يشتكي، سكان بلدية سوق الاثنين، التابعة إداريا لدائرة معاتقة، والواقعة حوالي 30 كلم جنوب مدينة تيزي وزو، من نقص فادح في المشاريع التنموية المخصصة لمنطقتهم، ومن الغياب شبه التام لمختلف الهياكل الحيوية والضرورية، على غرار وحدات العلاج، الهياكل الترفيهية، مشكل السكن وغيرها من النقائص التي تجعل معاناتهم مستمرة ومتواصلة· تشهد، العديد من قرى بلدية سوق الاثنين، نقصا فادحا في مختلف أشكال المشاريع التنموية التي من شأنها أن تحسن مستوى معيشتهم وتخرجهم من العزلة والتهميش، فهي تفتقر لمعظم الهياكل الضرورية والحيوية التي بإمكانها توفير الخدمات والحاجيات العادية للسكان· وأول مشكل طرحه السكان القاطنون في قرى هذه البلدية، خلال عرضهم لمختلف النقائص التي يعانون منها، غياب وحدات العلاج بقراهم، حيث أكدوا أنهم يضطرون إلى الإنتقال إلى مقر البلدية لتلقي العلاج· وأشاروا، في نفس السياق، إلى أن الوحدة الصحية المتواجدة بوسط البلدية، تشهد فوضى عارمة واكتظاظا كبيرا، نظرا لتوافد أعداد هائلة من المواطنين عليها من مختلف القرى إذ حيث يصبح صعبا على المريض تلقي خدمات صحية في الوقت المناسب، ما يؤدي، في الكثير من الأحيان، إلى مضاعفات صحية للمرضى، وبالرغم من أن هذه المصلحة تتوفر على إمكانيات مادية وبشرية لا بأس بها، إلا أن الفريق الطبي يعجز على تقديم الخدمات الصحية في وقتها وبالمستوى المطلوب، بسبب الطوابير الطويلة من المرضى· وحسب السكان، فإن الفوضى بهذه المصلحة الصحية تزداد خصوصا أيام الاثنين كون المنطقة تشهد سوقا أسبوعيا يقصده العديد من المواطنين من قرى البلدية ومن المناطق المجاورة· إلى جانب ذلك، طرح شباب المنطقة نقص الهياكل الترفيهية، الثقافية والرياضية، على غرار دور الشباب وملاعب كرة القدم وغيرها من فضاءات اللعب، فهذا النقص يحرم هؤلاء الشباب من قضاء أوقات فراغهم ومن استثمار مواهبهم الإبداعية، لا سيما في ظل تفاقم حدة البطالة التي وصفوها بالشبح الأسود الذي يلازمهم، فالبعض منهم يضطر للإنتقال إلى مقر البلدية للإلتحاق بدار الشباب وآخرون يذهبون إلى المناطق المجاورة كبلدية معاتقة أو الخميس لقضاء أوقات فراغهم، لكن يبقى الشباب الميسور الحال، الأكثر الذي يعاني من هذا المشكل، نظرا لعدم امتلاكهم لإمكانيات· وفي نفس الإطار، أكد سكان قرى هذه البلدية أن المشاريع التنموية المخصصة للأشغال العمومية هي الأخرى تعاني نقصا كبيرا إذ صرحوا أن شبكة الطرق المؤدية إلى بعض القرى توجد في وحالة مزرية بسبب الإهتراء والتآكل· كما اشتكى سكان القرى المعزولة من انقطاع ماء الشرب عن الحنفيات، وخصوصا مع دخول حلول فصل الحر، ما جعل أصحاب الصهاريج يستثمرون في هذه الأزمة· وأضاف السكان أنهم يعانون من مشكل السكن، مؤكدين أن المساعدات التي قدمتها لهم الدولة في إطار برنامج السكنات الريفية تبقى ضئيلة جدا مقارنة بالعدد الذي تحتاجه البلدية· ومن جهة أخرى، كشف مصدر مقرب من بلدية سوق الاثنين أن نقص العقار بمنطقتهم يعد السبب الرئيسي الذي يعرقل تجسيد المشاريع التنموية، خاصة وأن العقار في هذه البلدية، هو ملك للخواص، مما يصعب على السلطات المحلية إيجاد أرضيات لإنجاز المشاريع التنموية التي استفادت منها في إطار مختلف المخططات التنموية، لا سيما وأن العديد من الخواص يرفضون التنازل عن عقاراتهم حتى بالأموال· وحسب محدثنا دائما، فإن بلديتهم صنفت ضمن ال21 بلدية التي ينعدم فيها العقار العمومي في تيزي وزو من أصل 67 بلدية، وأكد أن هناك بعض الخواص يقبلون بالتخلي عن عقاراتهم مقابل مبالغ مالية، لكن معظم هذه العقارات توجد بمناطق ذات تضاريس جبلية وعرة وصعبة المسالك، والتي يصعب انجاز مشاريع تنموية عليها كون الأغلفة المالية المخصصة لهذه المشاريع قليلة جدا· أما بالنسبة لمشكل السكن، فصرح محدثنا أن عدد الوحدات التي استفادت منها بلديتهم قليلة جدا مقارنة بعدد الطلبات وأضاف أن هناك العديد من المواطنين الذين استفادوا من برنامج السكنات الريفية عجزوا على انجازها بسبب إمكانياتهم المادية المتدهورة، مما يمنعهم آليا من سحب الأجزاء المالية المتبقية، وبالتالي، تسحب منه المساعدة بعد تجاوز الفترة المحددة للانجاز· وصرح ذات المتحدث أن البلدية استفادت من بعض المشاريع التنموية ولم يتم بعد إنجازها بسبب غياب العقار، فالسلطات البلدية، حسبه، توجه نداء للسكان قصد التعاون معهم لتجاوز هذا المشكل وتسخير عقاراتهم لإنجاز مختلف المشاريع التنموية التي من شأنها أن تؤدي إلى النهوض التنموي بالمنطقة·