رغم تحسن الوضع الأمني بولاية بومرداس إلا أن العديد من البلديات تعاني من مخلفات العشرية الماضية، مثلما هو الحال لبلدية بن شود البعيدة عن طموحات سكانها الذين يطالبون بتوفير ضروريات الحياة بالبلدية المعزولة والمهمشة· بلدية بن شود التابعة لدائرة دلس شرق ولاية بومرداس تتخبط في عزلة تامة وتعاني من مخلفات الإرهاب الذي حرم البلدية من مشاريع تنموية بسبب رفض العديد من مؤسسات الإنجاز المغامرة وتجسيد المشاريع الضئيلة التي استفادت منها البلدية، التي تظل بعيدة عن طموحات مسؤوليها ومواطنيها الذين يؤكدون أن التهميش والعزلة عنوان بلديتهم التي يجهلها العديد من المسؤولين نتيجة خوفهم من التوجه إلى المنطقة التي كانت مقترنة منذ التسعينيات بالإرهاب على حد قول ممثلو القرية ل ''الجزائر نيوز''، والذين استبشروا خيرا بزيارة الوالي لبلديتهم الأسبوع الفارط، وقال محدثونا أن كل ركن من أركان البلدية تئن في صمت بعيدا عن الأعين، مضيفين أن البلدية تفتقد للعديد من المرافق العمومية بدءا بمقر البلدية الذي هو عبارة عن سوق فلاح قديم تعرض لهجوم ارهابي خلال العشرية الفارطة مرتين، ضعف الخدمات الصحية المقدمة، ناهيك عن البطالة التي نخرت أجساد شبابها الذين يجهل أغلبيتهم مقر الولاية لتقوقعهم في بيئة منعزلة ولغياب الوعي وارتفاع نسبة التسرب المدرسي بها· شباب انهكته البطالة أكد ممثلو بلدية بن شود، أن نسبة البطالة ببلديتهم جد مرتفعة، إلى جانب ارتفاع نسبة التسرب المدرسي وهو ما جعل شبابها يقع فريسة في أيدي الجماعة الإرهابية التي تعتمد على استغلال جهل الشباب وتجنيدهم في صفوفها خاصة خلال العشرية الفارطة، وقال محدثونا أنه رغم تراجع العمل الإرهابي ببلديتهم وتحسن الوضع الأمني بها إلا أن الوضع بالنسبة للشباب لم يتغير، إذ أن العديد منهم لا يجيد القراءة والكتاب لمغادرتهم مقاعد الدراسة باكرا، ويعانون من البطالة التي نخرت أجسادهم ومنهم من اسعفه الحظ يشتغل في الفلاحة التي تعتبر ميزة البلدية، وأشار ممثلو المجتمع المدني للبلدية، وما زاد من تدهور وضع الشباب الذي راح ضحية الإرهاب من جهة والآفات الاجتماعية من جهة أخرى غياب مرافق ثقافية وشبابية من شأنها توعية الشباب وفتح الأفاق أمامهم، مؤكدين أن البلدية تفتقد لدار الشباب الذي يعتبر متنفس للتعبير عن مكنوناتهم وصقل مواهبهم، إلى جانب غياب مكتبة، ومرفق ثقافي لتثقيفهم ومحو الأمية المنتشرة في صفوفهم، وقال أحدهم أن البلدية رغم ارتفاع نسبة التسرب المدرسي فيها إلا أنها تفتقد لمركز تكوين مهني على غرار باقي البلدية، وأن فئة قليلة من الشباب الذين يسجلون أنفسهم بمراكز التكوين المهني بكل من بلدية بغلية ودلس، وأن العديد منهم يعزفون عن ذلك لنقص وسائل النقل، وأشار أخرون أن أغلب الشباب يجهلون التكنولوجية الحديثة والأنترنيت الذي يكتشفونه على يد طلبة الجامعة المنحدرين من البلدية· غياب النقل والإطعام المدرسي يؤرق الأولياء قال ممثلو بن شود أن التهميش لا يقتصر على شبابها فحسب، وإنما حتى المتمدرسين منهم يعانون الأمرين للوصول إلى مدارسهم وغياب مطاعم مدرسية بأغلب ابتدائيات البلدية المقدر عددها ب 10 ابتدائيات ومتوسطة واحدة، مؤكدين أن هذه الوضعية أثرت على التلاميذ الذين لا يستوعبون دروسهم لإكتظاظ الأقسام خاصة المتوسطة الوحيدة، وأضاف محدثونا أن تلاميذ قرى البلدية المقدر عددها ب 12 قرية يزاولون دراستهم بها، متسائلين إن كانت متوسطة وحيدة تستوعب عددهم، معبرين عن استيائهم من غياب مشروع إنجاز متوسطة أخرى وثانوية، مضيفين أن التلاميذ الذين يزاولن دراستهم بهذه الأخيرة بكل من دلس وبغلية يعانون الأمرين للوصول سواءا إلى مقاعد الدراسة أو العودة إلى منازلهم في ظل غياب نقل مدرسي خاص بهم مثلما هو معمول بالبلديات الأخرى، مؤكدين أن أبنائهم محرمون من ظروف التمدرس وهو ما ساهم على حد قولهم في تفضيل العديد من الأولياء ايقاف أبنائهم عن الدراسة لا سيما الفتيات، نتيجة التكاليف الباهظة للنقل التي اثقلت كاهلهم، وقال محدثونا أن الوضع لا يقتصر على تلاميذ المتوسط والثانوي، وانما حتى تلاميذ الابتدائي محرمون من الإطعام المدرسي على غرار تلاميذ عاصمة الولاية الذين يتوفرون على جميع الإمكانيات، مؤكدين أن ابتدائية واحدة تتوفر على الإطعام المدرسي وهي عبارة عن وجبات باردة، متسائلين عن كيفية تقديم وجبات باردة للتلاميذ خاصة ونحن على أبواب فصل الشتاء· غاز المدينة والإنارة العمومية حلم سكان البلدية أكد سكان بن شود أنهم ينتظرون بفارغ الصبر ربط سكناتهم بغاز المدينة الذي أضحى هاجس يؤرقهم، وطول انتظارهم لمشروع تزويدهم بهذه المادة الحيوية، مضيفين أنه في كل مرة يستفسرون السلطات المحلية عن سبب عدم ربطهم بغاز المدينة على غرار البلديات المجاورة كدلس وبغلية، يكون الرد أن هناك مشروع سينطلق قريبا، مشيرين أن سكان وسط مدينة بن شود وقرية أولاد خداش هم المستفيدون من المشروع فيما تم اقصاء القرى الأخرى على حد تعبيرهم، مضيفين أنهم يعانون الأمرين خاصة في الشتاء بسبب غياب غاز المدينة واعتمادهم على قارورات غاز البوتان التي تعرف ارتفاع في الأسعار من طرف تجارها خاصة في القرى، وقال محدثونا أن مشكل الإنارة العمومية وكذا الطرق المهترئة تطرح ببلديتهم، مشيرين أن العديد من طرقات البلدية تشهد حالة من الاهتراء وعدم تزفيتها، لدرجة يصعب السير في الطريق في بعض الأحياء والقرى على حد قولهم، وما زاد الطين بلة حسبهم غياب الإنارة العمومية بطرقات البلدية والطريق الرابط بين بن شود ودلس وتاورقة مما أدى إلى انتشار اللصوصية في الطريق خاصة في الفترة المسائية والليلية وكذا انتشار الحواجز المزيفة سواء من طرف الجماعة الإرهابية أو قطاع الطرق على حد قولهم· تغطية صحية شبه منعدمة لا تزال بلدية بن شود بعيدة عن طموحات سكانها في المجال الصحي بسبب ضعف الخدمات الصحية المقدمة وافتقادها لعيادة متعددة الخدمات، إذ أكد سكان البلدية أن قاعة العلاج المتوفرة بالبلدية عاجزة عن تلبية حاجيات السكان في المجال الصحي مما يدفع بالعديد من مواطنيها التوجه إلى مستشفى دلس أو القاعة المتعددة الخدمات بذات البلدية، وقال محدثونا أن الوضع يزداد سوءا بالنسبة للمسنين أو الحوامل في ظل غياب مصلحة التوليد بالبلدية والصعوبة التي يواجهونها للتنقل، خاصة في الفترة الليلية وأن العديد من الأمهات يعانين جراء هذه الوضعية، كما تحدث سكان البلدية عن مشكل غياب المناوبة الليلية بقاعة العلاج التي تتوفر عليها البلدية وكذا النقص الفادح في الأطباء والممرضين على حد قولهم، إلى جانب غياب الطب المدرسي، ففي حالة تنقل الأطباء إلى المدارس يضطر المرضى المتوافدين على المرفق الصحي الانتظار إلى غاية عودة الطاقم الطبي يضيف محدثونا الذين يناشدون السلطات بإلتفاتة إليهم وتحسين ظروف معيشتهم·