أحصت مصلحة الطب الشرعي بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، خلال الموسم الدراسي الماضي، حوالي 140 حالة اعتداء راح ضحيتها تلاميذ تعرضوا للضرب من قبل أساتذتهم، أغلبهم يزاولون دراستهم بالطور الابتدائي، بينما يقل العدد كلما ارتفع المستوى· الإحصاءات التي تعكس الارتفاع الكبير في ظاهرة الاعتداءات داخل الحرم التربوي أخذت أبعادا خطيرة، جعلت أهل الاختصاص يدقون ناقوس الخطر، في ظل الانتشار الواسع لمختلف الآفات التي تم نقلها من الشارع إلى المؤسسات التعليمية الأخيرة والتي أصبحت مفتوحة على كل المخاطر بداية بالضرب المتبادل بين التلميذ والأستاذ وصولا إلى التدخين وتعاطي المخدرات· ذات المصلحة وعلى لسان الأستاذ المساعد عبد الحليم بلوم أحصت ما يربو عن 90 من الحالات تعود لتلاميذ يحمل آباؤهم شهادات عليا وأصحاب مستوى، بينما يقل العدد وسط العائلات الفقيرة والمتوسطة من التي تغض الطّرف عن تقديم شكاوى رسمية ومعالجة القضية وفق ما يقتضيه القانون، وتحتكم إلى معالجتها بطريقتها الخاصة، الأمر الذي جعل إحصاءات الظاهرة التي تعرف انتشارا خطيرا محصورة في عدد محدود، بينما تتراوح بين 5 و 10 آلاف حالة تسجل كل موسم دراسي على أرض الواقع بما فيها تلك التي يروح ضحيتها أساتذة يتعرضون للضرب من قبل التلاميذ سواء داخل الحرم المدرسي أو خارجه ويتجاوز عددها ال 300 حالة سنويا· وعن الأسباب التي تقف وراء الظاهرة الأخيرة، نجد الانتشار الواسع للمخدرات وتأثيراتها على التلاميذ، حيث أنه ومن مجموع الحالات المسجلة حوالي 400 منها تعود لتلاميذ يتضح بعد التحقيق معهم أنهم من متعاطي المواد المخدّرة التي يستهلكونها داخل مراحيض المؤسسات التربوية قبل الالتحاق بالأقسام، يضاف لذلك مختلف المشاكل الاجتماعية التي تعيشها العائلات الفقيرة خاصة تلك التي تسكن بيوت الصفيح، حيث أن ما يفوق ال 80 من عدد حالات الاعتداءات المسجلة على الأساتذة تعود لتلاميذ يسكنون البيوت القصديرية، بينما تتوزع النسبة المتبقية بين تلاميذ ينحدرون من عائلات ثرية وأخرى ذات مركز اجتماعي مهم·