عاد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلى بلاده، صباح أمس، بشكل مفاجئ بعد رحلة علاج في السعودية استمرت نحو أربعة أشهر إثر محاولة اغتياله أثناء صلاة الجمعة أوائل جوان الماضي. وتأتي عودته رغم توقيعه مرسوما خوّل بموجبه نائبه عبد ربه منصور هادي التوصل إلى اتفاق لنقل السلطة في البلاد. وفي أول رد فعل على عودته توقع شباب الثورة تصاعد وتيرة الاحتجاجات المطالبة برحيله عن الحكم الذي قضى فيه 33 عاما. وقال التلفزيون الرسمي اليمني في خبر عاجل إن الرئيس صالح ''عاد صباح أمس إلى أرض الوطن سالما بعد رحلة علاج في الرياض استمرت أكثر من ثلاثة أشهر؟''، وكان صالح (96 عاما) قد نقل إلى الرياض يوم 4 جوان الماضي بعد يوم من إصابته بحروق بليغة كادت تودي بحياته إثر تعرضه لهجوم أثناء صلاة الجمعة في مسجد بالقصر الرئاسي في العاصمة صنعاء. وخلال فترة وجوده في السعودية دارت تكهنات عدة بشأن عودته إلى اليمن أو بقائه خارج البلاد، وظهر صالح عدة مرات أمام عدسات التصوير أثناء علاجه ووجه ثلاثة خطابات إلى الشعب اليمني. وقبل أكثر من أسبوع من عودته قرر صالح يوم 31 سبتمبر الجاري تفويض نائبه منصور هادي إجراء حوار مع الأطراف المعنية بشأن المبادرة الخليجية، بغية وضع آلية لتنفيذ بنود المبادرة والتوقيع عليها في إطار زمني محدد، وبما يفضي إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة يتفق على موعدها وضمان انتقال سلمي وديمقراطي للسلطة. وفوّض المرسوم الرئاسي ''على نحو لا يجوز نقضه'' النائب هادي في التوقيع على خطة مجلس التعاون الخليجي لنقل السلطة التي كان وافق عليها لكنه تراجع عنها مرارا. وفي أول خطاب له لليمنيين بعد تلقيه العلاج، بث التلفزيون الرسمي كلمة له مساء 7 جويلية الماضي دعا فيها إلى تقاسم السلطة في إطار الدستور. وفي ثاني كلمة يوجهها عبر التلفاز لليمنيين، تعهد الرئيس صالح يوم 71 أوت الماضي بالعودة إلى اليمن قريبا، وتساءل: لماذا لا يلجأ اليمنيون إلى الحوار وصناديق الاقتراع للوصول إلى حل للأزمة التي يعانيها اليمن؟ وهاجم صالح -الذي بدا حينها في صحة أفضل بكثير مما كان عليه في ظهوره التلفزيوني الأول من مستشفى بالرياض- أحزاب المعارضة والقبائل التي انحازت إليها، ووصفهم بأنهم ''قطاع طرق وانتهازيون''، وأبلغ المحتجين بأن حركتهم سُرقت. وعاد صالح إلى الظهور مجددا في خطاب وجهه يوم 03 أوت الماضي بمناسبة حلول عيد الفطر، أعلن فيه التزامه بإجراء انتخابات رئاسية وبالمبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن. وفي أول رد فعل على عودة صالح المفاجئة إلى صنعاء، قال الناشط في الثورة الشبابية محمد المقبلي إن رجوع الرئيس اليمني سيضاعف الاحتقان في الشارع ''لأنه أساس المشكلة''. وأشار إلى أن عودة صالح ستساهم في رفع وتيرة وتصعيد الاحتجاجات السلمية في الميادين، موضحا أن العودة تأتي بعد رسالة تصعيد من طرف النظام راح ضحيتها عشرات المتظاهرين.