يتوقف محمد علي أذرشب،ئ المستشار الثقافي الإيراني، والدكتور في الثقافة العربية من جامعة طهران، في حوار مع ''الجزائر نيوز'' عند المحطات المشتركة التي تجمع إيرانوالجزائر، منوها بالفكر الصوفي المنتشر في البلدين، وعبر كتابته حول مدينة تلمسان، يؤكد الإرادة الصادقة لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، رغم وجود عراقيل يفرضها تطور الأحداث السياسية في منطقة الشرق الأوسط· أما فيما يخص الرواية والشعر المعاصر العربي فكان له حديث آخر· نعلم أن الأدب العربي اتخذ مكانة راقية في إيران منذ عصور طويلة، هل ما زال هذا الإبداع يمارسه سحره على الثقافة الإيرانية ؟ لا جدل في ذلك، فالأدب العربي في إيران لا يقل حضوره عن أي بلد آخر، وكما تعرفون فأرضنا احتضنت الشعر العربي وتغذت منه، حتى صار الكثير من الإيرانيين ينشدون الشعر العربي، ولهم دواوين في ذلك، بل إن شعراءنا ينشدون الشعر باللغتين الفارسية والعربية معا· كما يحفظ التاريخ، أثر شعراء وكتاب إيرانيين ذوي شهرة عالمية من أمثال حافظ الشيرازي، فردوسي، سعدي، عمر الخيام والعطار النيشابوري، ما يعني أن أكبر دواوين الشعر جمعت في إيران، كما أن أكبر تيار نقدي حول المتنبي كان في إيران، حيث كتبت عنه حوالي مئة كتاب نقدي، إلى جانب ذلك حتى وزير الصاحب بن عباد رغم مسؤولياته كتب نقدا عن ديوان الشعر المتنبي·· أكبر مؤرخي الشعر العربي هم أربعة، وكلهم من إيران: أبو فرج الأصفهاني، الباخرزي صاحب ''دمية القصة''، العماد الأصفهاني مؤلف ''خليدة العصا'' و الثعالبي كاتب ''يتيمة الدهر''، علما أن الأدب والشعر العربيين، ينتجان ويدرسان في إيران في كافة الجامعات الإيرانية حتى على مستوى الدكتوراه· أنت واحد ممن يساهمون في تفعيل حركة الترجمة في إيران، وفي رصيدك سيدي حوالي 05 كتبا مترجما من الفارسية إلى العربية، كيف يستقبل القارئ الإيراني هذه الأعمال بلغته؟ طبعا الترجمة في إيران تكون من العربية إلى الفارسية، تلبية لحاجات السوق الإيراني من الكتاب العربي، وهذه الترجمة تكون عادة في مجالات الفكر و الأدب والعلوم المختلفة· القارئ الإيراني مهتم جدا بالأدب والشعر العربيين المعاصرين، ولذلك الكتاب الرائج في سوق الإيرانية ترجمات لشعراء وروائيين عرب من المعاصرين· رغم إعلان الجزائروإيران إرادتيهما في الارتقاء بعلاقاتهما إلا أن معالم هذه العلاقة تشوبها عراقيل، ما يجعل المنجز لحد الآن غير كاف، بما تفسر ذلك؟ نحن نسعى لأن تتبلور العلاقات الثنائية في شكل واضح وملموس يخدم مصالح الجانبين، ولكن الحالة السياسية في المنطقة ربما تضع عراقيل أمام ما يصبو إليه البلدان، غير أن الإرادة واضحة في تطوير هذه العلاقات وقد يكون في المستقبل القريب نشاط للجنة الوزارية المشتركة بين البلدين، وهذه اللجنة عازمة أن تضع مشاريع مستقبلية رائدة في حقل الإنماء الاقتصادي والصناعات التكنولوجية· معروف عن الشعب الإيراني بأنه يمتلك نضجا ووعيا فكريا راقيا، ما هي صفات التيار الفكري الإيراني الحالي؟ إيران تستند إلى خلفية حضارية عريقة في الفكر الفلسفي والفكر الفقهي والأصولي العميق على مستوى الاجتهاد، من هنا فإن التوجه العام بالدراسات في إيران يتجه نحو العمق والابتكار والتجديد، وهذه أهم صفات التيار الفكري عندنا، إبتكار وتجديد نحو العمق والوصول إلى درجة الاجتهاد· أثريت المكتبة الجزائريةوالإيرانية باصدار جديد بعنوان ''تلمسان مقاومة وعرفان·· الجزائر بعيون إيرانية''، بماذا يخبر محمد علي أذرشب قراءه في هذا الكتاب ؟ في الحقيقة من خلال كتاب ''تلمسان مقاومة وعرفان·· الجزائر بعيون إيرانية''، ذكرت موقع الجزائر في عواطف الإيرانيين ومشاعرهم وتوقفت عند ما أنشده الشعراء الإيرانيون عن ثورة الجزائر وبطولاتها ونسائها العظيمات· كما سلطت الضوء على الظلم الذي ألحقته فرنسا بالشعب الجزائري، كما توقفت عند المشتركات الفكرية بين بلدكم وبلدي، فوجدت أن التصوف أو ما نسميه بالعرفان كلانا يمارسه بلغة مشتركة، وأيضا توقفت عند التطلعات والآمال والآلام التي يحملها الشعبان، حيث وجدتها مشتركة وتكاد أن تنطق بلغة واحدة· بشكل عام أستطيع القول دون مبالغة أن الجزائر تمثل الموقع الأول بين دول العالم في اهتمامات الإنسان الإيراني·