هل قادت السعودية دول الخليج العربي إلى الهاوية؟ سؤال لن ينتظر التاريخ حتى يُجاب عليه، فدول الخليج تتدلى في الهاوية منذ عقود طويلة، فقد كانت المملكة السعودية مماثلة وحليفة بل شبه تابعة إلى نظام شاهنشاه إيران الذي كان يقوم بدور شرطي الخليج، حفاظاً على المصالح الأمريكية والإسرائيلية، فقامت في سبعينيات القرن الماضي بالتآمر معه على تصفية ثورة ظفار التي اندلعت ضد آل البوسعيدي حكام سقط·· فقام الشاه محمد رضا بهلوي بسحق تلك الثورة لحساب المصالح الأمريكية الإسرائيلية، وحين أزاحت ثورة الخميني الشاه الإيراني سرعان ما وقفت السعودية ضد هذه الثورة، مستغلة شعار التصدير الذي رفعه الخميني منطوياً على تعميم المذهب الشيعي، وجرّت معها في هذا الموقف دول الخليج، وللأسف فإنها جرّت أيضاً صدام حسين رئيس العراق، فكانت تلك الحرب الإيرانية - العراقية التي تحالفت في نهايتها أمريكا وإيران والسعودية للإطاحة بصدام حسين والنتيجة كما تعلمون· وهكذا لا يتضمن السجل السعودي مواقف سياسية خارج مصلحة العائلة الحاكمة سواء كانت مواقف محلية تنموية أو وطنية أو قومية أو إسلامية أو دولية·· فكل موقف وكل سلوك سياسي لابد أن يخدم مصلحة العائلة السياسية والمالية، وهو موقف تقوده في الأصل الولاياتالمتحدة وتقرره وفق مصالحها النفطية ومصالح إسرائيل والإستراتيجية· ولأن السعودية تعتبر قوة كبيرة قياساً لدول الخليج، فإنها تجر معها هذه الدول إلى مواقفها الخاطئة، ولو أن الشيخ زايد رئيس دولة الإمارات السابق كان يحاول أن يجعل بينه وبين الرياض مسافة فاصلة خاصة بما يتعلق بقضايا التنمية والقضايا القومية ومنها القضية الفلسطينية، وقد فقدت الإمارات وسائر دول الخليج هامش المناورة الصغير بعد سقوط صدام حسين ومشاركتها بضغط سعودي أمريكي في التآمر عليه، كما شاركت السادات وغير السادات في التآمر على النضال الفلسطيني والعربي جهراً· ويبدو أن العائلة السعودية التي ترتهن منذ عقود مقدرات الجزيرة العربية النفطية والجغرافية وتقودها إلى هاوية اقتصادية سياسية·· تواصل في معركة البحرين على موقف قريب جداً من قاع الهاوية·· فماذا لو تحركت إيران تحت ستار حماية الأقليات واحتلت البحرين؟ إن الباب سيفتح - ساعتئذ - لكل دول العالم لتحتل هذا البلد العربي أو ذاك لحماية الأقليات، فمن قال إن الهنود في الإمارات أو السعودية لن يطالبوا في يوم - لم يعد بعيداً - بحقوقهم الإنسانية المهضوم معظمها حتى الآن· وهل السعودية التي تتدخل عسكرياً معلناً وغير معلن في الدول الخليجية المجاورة مواطنوها في حالة وئام مع العائلة الحاكمة··؟ ولا نريد أن نتطرق إلى ما في السعودية من أحزاب سياسية سرية بما فيها الحزب الشيوعي، إذ تكفي الإشارة إلى خطاب الملك يوم 18 مارس الذي منح فيه مليارات الدولارات لامتصاص غضب مواطنيه وفي نفس الوقت يهددهم بقوات الأمن والجيش·· وهو يعلم أن الجيش نخره الفساد مثل كثير من المؤسسات؟ إذن، ألا يحق لنا أن نتساءل·· هل بدأت الحقبة السعودية في الوطن العربي تدخل في طريق النهاية· وهي الحقبة التي بدأت إثر هزيمة 1967 وكتب عنها المفكر العربي المقيم في أمريكا صادق جلال العظم·· وهي حقبة مليئة بالمآسي محلياً وإقليمياً·· وها هي دول الخليج والجزيرة تتلقى ضربات قاتلة حتى لو استطاعت السيطرة على حركة مواطنيها· إذن ألا يحق لنا أن نسأل: إلى أين تقود السعودية دول الخليج وشعوب المنطقة؟