تمكنت مصالح الأمن من التوصل إلى شبكة مختصة في تهريب السيارات المسروقة نحو الجزائر من فرنسا، المملكة المتحدة وألمانيا التي امتدت خيوطها إلى خارج الوطن، وكان المدبر الرئيسي لها هو مغترب جزائري ببريطانيا، وقد أوقعت هذه الشبكة ب 16 ضحية من بينهم مديرية الجمارك الجزائرية وموثقين ومجاهدين· هذه العصابة التي تم كشفها عن طريق مفتاح سيارة ''مرسيدس'' قدمه أحد الضحايا للوكيل الحصري لشركة مرسيدس بالجزائر التي أكدت أن تلك السيارة مسروقة· وبعد التحريات المكثفة التي قامت بها مصالح الأمن، تم التوصل إلى مغترب ببريطانيا يدعى (ي· محمد يونس) هو من كان يتولى جلب السيارات المسروقة ويسلمها لشريكه الذي كان يزوّر وثائقها ليقوم ثالثهم ببيعها، وقد وجهت للمتهمين الثلاثة الذين أوقف واحد منهم فقط بتهمة تكوين جماعة أشرار والتزوير في محررات عمومية واستعمال المزوّر وجناية مخالفة التشريع الجمركي مع جنحتي النصب والاحتيال· فحسب ما أسفرت عنه التحقيقات، فإن السيارات المسروقة دخلت إلى الجزائر عبر الميناء بملفات قاعدية مزوّرة ووكالات باسم صاحب شركة خاصة بالنقل يدعى (ح· عبد العزيز)، فيما لم يتم التوصل إلى شريكيه المتواجدين في حالة فرار، بالإضافة إلى تمكنهم من التوصل إلى خمسة سيارات فقط والبقية لم يعثر عليها ليومنا هذا· زيادة على ذلك تم الكشف أن أفراد العصابة تمكنوا من إدخال السيارات إلى التراب الوطني بعدما استغلوا شهادات العطب لمجاهدي حرب التحرير المزوّرة مع تزوير شهادات الإقامة المتضمنة لملفات المجاهدين الخاصة ببلدية باب الزوار، وهذا بعد تزوير وكالات صادرة عن موثقين أكدوا أنهم لم يحرروها بمكاتبهم· وبمثول المتهم الموقوف (ح· عبد العزيز) الذي استعملت رخصة سياقته في استخراج الوكالات المزوّرة وبيع السيارات المسروقة أمام محكمة جنايات العاصمة، أنكر الجرم المتابع به، مؤكدا بأنه لا تربطه أي علاقة بعمليات التزوير وأفراد الشبكة التي وقع هو الآخر ضحية لها كونه اشترى سيارتين ''مرسيدس'' و''فولف'' تبين أنهما مسروقتان -حسب مراسلة الأنتربول- مشيرا إلى أن بوعبد الله هو من باعه إياهما، وأن رخصة سياقته التي استعملها هؤلاء ضاعت منه سنة .2000 أما عن النيابة العامة، فقد اعتبرت المتهم أحد عناصر العصابة، وهو من استعمل رخصة سياقته في استخراج الوكالات المزوّرة، لتلتمس في حقه عقوبة 20 سنة سجنا نافذا ومليوني دينار غرامة نافذة·