لا تزال الطرقات البلدية وبعض المسالك المؤدية إلى أحياء وقرى بلديات ولاية بومرداس تشكل هاجسا يوميا للمواطنين بسبب الحالة المتدهورة واهتراء أجزاء كبيرة منها بسبب غياب الصيانة المستمرة والمراقبة الصارمة لعدد من المشاريع الموزعة على مقاولين اثبت الكثير منهم فشلهم وعدم احترافيتهم في انجاز مثل هذه الأشغال التي تتطلب إمكانيات كبيرة ووسائل حديثة أدت في النهاية بالكثير من هذه الطرقات المنجزة إلى عدم الصمود لأكثر من سنة وذلك راجع لعدم احترام دفتر الشروط ومعايير الانجاز المحددة. ولعلى الغلاف المالي المعتبر الذي استفادت منه مديرية الأشغال العمومية لولاية بومرداس المقدر ب 19 مليار دينار خلال الخماسي القادم 2010 - 2014 قد أسال لعاب الكثير من المؤسسات المهتمة بمثل هذه المشاريع من اجل الفوز بمناقصات هامة تخص حوالي 900 كلم من الطرقات منها 151 كلم من الطرقات البلدية و80 كلم من المسالك المبرمجة طيلة هذه الفترة بهدف تجاوز العجز المسجل في مجال الطرقات حيث تبقى الكثير من البلديات تعاني من نقص المشاريع وأخرى استفادت أكثر من مرة لكنها لم تهتم أكثر بالصيانة والمتابعة تجنبا لانزلاقات التربة والفياضانات خلال هطول الأمطار التي تأتي على أجزاء كبيرة منها بعد تحولها إلى شبه مجاري مائية وبرك من المياه نظرا لانسداد بالوعات المياه ومجاري التصريف الناتج عن تكدس الأتربة وغيرها من المخلفات، والى جانب الصيانة يطرح المواطنون أيضا الكثير من التساؤلات حول غياب السلطات المحلية في بعض الجهات وعدم تكفلها بانشغالهم اليومي المرتبط بانشغال آخر لا يقل أهمية وهو قطاع النقل حيث يتحجج أصحاب المركبات في ضمان عدد من الخطوط أو تعمد التوقف والعودة من منتصف الطريق بسبب تدهور حالة الطريق وهي من الانشغالات مثلا التي رفعها سكان حي مندورة وحي كدية العرائس ببلدية لقاطة عبر جملة من المطالب المرفوعة في شكل بيان تحصلت الشعب على نسخة منه وهو موجه إلى رئيس دائرة برج منايل ووالي الولاية كما رفعها أيضا سكان قرية توزالين ببني عمران وسكان أحياء بودواو وأحياء أخرى وقرى كثيرة لا تزال تعاني من هذه الوضعية المصنفة بحسبهم في خانة عدم التزام المجالس المنتخبة بوعودهم الانتخابية المتعلقة بإيجاد حلول لكافة المشاكل المطروحة. ومن البلديات الأخرى التي تعاني غياب التهيئة والصيانة يمكن ذكر بلدية بن شود باقصى شرق الولاية حتى لا نعرج على كافة البلديات التي تتقاسم تقريبا نفس الوضعية حيث يمكن للزائر اليوم أن يتوقف على حجم الكارثة التي تشهدها طرقات البلدية ونخص بالذكر هنا طرق مركز البلدية المؤدية إلى بعض الأحياء حيث تكثر الحفر بكل أشكالها وانعدام شبه تام لمادة الزفت بالرغم من وجود مقر للبلدية ومختلف المرافق الأساسية وهي المظاهر التي أعطت صورة مشوهة للمنطقة التي كان من المفروض أن تكون نموذجا للأحياء السكنية المجاورة والقرى المحيطة بها التي تعاني هي الأخرى من الظاهرة حيث لا يزال الطريق البلدي الرابط بين منطقة ازرو وقرية أولاد خداش التابع للبلدية في حالة متقدمة من التدهور بالرغم من حداثة الانجاز والطريق البلدي الآخر التابع إقليميا لبلدية بغلية الذي يربط قرى بن حمزة، شرابة، أولاد حميدة الذي لم يصمد هو الآخر أكثر من ستة أشهر نتيجة التحايل والتلاعب بطبيعة الأشغال بالإضافة إلى ظاهرة تمرير شبكات المياه وقنوات الصرف الصحي التي أتلفت مسافات كبيرة من الطرقات نتيجة لغياب التنسيق بين القطاعات في مثل هذه الحالات وكلها صعوبات يعاني منها المواطن في تنقلاته اليومية.