شهدت شوارع العاصمة الليبية طرابلس وغيرها من المدن مظاهرات حاشدة احتجاجا على الخطاب الذي ألقاه سيف الإسلام القذافي، نجل الزّعيم الليبي معمّر القذافي، الليلة قبل الماضية· وذكر شاهد عيان أن الشباب الليبي خرجوا إلى شارع عمر المختار، أحد أكبر شوارع طرابلس، مردّدين هتافات "ليبيا واحدة ليبيا حرّة"· وقال مسؤول أمريكي أمس الاثنين إن الولايات المتّحدة تدرس كلّ التحرّكات الملائمة ردّا على حملة القمع الليبية العنيفة ضد المحتجّين، وأنها تقوم بتحليل كلمة سيف الإسلام القذافي لمعرفة إذا ما كانت هناك إمكانية لإجراء إصلاح جادّ، وذلك في في أوّل ردّ فعل من الولايات المتّحدة على الأحداث الدموية والاحتجاجات الشعبية التي تشهدها ليبيا· وكان سيف الإسلام قد أكّد في كلمته أن والده موجود في طرابلس ويقود "المعركة" ضد المتظاهرين الذين أسماهم "عناصر البلطجية ومدمني المخدّرات"، وقال: "كلّنا مسلّحون وسنقاتل حتى آخر امرأة وآخر طفل، ولن نترك بلادنا لقمة سائغة للعصابات"· ** دور كبير للجيش وقال سيف الإسلام إن "الجيش بخير وسيكون له دورٌ كبير في فرض الأمن بأيّ ثمن وسنقضي على الفتنة"، وحذّر "من وجود أعداد كبير ة من العرب، لا سيّما المصريين والتونسيين الذين يحملون السلاح في شوارع ليبيا"، وأعلن أن "الآلاف من المواطنين يتقاطرون على طرابلس للدفاع عنها"· وطالب سيف الإسلام "بالحوار قبل أن نحتكم إلى السلاح"، ودعا إلى "إقامة مؤتمر شعبي عاجل لإقرار قوانين جديدة تتماشى مع التطوّر، ومنها قانون الصحافة الذي يفتح آفاق الحرّية وبدء نقاش وطني موسّع حول دستور جديد وتقليص صلاحيات الحكم المركزي، وعودة الحكم المحلّي إلى البوادي والمحافظات وإقرار زيادة المرتبات وعلاوات للعاطلين وتيسير القروض للشباب وإقرار علم جديد ونشيد جديد والانتقال من الجماهيرية الأولى إلى الجماهيرية الثانية"· ** الحوار أو الانقسام وأعلن نجل القذافي أن "بديل الإصلاح هو الانفصال والتقسيم"، وزعم أن الأساطيل الأمريكية والأوروبية ستعود لاستعمار ليبيا لأنها لن تسمح بحالة فوضى في بلد يقع في قلب البحر المتوسّط ويبعد ساعات قليلة عن جنوب أوروبا، ولن تسمح بالمساس بالثروات النّفطية الموجودة أو قيام إمارات إسلامية صغيرة على الأراضي الليبية"· وقال سيف الإسلام: "ليبيا ليست تونس أو مصر، لدينا قبائل وعشائر وتحالفات، وفي حال الفوضى ستحدث حرب أهلية والسلاح موجود حاليا في كلّ مكان، لقد شاهدنا بعض المدنيين يستولون على دبابات ورشاشات في البيضاء"، وحذّر من "سيناريو تقسيم ليبيا" إلى شرق في بنغازي وغرب في طرابلس، وذكر أن "البترول الذي وحَّد ليبيا موجود في وسط وجنوب البلاد وفي صحراء خالية بعيدا عن السكان الذين يتمركزون في مناطق الغرب، وأن الفوضى ستقوّض مؤسسة النفط وستغادر الاستثمارات الأجنبية في ظلّ احتكام 5 ملايين ليبي إلى السلاح وصراعهم على موارد النفط"· ** اتّهام لقنوات عربية وأضاف سيف الإسلام: "المنطقة تمرّ بزلازل وعاصفة التغيير أو الديمقراطية أو التحرّر، وكان هذا متوقّعا في هذا الجزء من العالم إمّا من الأنظمة أو الشعوب"· وقال إن دائرة العنف اتّسعت في البلاد بسبب "إطلاق النّار على مواطنين"، ما أدّى إلى وفاتهم واستهداف مراكز الشرطة والجيش من قبل "مواطنين غاضبين"، وقدّر عدد قتلى الاحتجاجات في ليبيا "ب 84 في بنغازي و14 في البيضاء" فقط، نافيا التقارير التي تحدّثت عن مقتل المئات ومنتقدا "أداء الإعلام الرّسمي الذي لم يواكب الأحداث" واتّهم قنوات تلفزيونية عربية بتعّمد الإثارة والمبالغة، على حدّ تعبيره، وقال إن الفوضى وتقسيم البلاد سينتهي بالشعب الليبي إلى فقر مدقع وتوقّف كامل لكافّة الخدمات، "وسيعود بالبلاد 60 عاما إلى الوراء"·