سعد حماري بما توصل إليه من نتيجة جراء ما يحدث في العالم وبعد النهيق والعياط قال.. وأخيرا العالم كله يسير على المقاس.. مقاس الخصر ومقاس القلب ومقاس الانتقام.. قلت له ضاحكا.. فسّر ذلك أيها الحمار.. قال.. الأشياء التي بدأت تظهر للعلن من جراء الثورات الحاصلة أثبتت أن كل الذين حكموا والذين يحكمون يقيسون البلد على مقاس أهوائهم الغريبة.. ويسخرون كل ما تملكه بلدانهم وأوطانهم لخدمة نزواتهم ورغباتهم التي كثيرا ما تبدو خارجة عن المعقول.. قلت له.. هذا شيء عادي يا حماري.. قال.. والله لم أظن يوما أن الفساد والجشع والطغيان يصل إلى هذا الحد.. قلت.. أدري أنت تغار من ثروة بن علي وتحسد مبارك على كنوزه وذهبه وأيضا القذافي على ملاييره وقصوره.. نهق عاليا وقال.. الحمد لله أن الزمن جردهم منها وذهبت لبنوك أجنبية وضعت يدها عليها.. ثم إن الذي يحيرني فعلا هو جشعهم تجاه المال.. ألا يشبعون؟ أنا مثلا لو ملكت فقط مائة مليون سأكتفي وأقول نعمة.. أما هم أصبحوا مثل النار يأكلون ولا يشبعون.. قهقهت عاليا وقلت.. أيها الحمار الأخرق أنت تتكلم عن الملوك ولم تعش حياة الملوك أنت حمار اكتفي بما أنت فيه.. الملوك وجدوا حتى يعيشوا حياة الترف والترفاه.. أما أنت حمار ابن حمار ولا يمكنك أن تعيش سوى حياة الحمير مثلي أنا.. قال معقبا على كلامي.. نعم أنت على حق ولكن لماذا لم يرموا قليلا على الشعب وتركوه يعيش في المزابل والمقابر وغيرها من الجحور.. قلت.. هذا هو قدر الشعوب.. الحفر ولا شيء سوى الحفر.. قال.. ولكن يبدو أن قاعدة ''ومن لا يحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر'' بدأت تتكسر على أيدي الشعب المتذمر..