نجله يستولي على السلطة وأنباء عن فرار جماعي لكبار المسؤولين تعيش اليمن ثورة مضادة تتشابك خيوطها بين صراعات قبلية وأخرى يقودها فلول النظام وثالثة يحركها تنظيم القاعدة، وتستمر المعارك فيما يحتفل الشباب الذين يقودون منذ أشهر انتفاضة واسعة ب”هروب” صالح معتبريه “سقوط للنظام”، وانفجرت قذيفة في مقر قيادة الفرقة المدرعة الأولى التابعة للواء يدعم المعارضة اليمنية المطالبة بتنحي الرئيس اليمني قتل على إثرها شخصين على الأقل وأصيب 15 عقب، كما اندلع قتال ضار في مدينة تعز بجنوب اليمن عقب إعلان خبر هروب صالح، ولا يزال يسود غموض كبير على رأس الدولة في اليمن بعد نقل الرئيس عبد الله صالح إلى السعودية للعلاج، كما تضاربت الأخبار حول من يقود البلاد ويؤكد المراقبون للمشهد اليمني على أن تكليف عبده ربه منصور هادي نائب الرئيس بمهام إدارة البلاد أو استيلاء نجل عبد الله صالح على الحكم لا يمكن اعتباره مؤشر على تغيير إيجابي حقيقي في مسيرة الثورة اليمنية. يؤكد الخبراء أن مغادرة صالح إلى السعودية تحت غطاء العلاج ترك فراغا سيندفع أقاربه كي يشغلوه مما سيؤدي إلى اشتباكات مع خصوم صالح القبليين والى حرب أهلية، ويعكس حديث المصادر المقربة من الرئاسة عن تولي أحمد علي صالح قائد الحرس الجمهوري ونجل الرئيس صالح لزمام الأمور القيادية في اليمن عقب مغادرة صالح نحو السعودية أولى مراحل الصراع على كرسي الحكم، سيما أن الأخبار كانت أكدت أن نائب الرئيس عبد ربه منصور هو من يدير شأن البلاد، غير أن المصادر الرئاسية سارعت لنفي ذلك، وسواء كان عبد ربه منصور هادي أو نجل صالح هو من يدير البلاد، ففي كلا الحالات فلا يعتبر ذلك سوى خطوة لكسب مزيد من الوقت لضمان خروج سليم لصالح. وما ذكرته مصادر يمنية عن أن عبده ربه تلقى اتصال من مساعد الرئيس الأمريكي للأمن القومي ومكافحة الإرهاب جون بيرنان اطمأن خلاله المسؤول الأمريكي على صحة الرئيس اليمنى، معبرًا عن تضامن الرئيس والشعب الأمريكي مع الشعب اليمنى وتمنياتهم لرئيس الجمهورية بالشفاء العاجل، يعتبر مؤشر أخر على تدخل أجنبي وشيك في المشهد اليمني الذي يتخوف منه الغرب خصوصا أن اليمن باتت العاصمة اللوجيستية لتنظيم القاعدة كما أكد قادتها بعد وفاة بن لادن. وذكر راديو الجمهورية اليمنية أن مساعد الرئيس أوباما قال خلال الاتصال، إن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعتبر الرئيس على عبد الله صالح وحكومة اليمن حلفاء أساسيين فى مكافحة الإرهاب، وأن الولاياتالمتحدة ستظل تمد يدها إلى اليمن وعلى استعداد لتقديم العون والمساعدة اللازمة فى مختلف المجالات وفى مقدمتها المجال التنموى والأمني. وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” أنه وبالرغم من أن مغادرة صالح لليمن قد تحد من التوترات في صنعاء على المدى القصير فإنه لا توجد خطة واضحة موجودة لتحقيق تحول سياسي دائم في اليمن، مشيرة إلى أن ثمة مخاوف في ظل هذا الفراغ أن تبدأ فصائل المعارضة والمحتجين الشباب في قتال بعضهم البعض. وأكدت “نيويورك تايمز”، استنادا إلى محللين لم تسمهم، أن “المغادرة المفاجئة لصالح فاجأت اليمنيين وقد تمثل تحديا خطيرا للولايات المتحدة التي تشعر بقلق شديد حيال الفوضى المتصاعدة في اليمن”. وإن كانت مغادرة الرئيس صالح إلى السعودية تعتبر هروب سياسي واضح، إلا أن الخبراء يؤكدون على أن النظام اليمني لا يزال قائم، بتولي مهام إدارة البلاد، فيما ينتظر الشعب اليمني المطالب بسقوط النظام رحيل أو هروب أتباع صالح الذي يعتبر بقائهم في اليمن مؤشر على فشل ثورة الشباب ومزيد من تداعيات الصراعات والأزمات الإنسانية في اليمن. وكان صالح خسر أبرز الشخصيات المؤثرة والفاعلة في اليمن من اللواء علي محسن صالح الأحمر، قائد الفرقة الأولى مدرع وقائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية، والذي أعلن انشقاقه وانضمامه للثوار بعد مجزرة جمعة الكرامة 18 مارس واللواء محمد علي محسن، رفيق صالح في الجندية ومن ابناء قريته الذي أعلن انضمامه لثورة الشباب وكان يشغل منصب قائد المنطقة الشرقية، حضرموت والساحل، حيث أقيل بعدها من منصبه واللواء الركن صالح الضنين من قرية الرئيس، وشغل منصب قائد قوات معسكر خالد في تعز. وتتحدث التقارير عن هجرة جماعية لزعماء يمنيين كبار نحو السعودية وعدد من أقارب صالح وأصهاره، ويقول الخبراء أن ثبوت صحة تصريحات الصادر الحكومي اليمنية عن أن قادة يمنيين بارزين بينهم أبناء وأبناء أشقاء الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ما زالوا في اليمن ولم يذهبوا مع صالح إلى السعودية، سيكون بمثابة كارثة كبرى في مسيرة ثورة شباب اليمن، خصوصا أن هناك نحو 400 اسم من كبار الشخصيات السياسية والذين يقود مسيرتهم أحمد الابن الأكبر لصالح الحرس الجمهوري وثلاث من أشقائه، بإمكانهم تحويل المشهد في اليمن نحو زاوية أزمة كبيرة يصعب حالها. محمد علال هل سيعود صالح إلى اليمن ؟ ذكرت مصادر رسمية في صنعاء أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح سيعود إلى بلاده في غضون الأيام القليلة المقبلة. وكان الرئيس اليمني قد وصل إلى الرياض الليلة الماضية لتلقي العلاج عقب إصابته بجروح في الهجوم الصاروخي الذي استهدف قصره الرئاسي أول أمس الجمعة. شباب الثورة اليمنية يشكل مجلسا رئاسيا مؤقتا لإنقاذ ثورتهم مندوب اليمن لدى جامعة الدول العربي: "حراس الرئاسة انقلبوا على صالح وحاولوا اعتقاله" قال الدكتور عبد الملك منصور سفير اليمن بالقاهرة ومندوبها الدائم في جامعة الدول العربية أن حرس الرئيس اليمني حاولوا اغتياله مما أسفر عن إصابته، وشكك في قيام آل الأحمر بقصف قصر الرئاسة باليمن. وأضاف أنه يعلم علم اليقين أن أفرادا من حرس الرئاسة هم الذين انقلبوا على صالح وحاولوا اغتياله وأن الأمر برمته دبر من داخل القصر. ودلل منصور على ذلك بالبيان الرئاسي الذي صدر بإجراء تحقيق لمعرفة الفاعل وهو ما ينفي مسؤولية آل الأحمر. وكشف منصور أن الذخيرة التي استخدمت في العملية لايمتلكها سوى قوات الحرس الجمهوري وإطلاق القذائف تم من داخل القصر. وتوقع منصور أن يظل صالح يناور حتى آخر لحظة في حياته للخروج من الحكم خاصة وأنه تعود على التلاعب برغبات الشعب. وأشاد منصور في حديث لفضائية المحور المصرية بثورة شباب اليمن مؤكدا أن ثورتهم سلمية وستظل سلمية حتى ينتصروا على صالح. وأكد السفير أن اتهام الجيش اليمني لتنظيم القاعدة بالوقوف وراء القصف الذي استهدف القصر الرئاسي بصنعاء ليس صحيحا، وجاء الاتهام على موقع صحيفة الجيش اليمني "26 سبتمبر" على الأنترنت، قبل أن يتأكد خبر سفر صالح إلى السعودية لاستكمال الفحوصات الطبية إثر الحادث الإجرامي والغادر من قبل عناصر القاعدة ومن وراءهم من العناصر الإجرامية. من جهة ثانية، دعت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية السلمية في ساحة التغيير بصنعاء الشعب اليمني إلى "النزول إلى الشارع للاحتفال برحيل من وصفته بالطاغية وإعادة الفرحة إلى كل زاوية من زوايا الوطن التي حرمها منه نظام صالح". كما دعت في بيان صحفي صدر عنها اليوم من وصفتهم بالمغرر بهم من قبل نظام صالح إلى فتح صفحة جديدة في تاريخ الوطن من أجل صنع وطن يتسع للجميع دون تميز ويحترم حقوق اليمنيين ويوفر لهم حياة حرة كريمة. ودعت اللجنة "كافة القوى الوطنية والأطياف السياسية للبدء بتشكيل مجلس رئاسي مؤقت يمثل كافة القوى الوطنية ويتولى تكليف حكومة كفاءات لإدارة المرحلة الانتقالية وتشكيل مجلس وطني انتقالي يمثل الشباب وكافة القوى الوطنية والعمل على صياغة دستور جديد يلبي تطلعات الشعب اليمني للحرية والكرامة والعيش الكريم، معتبرة احتفال شباب الثورة اليوم أنه يأتي في إطار تحقيق أول أهداف ثورتهم المتمثل في إقصاء صالح عن الحكم. وأكد بيان اللجنة "استمرار مرحلة النضال السلمي المتمثلة بالاعتصام حتى تحقيق كافة أهداف الثورة ومطالبها". مسعودة.ط / وكالات معارضة اليمن:لن نسمح بعودة صالح أكد المتحدث باسم المعارضة اليمنية المنضوية في تكتل المشترك أن هذه الأخيرة ستعمل بكل قوتها لمنع الرئيس علي عبدالله صالح من العودة، وذلك غداة مغادرته إلى السعودية لتلقي العلاج بسبب إصابته في هجوم. وقال محمد قحطان "نعتبر هذا بداية النهاية لهذا النظام المستبد الغاشم الفاسد". وردا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية حول ما إذا كان صالح سيعود إلى اليمن برأيه، قال "بالنسبة لنا سنعمل بك قوتنا لعدم عودته"، مشيرا إلى أن "صفحته السياسية طويت منذ زمن". إلى ذلك، أكد قحطان أن المعارضة مستعدة للتعاون مع نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي إلا أنه يجب على حد قوله إجبار أبناء الرئيس صالح على تسليم السلطة إلى هادي الذي يفترض أن يمسك بزمام السلطة في اليمن بغياب الرئيس بموجب الدستور. كما أكد أن المعارضة ستلتقي "في الساعات المقبلة" مع السفير الأمريكي الذي التقى صباحا نائب الرئيس اليمني، ومع سفير الاتحاد الأوروبي. وقال قحطان للوكالة الفرنسية "نحن على أهبة الاستعداد للتعاون مع عبد ربه منصور، ولكن الصعوبة تكمن في ما إذا كان (أبناء صالح) مستعدين ليسلموا السلطة إليه". والحكومة ترد: لا إجراءات بشأن نقل السلطة حتى عودة صالح قال مصدر وثيق الصلة أن الرئيس علي عبدالله صالح، سافر إلى الرياض برفقة "مسؤول الحماية الخاصة، وأحد أبنائه". وأنه لا صحة للأنباء التي قالت أنه سافر مع 35 من أفراد أسرته. المصدر نقل عن مكتب الرئيس صالح أنه "لا صحة لتشكيل مجلس أمني أو عسكري لإدارة اليمن"، وأن "نائب رئيس الجمهورية يقوم بمهام الرئيس وفقا لماينص عليه الدستور والقانون"، وأنه "ليس هناك أي اجراءات استثنائية"، بانتظار عودة صالح من رحلته العلاجية. وطبقا لموقع نيوز يمن الإخباري قال ذات المصدر أن "النائب يتشاور مع قيادة القوات المسلحة وحزب المؤتمر الشعبي العام، الذي هو أمينه العام بخصوص متطلبات المرحلة الراهنة، وأهمها متابعة التحقيقات في محاولة الاغتيال التي تعرضت لها قيادات الدولة وأصابت رؤساء هيئاتها التنفيذية والتشريعية". وعن الأوضاع السياسية قال المصدر: "المبادرة الخليجية، هي الوحيدة المؤهلة للتعامل معها من أجل إجراء انتخابات جديدة وفقا للنظام الحالي أو أن تتولى حكومة وفاق وطني التهيئة لتنفيذ آخر مبادرات المؤتمر الشعبي عن نظام برلماني وإعادة تقسيم اليمن لأقاليم بحكم محلي كامل الصلاحية". وقال: "هناك مشاورات سياسية عالية المستوى من أجل ذلك كان يجريها الرئيس علي عبدالله صالح، الذي دها دائما لتجنيب اليمن ويلات الصراعات والاقتتال"، وأضاف: "نتمنى أن يدرك الجميع التعقيدات التي تعاني منها البلاد وأن يتوقفوا عن الاستهتار بمراكز ومصالح مختلفة تصل علاقتها لحد التناقض وقد تسبب اقتتالا لايتوقف ما لم يتم الحفاظ على الشرعية الحالية ويتم تداول السلطة من خلالها".