أكد ثوار 17 فيفري في ليبيا أن القوات الموالية للعقيد معمر القذافي استخدمت الدبابات وأطلقت صواريخ في قصف الثوار المسلحين على خط الجبهة بين شرق ليبيا وغربها، مشيرين إلى أنه ليس بمقدورهم معادلة القوة النارية لقوات القذافي· وفي هذا الصدد، قال عبد السلام محمد العائد إلى رأس لانوف من الجبهة ''الناس يموتون هناك· قوات القذافي لديها صواريخ ودبابات''· وأشار إلى مدفع رشاش كان يحمله وقال ''هل ترى هذا·· لا فائدة منه''· واستمر القتال في اليوم العشرين من الانتفاضة الليبية كرا وفرا في بلدة الزاوية شمال غرب ليبيا التي تضاربت الأنباء حول مصيرها، وأيضا في بلدة رأس لانوف النفطية شرقيها التي تعرضت لغارات عديدة اليوم وسط مخاوف من قصفها، في وقت أجرى فيه الثوار انسحابا مؤقتا من بن جواد، وطلب فيه المجلس الانتقالي منهم وقف الزحف غربا لبعض الوقت· وقال شاهد عيان إن قوات القذافي استعادت السيطرة على الزاوية التي قطعت عنها الكهرباء والهاتف والأنترنت، وتطلق فيها النار عشوائيا· ووصف الشاهد -الذي تحدث إلى الوكالة بعد فراره إلى منطقة قريبة تتوفر فيها تغطية الهاتف النقال- إن البلدة باتت ''أنقاضا''، وإن قوات القذافي تطلق النار على كل من تراه· وانتشر قناصة فوق أسطح بنايات قريبة من ميدان الشهداء، في حين تحدثت روايات سكان عن اقتحام كتائب القذافي لبعض المنازل وقتل ساكنيها كما حدث في حي ''أولاد عمارة''· ويبدو أن قوات القذافي تعتمد يوما بعد آخر على القوة الجوية أمام قوات معارضة تجد نفسها مكشوفة في امتداد صحراوي على طول الشريط الساحلي· ويخشى كثيرون من قصف كتائب القذافي حقل رأس لانوف النفطي لتدميره، إذا تعذر عليها الاستيلاء عليه· لكن مصادر تحدثت عن نشر صواريخ سام 7 في رأس لانوف التي منع الصحفيون من دخولها من باب التكتم على هذا الأمر· أما في مصراتة الواقعة على بعد 200 كلم شرق طرابلس، فقال أحد أعضاء اللجنة الإعلامية فيها إن كتائب القذافي تحتشد على مشارفها، ويستعد الثوار لصدها، وتحدث عن قصف طال مناطق سكنية لإثارة الرعب، فقتل 21 شخصا· ومن بنغازي قال مصدر صحفي إن الثوار يسيطرون على مدينة البريقة التي تعيش هدوءا، ويسيطرون أيضا على ميناء سدرة ويستعدون للتوجه إلى الوادي الأحمر وسرت التي تعد طوقا يحمي طرابلس· وفي خطوة رمزية، رفع علم الاستقلال لأول مرة على ناقلة نفط ليبية في ميناء الحريقة في طبرق التي وصف مصدر صحفي الوضع فيها بالهادئ وتحدث عن عشرات السيارات دخلت من مصر محملة بالأغذية والدواء· وقالت مصادر في الصناعية النفطية إن ميناءيْ رأس لانوف والبريقة لم يعودا يعملان بسبب العنف· وما زال الثوار يحكمون قبضتهم على عدد من مدن وبلدات الغرب، بما فيها الزنتان على بعد 120 كلم إلى الجنوب الغربي من طرابلس، حسب إعلامية قالت إن السكان توقعوا هجوما لقوات القذافي البارحة لم يقع في النهاية· وطلب المجلس الانتقالي من الثوار تعليق زحفهم غربا، ريثما يلتحق بهم الجيش، رغم سيطرتهم على 75% من أراضي البلاد· وحذر الساعدي نجل القائد الليبي، أول أمس، من أن أباه لم يقحم الجيش بعد في المعارك، وهو يوفره لحماية ليبيا مما أسماه هجوما أجنبيا·