أكد إيدير عاشور، المنسق العام لمجلس ثانويات العاصمة، أمس، في تصريح ل ''الجزائر نيوز'' عن إنشاء التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية، بعد إعلان الإنشقاق عن التنسيقية الأم التي كانت تضم أحزابا سياسية وتنظيمات نقابية وجمعيات وطنية وشخصيات، ليتمزق مشروع التغيير بين مجموعتين، تدعو الأولى للمسيرات بينما ترفض الثانية الدعوة إليها· لم تستمر صلاحية مشروع التغيير الذي حملته على عاتقها التنسيقية الوطنية من أجل التغيير والديمقراطية، أكثر من شهر، حتى انشطرت بسبب خلافات حادة بين أعضائها، إذ لم يمر اجتماع واحد سواء كان تقييميا أو لبرمجة الخطوات المقبلة إلا وحدثت المواجهات بين الأعضاء· وكان موقف ''حركة الجزائر السلمية'' رائدة الرأي الذي يقول بضرورة مسك زمام الأمور من طرف الشباب دون الأحزاب السياسية التي لم تكن لتنضم إلى التنسيقية لولا الأهداف الخاصة بها، بينما ترى الحركة أن الخروج إلى الشارع ودعوة الشباب إلى التغيير كان من صناعة الشباب أنفسهم غير الآبهين بالحسابات السياسية الضيقة، ولا خلفيات الانتقام وتصفية المحاسبة، مثلما حدث وقيل في أول اجتماع تقييمي للتنسيقية، أعقب مسيرة 12 فيفري، حيث ترأس الجلسة أحد الشباب المناضلين من أجل التغيير، بعد أن تنازل مصطفى بوشاشي، رمزيا عن رئاسة الجلسة، وقال علي يحيى عبد النور، ''إننا هنا من أجل المرافقة وليس للرئاسة وأن الثورة ثورة الشباب والشعب وليس الأحزاب والسياسيين''· لكن موقف التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، الذي جاء على لسان القيادي الطاهر بسباس، برسم الإجتماع نفسه، جاء ليعطي الهوة مجالا أكبر للاتساع بين جموع الشباب وحركاتهم وتنظيماتهم المنضوية تحت لواء التنسيقية وقادة الأحزاب السياسية، إذ قال بسباس في 13 فيفري، ''إننا لا نعير أي اهتمام للذين لا يريدون الانضمام إلى التنسيقية بسبب وجودنا فيها، ونقول لهم نحن فيها وجزء منها''، وصادف هذا، أحكام من خلال تصريحات على الإعلام توحي أن التنسيقية أصبحت فرعا من فروع الأرسيدي، وهو ما عزز رغبة التيار الشباني بقيادة تنظيمات المجتمع المدني في الانفصال· ويقول إيدير عاشور، في تصريح ل ''الجزائر نيوز'' أمس، أن الإنفصال وقع حتى يتم التمييز بين ما هو سياسة وبين ما هو مشروع مجتمع، إذ تريد التنسيقية الوطنية من أجل التغيير والديمقراطية المنشقة عن التنسيقية الأولى، تغيير نظام وفق منظور اجتماعي جديد يعطي الأولوية الوحيدة للشباب· وقال إيدير عاشور، أن التنظيم الجديد يضم كافة الفعاليات من دون الأحزاب السياسية، وأنهم لن يستجيبوا لدعوات الإعتصام كل يوم سبت، ليصبح مشروع التغيير ممزقا بين جناحين لم يجتمعا إلا ليفترقا بسبب اختلاف المرجعيات والسوابق السياسية·