية في إسقاط النظام لكي تعبر على احترامها لرغبة الشعوب·