يبرز أستاذ علم النفس الاجتماعي قاسي علي، بجامعة الجزائر، في حديثه ل ''الجزائر نيوز''، أن توحيد لون المآزر في المؤسسات التربوية يدرج في نطاق المسائل التنظيمية التي تهدف إلى تهذيب نفسية التلميذ، وتكييفها مع القوانين العامة عن طريق فرض سلوك لباسي معين وموحد· تنص تعليمة وزارة التربية الوطنية على توحيد لون المآزر في المؤسسات التربوية انطلاقا من الموسم الدراسي 2009-2010 تلزم الذكور في كامل الأطوار الدراسية على ارتداء مآزر باللون الأزرق، بينما ترتدي الإناث مآزر باللون الوردي في الطورين الابتدائي والمتوسط اللون الوردي، فما هو تأثير توحيد اللون على نفسية التلاميذ؟أنا لست على دراية بالمعايير التي تم على أساسها اختيار ألوان المآزر وتوزيعها على الأطوار الدراسية، لكن توحيد ألوانها يعد سلوك لباسي الهدف منه إرغام التلاميذ على الاستجابة للقوانين التربوية، مما يعني أنها عبارة عن قضية تنظيمية فقط يتم من خلالها تهذيب النفس وتطويعها، وهذا النظام معمول به في كل دول العالم وبعض الدول الإسلامية·هل إلزام الإناث في الطور المتوسط أو الإكمالي ارتداء مآزر ذات لون وردي يتناسب مع المرحلة العمرية؟لابد من التطرق في هذه النقطة إلى الفروق الفردية التي تميز الإناث عن الذكور، فهناك من يفضّل اللون الأسود وغيرها من الألوان الأخرى، لكن أعتقد أن اختيار اللون الوردي للإناث مقبول من قبل الجميع بحكم أنه يتناسب مع الثقافة الجزائرية ويناسب الإناث اجتماعيا وثقافيا، ولأن هذا اللون يعبّر عن التأنيث، ومن هذا المنطلق تم اختياره· أما بالنسبة لتناسبه مع الفئة العمرية، فإن هذا الأمر تتحكم فيه الفروق الفردية·يدرج طلبة الطور الثانوي في عداد المراهقين، بحكم ذلك ما مدى تأثير هذه التعليمة على سلوكاتهم؟ فعلا، فالمراهقون يعبرون عن قيم اجتماعية ورفضهم لهذه الألبسة في هذه المرحلة العمرية هو تعبير عن ذواتهم، وجلب الأنظار إليهم خاصة في الفترة التي تبرز فيها التغييرات الفيزيولوجية، ولكن تبقى الفروق الفردية من شخص إلى آخر وكذا حسب تربية تربية كل تلميذ، وعن طريق هذه التعليمة يمكن أن نقضي على النزعة الأنانية التي تتسم بها هذه الفئة، وحتى اللون الأزرق غير مناسب بحكم أنه مستمد من اللون الأسود الذي ينعكس على التلاميذ خاصة المتمدرسين بالجنوب· اكتفت الوزارة بتحديد اللون فحسب دون تقديم المقاييس رغم وجود تدرج في الألوان المحددة، فهل اختلاف الألوان له تأثير على التلميذ؟ توحيد نمط اللباس هو توحيد الطبقات الاجتماعية لأن التلميذ الذي يلبس لباسا يشير إلى أنه ينتمي إلى طبقة اجتماعية، فالبورجوازي له قيمة أكبر حتى عند المربي والعكس صحيح، ومن خلال هذا الإجراء يمكن القضاء على المظاهر السلبية، بالرغم من الاختلاف فإنهم يرتدون مآزر ذات ألوان متقاربة، أعتقد أن نجاح هذه التعليمة مرهون بتكفل الوزارة بتوزيع المآزر على التلاميذ لأن اكتفاءها بفرض التعليمة يتيح للأولياء التحجج بعدم توفر الألوان في السوق، رفض الأبناء ارتداءها في ظل استجابة الأولياء لذلك، أي أن تقديم الأمر فقط يقضي إلى عدم تطبيقه·