يشتكي سكان قرى بلدية بوجيمعة التابعة إداريا لدائرة ماكودة والواقعة على نحو 25 كلم شمال مدينة تيزي وزو من النقص الفادح للمشاريع التنموية المخصصة لمنطقتهم وكذا الغياب الشبه التام لمختلف الهياكل الحيوية والضرورية على غرار وحدات العلاج، هياكل ترفيهية، أزمتي السكن والعطش، وغيرها من النقائص التي جعلت معاناتهم ------------------------------------------------------------------------ تتواصل يوميا تحت وطأة الإقصاء والتهميش، فيما يتحجج المسؤولين بغياب العقار· هذا في الوقت الذي يحضر سكان قرية البلدية لحركة احتجاجية عارمة لحل أزمة العطش· تشهد العديد من قرى بلدية بوجيمعة نقصا فادحا لمختلف أشكال المشاريع التنموية التي من شأنها أن تحسن مستوى معيشة السكان وأن تخرجهم من العزلة والتهميش المفروضة عليهم منذ سنوات، حيث تعتبر أزمة السكن الهاجس العويص الذي يؤرق السكان، والمنطقة لم تنل حقها من المساعدات التي تقدمها الدولة في هذا المجال، خصوصا في مجال السكن الريفي، كما تفتقر كذلك قرى المنطقة إلى الهياكل الضرورية والحيوية التي بإمكانها أن توفر مختلف الخدمات والحاجيات التي يطلبها السكان· وأول مشكل طرحه سكان القاطنون في قرى هذه البلدية خلال عرضهم لمختلف النقائص التي يتخبطون فيها هو غياب وحدات العلاج على مستوى القرى، وأكدوا أنهم مجبرون على الانتقال إلى بلدية ماكودة لتلقي العلاج حتى على أدنى الأوجاع والآلام أو الجروح الخفيفة التي يصابون بها، وأشاروا إلى أن هذه الوحدة الصحية تشهد هي الأخرى فوضى عارمة واكتظاظ كبيرا نظرا لتوافد أعداد هائلة من المواطنين إليها من مختلف القرى والبلديات الأخرى التابعة لنفس الدائرة قصد تلقي العلاج حيث يصعب على المريض تلقي خدمات صحية في الوقت المناسب ما يؤدي في الكثير من الأحيان إلى مضاعفات صحية للعديد من المرضى هذا بالرغم من أن هذه المصلحة تتوفر على إمكانيات مادية وبشرية لا بأس بها لكن الفريق الطبي يعجز عن تقديم خدمات صحية في وقتها وفي المستوى المطلوب بسبب الطوابير الطويلة من المرضى· شباب محرومون من مرافق ترفيهية وأزمة العطش الهاجس الحقيقي للسكان طرح شباب بلدية بوجيمعة مشكل نقص الكبير للهياكل الترفيهية من هياكل ثقافية ورياضية على مستوى القرى على غرار دور الشباب، ملاعب كرة القدم وغيرها من فضاءات اللعب، وهذا النقص حرم هؤلاء الشباب من قضاء أوقات فراغهم ومن استثمار مواهبهم الإبداعية، لاسيما مع تفاقم حدة البطالة في ذات المنطقة والتي وصفوها بالشبح الأسود الذي يلازمهم، فالبعض منهم يضطر للانتقال إلى مقر البلدية للالتحاق بدار الشباب وآخرون يذهبون إلى المناطق المجاورة· وفي نفس الإطار أكد سكان قرى هذه البلدية أن المشاريع التنموية المخصصة للأشغال العمومية هي الأخرى تعاني نقصا كبيرا إذ صرحوا أن شبكة الطرق المؤدية إلى العديد من القرى تتواجد في وضعية مزرية كونها تعرف حالة من الإهتراء والتآكل· واشتكى كذلك قرى بلدية بوجيمعة على غرار قرية ثاريحانت، إسرجان، إخداش، إبعليثن، قيرو، إشتوان، آيث حموش، أعفير، إفتوشان أوفقوس··· من أزمة العطش التي فرضت نفسها بقوة في المنطقة، وبحسبهم فمياه الشرب تسير في حنفياتهم بالمفاجأة فقط، وأحيانا يدوم أكثر من 4 أشهر دون ماء· وتزداد حدته خلال فصل الحر، وكشف ممثلي عن تنسيقية لجان القرى أن هذه الأزمة سمحت لأصحاب الصهاريج الاستثمار في هذه المادة الحيوية· وأكدوا أنهم راسلوا البلدية والدائرة والولاية ونظموا عدة حركات احتجاجية قصد دفع المسؤولين لحل هذا المشكل، لكنهم تأسفوا من عدم تحقيق هدفهم، وتجاهل المسؤولين لانشغالاتهم، بالرغم من أنهم تلقوا عدة وعود ''لم تجسد بعد في الميدان''، حسب تأكيد ممثل السكان· وكشفوا على أنهم في صدد التحضير لحركة احتجاجية عارمة، سيشرعون فيها مطلع شهر نوفمبر ''منحنا للسلطات المعنية مهلة إلى غاية الفاتح من نوفمبر، وإن لم يتم تجسيد مطالبنا سنشن حركة احتجاجية دون توقف والولاية تتحمل مسؤوليتها ومسؤولية وعودها'' بحسب تعبير ممثل السكان· البلدية ترجع نقص المشاريع التمنوية إلى غياب العقار العمومي كشف منتخب محلي ببلدية بوجيمعة أن نقص العقار في منطقتهم يعد السبب الرئيسي الذي يعرقل من تجسيد المشاريع التنموية، خاصة وأن العقار في هذه البلدية هو ملك للخواص وأنها تفتقر للعقار العمومي، مما يصعب على السلطات المحلية إيجاد أرضيات لانجاز المشاريع التنموية التي استفادت البلدية منها في إطار مختلف المخططات التنموية لاسيما وأن العديد من العائلات ترفض التنازل على عقاراتهم حتى بالأموال· وبحسب محدثنا دائما فإن بلديتهم صنفت من بين 21 بلدية على مستوى ولاية تيزي وزو التي ينعدم فيها العقار العمومي من أصل 67 بلدية، وأكد أن هناك بعض الخواص يقبلون التخلي عن عقاراتهم مقابل مبالغ مالية لكن معظم هذه العقارات تتواجد في مناطق ذات تضاريس جبلية وعرة وصعبة المسالك والتي يصعب انجاز مشاريع تنموية عليها كون أن الأغلفة المالية المخصصة لهذه المشاريع قليلة جدا· أما بالنسبة لمشكل السكن صرح محدثنا أن عدد الوحدات التي استفادت منها بلديتهم قليلة جدا مقارنة بعدد الملفات المودعة في البلدية، مضيفا، أن هناك العديد من المواطنين الذين استفادوا من برنامج السكنات الريفية عجزوا على انجازها نظرا لإمكانياتهم المادية المتدهورة مما يمنع آليا من سحب الأجزاء المالية المتبقية وبالتالي تسحب منه المساعدة وتقدم لمواطن آخر بعد تجاوز الفترة المحددة للإنجاز· وصرح ذات المتحدث أن البلدية استفادت من بعض المشاريع التنموية ولم يتم بعد انجازها بسبب غياب العقار، وبحسبه فالسلطات البلدية توجه نداء للسكان قصد التعاون معهم لتجاوز هذا المشكل ومنحهم عقارات قصد إنجاز مختلف المشاريع التنموية التي من شأنها أن تساهم في النهوض التنموي للمنطقة·