كشف مصدر حكومي ''للجزائر نيوز'' أن حل البرلمان أمر وارد جدا في الأجندة السياسية، في خضم ما يحدث من تفاعلات، وقد تزامن ذلك مع مفاجأة رئيس المجلس الشعبي الوطني للنواب في خطابه الافتتاحي لدورة البرلمان الربيعية بدعوته لهم لاستحقاقات قادمة، لم يحدد طابعها أو وقتها، وذلك في أجواء سياسية استثنائية غير مسبوقة في مبنى زيغود يوسف، تمثلت في مقاطعة كتلتين برلمانيتين ونائب رئيس للدورة· انتقل عدم الاعتراض على حل البرلمان، من مطلب سياسي إلى التأكيد على أنه خطوة واردة جدا في أجندة رئيس الجمهورية، في نظر شخصيات عديدة، بما فيها وزراء في الحكومة، حيث أكد الأمر وزير بارز في الجهاز التنفيذي، خلال رد على سؤال ل ''الجزائر نيوز'' حول هذا الموضوع· وسبق للأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون وأن كشفت عن مساندة واسعة من العديد من الشخصيات في الدولة لمطلب حل البرلمان· هذا الأمر فهمه -أيضا- العديد من النواب على أنه قريب جدا خاصة، من خلال كلمة عبد العزيز زياري رئيس المجلس الشعبي الوطني التي وصفها بعضهم بالمفاجئة والحاملة لرسالة مقصودة الغموض، حيث أثار فيها حديثا مقصودا عن مصداقية المؤسسات الانتخابية، في وقت أكد سابقا أن حل البرلمان غير وارد· وقال ''إن المشاركة القوية في الاستحقاقات هي التي تعزز الوظيفة البرلمانية والسياسية بشكل عام، فمؤسسات الدولة لا تكون قوية إلا بمصداقيتها التي تأتي من قوة المشاركة في الانتخابات''، لينتقل إلى ما يوحي باحتمال وجود انتخابات تشريعية مسبقة في قوله ''من هذا المنطلق لابد من تجند جميع القوى السياسية لتحقيق مشاركة قوية للمواطنين في الانتخابات''، وهي الاستحقاقات التي لم يحدد زياري طبيعتها أو توقيتها، بينما أقرب موعد انتخابي متعلق بالتشريعيات لا يزال بعيدا بأكثر من عام وبضعة أشهر، ما يجعل استباق رئيس المجلس الشعبي الوطني الحديث عنه في هذا التوقيت المبكر مثلما يرى بعض النواب، ''من الدلائل على وجود طبخ ما وراء الستار''· كما فتحت كلمة زياري المجال للتأويلات وتوقع المتتبعون، بشكل شبه مؤكد، حل البرلمان وتنظيم انتخابات تشريعية مسبقة استجابة لمطلب الساحة السياسية في الآونة الأخيرة· وقال مصدر برلماني إنه مثلما فاجأ رئيس الجمهورية بتسوية وضعية الشباب البالغين 30 سنة فما فوق إزاء الخدمة الوطنية، مثلما قد يفاجئ في أمور أخرى· حدث هذا خلال دورة برلمانية استثنائية من حيث واجهتها السياسية، إذ لم يحدث من قبل وأن قاطعت كتلتين برلمانيتين في آن واحد دورة البرلمان، مثلما فعلته كتلة التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية والجبهة الوطنية الجزائرية الأمس، بالإضافة إلى نائب رئيس المجلس نور الدين آيت حمودة، مما يجعل اللجان المشاركة فيها منقوصة وقد تكون أية قرارات تنبثق عن نشاطاتها ضئيلة المصداقية·