في عملية يائسة لا تختلف عن سابقاتها تحضر لجنة المرور التي أوكلت لها مهمة وضع المخطط الاستثنائي لتنظيم حركة السير بقسنطينة، بعد غلق جسر سيدي راشد، لمسودة أخرى من المنتظر أن تعرض قريبا على الجهات المختصة لتطبيقها، مفادها منع دخول الشاحنات إلى وسط المدينة ابتداء من الساعة السابعة صباحا إلى غاية السابعة مساء، من أجل تخفيف الضغط والحد من الأزمة الخانقة التي تعرفها شوارع المدينة القديمة· ------------------------------------------------------------------------ وحسب مصدر من داخل لجنة المرور، فإنه بعد فشل المخطط الذي شرع في تطبيقه، منذ حوالي شهر، انتهت اللجنة من إعداد مخطط المرور الاستعجالي في مرحلته الثانية· وقد خصصت بنوده -هذه المرة- لمنع الشاحنات من دخول المدينة، خاصة وأن عددها كبير جدا، يتراوح بين 800 و1000 شاحنة تعبر الطرق الرئيسية المؤدية إلى وسط المدينة، خلال 12 ساعة، وهو حجم كبير -حسب ذات المصدر- من المنتظر أن يخفف من حدة الأزمة عند الشروع في تطبيق المخطط، خاصة وأن أشغال جسر سيدي راشد قد تستمر لفترة تتعدى 4 أشهر على أحسن تقدير، حسب مصادر على إطلاع بأشغال الترميم التي لم تتجاوز عتبة ال 10 بالمائة، بالرغم من مرور ربع الفترة التي حددت لإعادة تأهيله، قبل فتحه أمام حركة السير من جديد· وبالرغم من الفوضى التي خلفها قرار غلق جسر سيدي راشد إلا أن الجهات الوصية بالولاية لم تأخذ المعاناة التي يعشها حوالي مليون مواطن -يوميا- مأخذ الجد، حيث أعطت إشارة انطلاق العديد من الورشات، بما في ذلك تعبيد الطرقات وفتح الأنفاق، ناهيك عن أشغال الترامواي والجسر العملاق، الأمر الذي زاد الطين بلة· وبينما اقتصر الازدحام على المدينة القديمة عند غلق جسر سيدي راشد في الوقت الراهن، امتدت الأزمة إلى أعالي زواغي بسبب أشغال تصليح طريق معبر ماسينيسا وفتح نفق مكان المحول الدائري، في حين تعود الفوضى التي يعرفها الطريق الرابط بين حي الدقسي وأعالي جبل الوحش إلى الوضعية الكارثية التي تعرفها الطرقات، حيث إنها أصبحت غير صالحة تماما، وبالرغم من الوعود العديدة التي أطلقها المسؤولون انطلاقا من عهد الوالي السابق لتصليحها إلا أن الأمر بقي مجرد حبر على الورق، وبقي المواطن يدفع ثمن سوء التسيير ولا مبالاة المسؤولين·