في الوقت الذي وجّه فيه العقيد الليبي كلمة عبر أمواج الإذاعة الليبية المسموعة إلى سكان بنغازي، بأن ساعة اقتحام المدينة قد حلت، وتوعد المسلحين منهم بمصير مأساوي، سارت الأمور في مقر هيئة الأممالمتحدة بسرعة كبيرة في غير صالح العقيد الذي كان يسابق الزمن من أهل ''تطهير ليبيا، زنقة زنقة'' كما قال· فقد صادق مجلس الأمم بعشرة أصوات مقابل خمسة أعضاء امتنعوا عن التصويت، في صالح قرار أممي جديد رقم 1973 تحت عنوان كبير هو ''فرض حظر جوي ضد نظام القذافي''، إلا في الحالات الإنسانية، لكنه يؤكد على ضرورة ''اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لحماية المدنيين''، وهي العبارة التي تسمح باستعمال كل أشكال القوة ضد نظام العقيد القذافي· ويطالب القرار الأممي الجديد، كل الدول بمنع الطائرات الليبية من الهبوط أو الإقلاع انطلاقا من أراضيها· ويطالب القرار أيضا، بوقف إطلاق النار ويطالب من سلطات العقيد القذافي ضمان ''مرور سريع وبدون عراقيل للمساعدات الإنسانية''· ويدعو إلى تطبيق وتفعيل قرار أممي سابق حمل رقم ,1970 يقتضي بحظر استعمال أسلحة، ويعدد أسماء أشخاص وهيئات في قائمة الحظر· ويطالب أيضا بتجميد كل أصول الأموال التي يمتلكها القذافي سواء كان ذلك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة· ويطال التجميد أيضا أصول مؤسسة النفط الليبية ذات الصلة بالعقيد القذافي· ويطالب القرار رقم 1973 أيضا من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بإنشاء لجنة من الخبراء لمراقبة العقوبات المفروضة على نظام القذافي· ويطالب الدول الأعضاء بالتنسيق من أجل ضمان تطبيق القرار· وبدا أن فرنسا قامت بمجهود ديبلوماسي استثنائي من أجل التسريع بصدور القرار قبل بدء قوات القذافي غزو بنغازي، حيث كان من المتوقع أن تحدث مجزرة إنسانية كبرى، وقال هذا المجهود وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبي الذي طار إلى نيويورك ومثّل كرسي بلده، وأقنع الدول صاحبة حق الفيتو وخاصة الصين وروسيا من أجل ألا تنقض القرار· وفور صدور القرار الأممي ,1973 عمت الأفراح كل مدن ليبيا الشرقية المتمردة على سلطة القذافي، في حين حاولت الخارجية الليبية التقليل من شأنه قبل أن تعلن في وقت لاحق التزامها به، وأعلنت وقت إطلاق النار، لكن مصادر إعلامية أكدت، أمس، أن القصف ما زال متواصلا في مدينة مصراتة وفي منطقة الجبل الغربي· ردود الفعل بان كي مون يرحب رحب السكرتير العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بقرار مجلس الأمن حول ليبيا القاضي بتفويض الدول الأعضاء في اتخاذ ''كافة الإجراءات اللازمة'' بما يعني استخدام القوة لتنفيذ حظر جوي في المجال الجوي الليبي لحماية المدنيين، ولاسيما في مدينة (بنغازي)، حيث بدأت القوات الليبية شن هجمات جوية على ضواحيها· وقال بان في بيان صدر عقب اجتماع المجلس ''لقد اتخذ مجلس الأمن قرارا تاريخيا، فالقرار رقم 1973 يؤكد بوضوح تصميم المجتمع الدولي على الوفاء بمسؤولياته في حماية المدنيين من العنف المرتكب ضدهم من قبل حكومتهم''· وأكد أيضا أنه بالنظر إلى ''خطورة'' الوضع على الأرض ''أتوقع اتخاذ إجراءات فورية حول أحكام القرار·· وأنني على استعداد لتحمل مسؤوليتي على النحو المطلوب بموجب هذا القرار، وسأعمل بشكل وثيق مع الدول الأعضاء والمنظمات الإقليمية لتنسيق استجابة مشتركة وفاعلة وفي الوقت المناسب''· فرنسا تعده انتصارا للشعب الليبي أكدت فرنسا أن إصدار مجلس الأمن الدولي القرار رقم 1973 الذي يفرض حظرا جويا على ليبيا، واستخدام كافة الوسائل لحماية المدنيين في ليبيا يعد نجاحا حقيقيا للشعب الليبي والأممالمتحدة والجامعة العربية· ورحبت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان بإصدار القرار الذي قالت أنه ''رسالة من المجتمع الدولي لنظام القذافي''، مؤكدة مشاركة فرنسا مع شركائها بمن فيهم الدول العربية التي تريد ذلك في تنفيذ ما نص عليه القرار ومنها القيام بعمليات عسكرية· وأشادت بما قامت به الدبلوماسية الفرنسية في إصدار هذا القرار الليلة الماضية، حيث قدمت فرنسا وبريطانيا ولبنان والولايات المتحدة مشروع القرار· إسبانيا تعرض قواعدها العسكرية أعلنت وزيرة الدفاع الإسبانية، كارمي تشاكون، أن بلادها ستضع قواعدها العسكرية تحت تصرف قوات حلف شمالي الأطلسي (ناتو)، لبدء عمليات عسكرية ضد نظام العقيد معمر القذافي، بموجب قرار أصدره مجلس الأمن الدولي· وقالت تشاكون، في تصريح صحافي، أن إسبانيا ستتيح القاعدة العسكرية (روتا)، بمدينة قادش، وقاعدة (مورون)، في اشبيلية جنوبي البلاد، لتسهيل مهام الحلف والبدء بالإجراءات المقررة في أقرب وقت ممكن· وأوضحت أن فرض حظر جوي على ليبيا وتوجيه ضربات عسكرية لنظام القذافي، لا يمثل احتلالا للأراضي الليبية، إنما يعد عملية تحريرية تسعى لحماية الشعب الليبي من بطش وعنف السلطات الليبية بقيادة القذافي· الإتحاد الأوربي يرحب ويعرض مساعدة رحب الإتحاد الأوروبي بالقرار رقم (1973) الذي أصدره مجلس الأمن الخاص بليبيا، ويسمح للدول الأعضاء والمنظمات اإقليمية باتخاذ ''كافة الإجراءات اللازمة'' لحماية المدنيين· وقال رئيس الإتحاد الأوروبي، هيرمان فان رومبوي، والممثلة العليا للسياسة الخارجية للإتحاد الأوروبي كاثرين اشتون في بيان مشترك ''نرحب بالقرار رقم (1973) الذي أصدره مجلس الأمن الدولي كما نؤيد تماما طلب المجلس الإنهاء الفوري للهجمات والعنف ضد المدنيين الليبيين وايجاد حل للازمة القائمة''· وشدد البيان على أن الإتحاد الأوروبي على استعداد لتنفيذ القرار ضمن نطاق صلاحياته·