في استمرار لما يمكن تسميته ب ''حرب المدن'' في ليبيا، بين قوات العقيد معمر القذافي وثوار 17 فيفري، تجددت المعارك، صباح أمس، في مدينتي الزاوية غرب العاصمة طرابلس وراس لانوف شرق ليبيا· تعرضت الزاوية صباح أمس لقصف من الغرب والشرق وصف بأنه أعنف هجوم تتعرض له المدينة منذ بدء المواجهات فيها· وفي راس لانوف شرق البلاد قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن المدينة تعرضت لقصف جوي صباح أمس من طائرات تصدى لها الثوار بأسلحة مضادة للطيران· وقالت مصادر إعلامية إن مقاتلات تابعة للقذافي قصفت مواقع الثوار في راس لانوف، وانقطع الاتصال الهاتفي معه دون أن يضيف أي تفاصيل أخرى· من جهته، ذكرت مصادر إعلامية أن حشودا من المسلحين تغادر المدن الشرقية باتجاه راس لانوف لمساندة الثوار هناك· وذكرت تقارير في وقت سابق أن سكان راس لانوف بدأوا في مغادرتها، صباح أمس، خوفا من مواجهات عنيفة توقعوا أن تقع بين الثوار والقوات الموالية للقذافي، وتوجهوا نحو مدينة البريقة التي يسيطر عليها الثوار· وحسب وكالة رويترز، تم إجلاء صحفيين من فندق راس لانوف الرئيسي قبيل الفجر بعدما أكد لهم العاملون هناك أنه ليس بإمكانهم ضمان سلامتهم· وكان الثوار قد صدوا هجومين عنيفين أول أمس على الزاوية ومصراتة واحتفظوا بسيطرتهم عليهما وأسروا عددا من جنود القذافي في معارك أسقطت عشرات القتلى والجرحى من الجانبين· وذكر أحد السكان أن الثوار أسروا عشرين جنديا من الموالين للقذافي واستولوا على دبابة، وأفاد طبيب في مستشفى مصراتة الرئيسي بأن 18 شخصا على الأقل قتلوا في الهجوم بينهم طفلة· وانسحب الثوار من بلدة بن جوّاد غرب راس لانوف، أول أمس، للمرة الثانية بعد تعرضهم لقصف بالدبابات والصواريخ، غير أن مصدرا إعلاميا نقل عن مصادر من الثوار تأكيدهم أن هذا الانسحاب كان ''تكتيكيا'' فقط، وأنهم عادوا إلى المدينة حوالي الساعة الرابعة من فجر أمس فوجدوها· وكان الناشط السياسي عبد المولى العبيدي قال أول أمس إن جنود الكتائب الأمنية احتموا بالنساء والأطفال داخل البلدة لقصف الثوار الذين قتل منهم اثنان وأصيب عدد آخر بجروح، مما دفعهم للتراجع إلى راس لانوف·