قلت لحماري ونحن نشاهد ما تيسر من الأخبار في قناتنا اليتيمة·· ما رأيك أيها الحمار في سياسة الانفتاح التي يمارسها التلفزيون؟ قال ناهقا·· عن أي سياسة تتكلم وأي انفتاح؟ قلت·· أصبحت الصورة تمر دون مقص·· قال ضاحكا: ولكن هذا ليس انفتاح بقدر ما هو انتفاخ·· دهشت لكلامه وقلت·· سبحان الله، لا شيء يرضيكم أيها الشعب إن كانت الصورة أو لم تكن·· قال·· فعلا كما تقول نحن الشعب نحيّر الدنيا وما فيها·· عندما لا نرى الأشياء نقول لماذا؟ وعندما نراها أيضا نقول نفس الشيء !·· قلت ولكن في حالة الرؤية أحسن خاصة عندما تشرع الأبواب أمام المعارضة·· نهق وقهقه وضرب حوافره أرضا وقال·· عن أي معارضة تتكلم أيها الرجل؟ لو كانت فعلا معارضة في هذا البلد لما فُتحت النوافذ وليس الأبواب فقط·· هم متأكدون أنه لا أحد يزعج·· قلت·· ولكن كلامهم وتصرفاتهم كلها تظهر للعيان·· قال·· هي سياسة أخرى منتهجة·· الانغلاق يخلق البلبلة والقيل والقال، أما هذا ''الانتفاخ'' فيعكس الحقيقة للمجتمع الذي أصبح ينتظر أيام المسيرات حتى يشاهد من يقول لا ومن يصرخ ومن يسب النظام·· قلت·· هذا في حد ذاته مكسب·· نهق من جديد وهو يهز رأسه الغليظ·· قلت لك إنها مجرد لعبة لا أكثر ألم تفهم·· قلت إن كان اللعب بهذه الطريقة دعهم يلعبون ودعنا نلعب معهم·· قال·· هم يلعبون علينا يا صديقي ولن نستطيع اللعب معهم ما دامت ''التليكومند'' في يدهم وكل ما تراه مجرد تمثيل لا أكثر·· قلت·· دعني أتفرج ودعهم يلعبون··