أوضح تقرير لليونسكو أن الجزائر تحتاج إلى أكثر من 35 ألف معلم لتغطية العجز الموجود في هذا الطور من التعليم، إلى أي مدى ينطبق هذا الرقم مع الواقع؟ على كل حال إذا كانت الأرقام التي اعلنتها منظمة اليونسكو حقيقية وهو الأمر الذي لا نشك فيه لأنها تصدر من منظمة تعتمد على تقييمات دقيقة، فإن العجز يبدو كبيرا في هذا الطور من التعليم، خاصة ما تعلق باللغة الفرنسية وبالتحديد في ولايات الجنوب التي لاحظنا بها كذلك أن معلم اللغة العربية يدرس ثلاثة مستويات في نفس الوقت، وهو ما يشكل في رأينا خطرا على الجزائر، وهو ما يجعل قضية إجراء دراسة ووضع تخطيط دقيق من طرف خبراء ضروري للغاية، وهذا حتى نتجنب مثل هذه الاختلالات، خاصة ونحن على أبواب ما يصطلح على تسميته الاصلاحات التربوية وإصلاح المنظومة التربوية ككل· وتبعا لما ورد في تقرير اليونسكو، أشير كذلك إلى نقطة في غاية الأهمية وهي أن هناك بعض التلاميذ لم يشرعوا في الدراسة بعد والأمر يتعلق بالمدن الكبرى، بسبب توقيف المتعاقدين، بحجة عدم تطابق الشهادة مع المستوى المطلوب، رغم أن غالبيتهم سبق لهم أن درسوا لحوالي خمس سنوات واكتسبوا بالتالي تجربة لا بأس بها وهذا بشهادة المفتشين· هناك من يرى بأن النقص الكبير في معلمي الابتدائي يعود أساسا إلى كثرة المواد والبرامج التي جاءت بها الاصلاحات في هذا الطور من التعليم هل توافقون الرأي؟ أعتقد بأن البرنامج الدراسي العام في حد ذاته هو الذي ساهم في تسجيل هذا الرقم الكبير في النقص، لأن معلم المدرسة الابتدائية يدرس حوالي 14 مادة حاليا وفي الأخير التلميذ يمتحن فقط في ثلاث مواد، وهنا أطرح السؤال: لماذا يدرس التلميذ هذا الكم من المواد ليمتحن فقط في ثلاث منها؟! نحن نطالب كنقابة بمبدأ التخصص في الطور الإبتدائي، لأن ذلك يغير كثيرا في مهمة المعلم، لأن ما نعيشه حاليا هو أن المعلم الأدبي مجبر على تدريس المواد العلمية، وحول هذا الموضوع عقدنا مؤخرا لقاءات مع الزملاء من الطورين الابتدائي والمتوسط وطالبوا المعنيين بالطور الأول (الابتدائي) تدريس ثلاث لغات هي الفرنسية، العربية الانجليزية بالإضافة إلى الحساب والكتابة، لأن التلميذ سيدرس بقية المواد في المرحلة التكميلية على يد أساتذة مختصين· استنادا إلى العجز الذي سجلته اليونسكو فإن الجزائر صنفت في خانة العجز المتوسط من بين أربع خانات ما تعليقكم؟ صراحة أنا أجهل الأرقام التي قدمتها منظمة اليونسكو عن الأوضاع في الدول الأخرى وبالتالي لا يمكنني التعليق عن الخانة التي وضعت فيها الجزائر· ماهي الحلول العاجلة للتقليل من الهوة الموجودة اليوم؟ لا أرى حلا آخرا سوى التركيز والاهتمام بتكوين المكونين وإعادة النظر في كل المنهاج التربوية وإشراك المعلم في ورشات وندوات لا تكون موجهة مثل تلك التي تنظمها الوزارة الوصية، كما نطالب بتخفيض المنهاج وتخفيض مدة تكوين المعلمين من ثلاث سنوات إلى سنتين على أن تكون السنة الثالثة للتكوين الميداني، وهذا حتى نستطيع تغطية النقائص الموجودة اليوم·