الغديوي: الجزائر ما تزال معقلا للثوار    مولودية وهران تسقط في فخ التعادل    مولوجي ترافق الفرق المختصة    قرعة استثنائية للحج    جبهة المستقبل تحذّر من تكالب متزايد ومتواصل:"أبواق التاريخ الأليم لفرنسا يحاولون المساس بتاريخ وحاضر الجزائر"    الجزائر تحتضن الدورة الأولى ليوم الريف : جمهورية الريف تحوز الشرعية والمشروعية لاستعادة ما سلب منها    المحترف للتزييف وقع في شر أعماله : مسرحية فرنسية شريرة… وصنصال دمية مناسبة    تلمسان: تتويج فنانين من الجزائر وباكستان في المسابقة الدولية للمنمنمات وفن الزخرفة    مذكرات اعتقال مسؤولين صهاينة: هيومن رايتس ووتش تدعو المجتمع الدولي إلى دعم المحكمة الجنائية الدولية    المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية تعزي عائلة الفقيد    قرار الجنائية الدولية سيعزل نتنياهو وغالانت دوليا    المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية تعزي في وفاة الصحفي محمد إسماعين    التعبئة الوطنية لمواجهة أبواق التاريخ الأليم لفرنسا    الجزائر محطة مهمة في كفاح ياسر عرفات من أجل فلسطين    الجزائر مستهدفة نتيجة مواقفها الثابتة    مخطط التسيير المندمج للمناطق الساحلية بسكيكدة    حجز 4 كلغ من الكيف المعالج بزرالدة    45 مليار لتجسيد 35 مشروعا تنمويا خلال 2025    47 قتيلا و246 جريح خلال أسبوع    دورة للتأهيل الجامعي بداية من 3 ديسمبر المقبل    تعزيز روح المبادرة لدى الشباب لتجسيد مشاريع استثمارية    نيوكاستل الإنجليزي يصر على ضم إبراهيم مازة    السباعي الجزائري في المنعرج الأخير من التدريبات    سيدات الجزائر ضمن مجموعة صعبة رفقة تونس    البطولة العربية للكانوي كاياك والباراكانوي: ابراهيم قندوز يمنح الجزائر الميدالية الذهبية التاسعة    4 أفلام جزائرية في الدورة 35    "السريالي المعتوه".. محاولة لتقفي العالم من منظور خرق    ملتقى "سردية الشعر الجزائري المعاصر من الحس الجمالي إلى الحس الصوفي"    الشروع في أشغال الحفر ومخطط مروري لتحويل السير    حادث مرور خطير بأولاد عاشور    السلطات تتحرّك لزيادة الصّادرات    بورصة الجزائر : إطلاق بوابة الكترونية ونافذة للسوق المالي في الجزائر    إلغاء رحلتين نحو باريس    البُنّ متوفر بكمّيات كافية.. وبالسعر المسقّف    وزارة الداخلية: إطلاق حملة وطنية تحسيسية لمرافقة عملية تثبيت كواشف أحادي أكسيد الكربون    مجلس حقوق الإنسان يُثمّن التزام الجزائر    مشاريع تنموية لفائدة دائرتي الشهبونية وعين بوسيف    اللواء فضيل قائداً للناحية الثالثة    المحكمة الدستورية تقول كلمتها..    المغرب: لوبي الفساد يتجه نحو تسييج المجتمع بالخوف ويسعى لفرض الامر الواقع    الأمين العام لوزارة الفلاحة : التمور الجزائرية تصدر نحو أزيد من 90 بلدا عبر القارات    دعوى قضائية ضد كمال داود    تيسمسيلت..اختتام فعاليات الطبعة الثالثة للمنتدى الوطني للريشة الذهبي    الخضر مُطالبون بالفوز على تونس    الشباب يهزم المولودية    سباق الأبطال البليدة-الشريعة: مشاركة أكثر من 600 متسابق من 27 ولاية ومن دول اجنبية    وزيرة التضامن ترافق الفرق المختصة في البحث والتكفل بالأشخاص دون مأوى    النعامة: ملتقى حول "دور المؤسسات ذات الاختصاص في النهوض باللغة العربية"    العدوان الصهيوني: الأوضاع الإنسانية في غزة تزداد سوء والكارثة تجاوزت التوقعات    الذكرى 70 لاندلاع الثورة: تقديم العرض الأولي لمسرحية "تهاقرت .. ملحمة الرمال" بالجزائر العاصمة    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المدير العام للتبادل الثقافي محمد حسين هاشمي لصوت الأحرار
نشر في صوت الأحرار يوم 25 - 02 - 2008


" أعتقد أن الثقافة تشكل البناء الأساسي لكل شعب.."
" الشعب الإيراني يكن كل المحبة و الاحترام والتقدير للجزائر و يقدر ثورتها العظيمة والكبرى التي جسدت في عالمنا اليوم صورة المقاومة الشريفة اتجاه المحتل واتجاه الغزو الأجنبي.."
بمناسبة الأسبوع الثقافي الإيراني بالجزائر الذي تواصل من 16 إلى 22 أبريل 2008 اغتنمتا الفرصة لإجراء لقاء ثنائي جمعنا من جهة مع سفير جمهورية إيران الإسلامية حسين عبدي أبيانه، ومن جهة ثانية دار حوار طويل بيننا وبين المشرف على هذه التظاهرة حسين هاشمي وقد كان الحديث في البداية مع هذا الأخير الذي كان متواجدا معنا بمقر السفارة وقد آثرنا أن تكون البداية معه بإذن من السفير بحكم إطلاعه وإلمامه بكثير من تفصيل المشهد الثقافي بإيران التي تشهد حركية واسعة وعلى جميع المستويات، ويمكن القول أنها بانتهاجها للسياسة التوفيقية بين الأصالة والمعاصرة استطاعت أن تواجه كثير من التحديات التي تحاول فرضها ثقافة العولمة على الشعوب الضعيفة، وتحقق العديد من المكاسب بما فيها تقنيان العلوم الحديثة.
أنا محمد حسين هاشمي المدير العام للتبادل الثقافي في رابطة العلاقات الثقافية ونتولى في إدارتنا العامة إدارة الأسابيع الثقافية الإيرانية بالخارج، والأسبوع الثقافي الذي انطلق بالجزائر تم الاتفاق عليه خلال زيارة الرئيس خاتمي للجزائر وذلك بلقاء جمع بين وزيري الثقافة لإيران والجزائر وانطلاقا من الاتفاق الذي تم بين المسؤولين بدأنا العمل والتنسيق مع وزارة الثقافة الجزائرية ولله الحمد تمت الأمور على أحسن ما يرام وانطلق الأسبوع الثقافي بشكل رسمي يوم السبت 16 فبراير 2008.
س: ما هي النشاطات التي شاركتم بها في الأسبوع الثقافي؟
لقد شمل مجموعة من النشاطات، المجال الأول في الموسيقى، هناك فرقة موسيقية معروفة تسمى فرقة "رودكي الإيرانية " وقد تأسست سنة 1993، و"رودكي" تعود إلى أحد شعراء إيران الكبار، وهذه الفرقة أنشدت وشاركت في مهرجانات موسيقية متعددة داخل إيران و خارجها، وهي تنشد كثيرا من الشعر والأدب والحكمة الفارسية المنسوبة لكبار الأدباء والشعراء وعلماء إيران، وطرازها الموسيقي هو من التراث الأصيل للموسيقى الإيرانية وهذا ما نحرص عليه في إيران، لأن الموسيقى بعد الثورة عادت إلى ذاتها وهويتها الإيرانية الإسلامية فهناك اندماج بين الموسيقى والحكمة و ما بين الموسيقى والعرفان، إضافة إلى الموسيقى هناك مجموعة من الأفلام السينمائية التي ستبدأ بعروضها بعد أيام قليلة وهذه الأفلام متميزة وحصل بعضها على جوائز ومن ضمنها "الشمس تشرق على كل مكان" الذي فاز بجائزة مهرجان إيطاليا سنة 2008 وحازت كذلك على الجائزة بطلة هذا الفيلم السيدة ميرلا زارعي التي نصطحبها معنا في الأسبوع الثقافي لتمثيل السينما الإيرانية، هذا إلى جانب وجود معارض للصناعات اليدوية الإيرانية التي تبرع فيها أصفهان إضافة إلى معارض أخرى في الخط الفارسي الذي يعبر عن الهوية الإسلامية لإيران التي تتجلى في كتابة القرآن الكريم وفي كتابة الدواوين الشعرية، وإضافة إلى ذلك هناك كذلك العمل على الحديد والخشب والرسم الإيراني الذي ينقسم إلى رسم معاصر يبرز الصور السياحية لإيران ورسوم تراثية التي نطلق عليها اسم "المنمنمات"، وفي الأخير هناك جناح لعرض الكتاب الثقافي والفني الذي مثلته مؤسسة الهدى للنشر والتوزيع، وكل الذي ذكرته لك أردنا من خلاله أن يكون نموذجا جامعا للمشهد الثقافي لإيران وليكون حلقة وصل أو لتعريف الشعب الجزائري بثقافتنا.
س: ما هو الانطباع الذي يمكن أن تسجلوه بعد عرض الأسبوع الثقافي هنا بالجزائر؟
ج: أولا هناك تعاون كبير بين وزارة الثقافة الجزائرية ورابطة الثقافة الإيرانية من أجل إقامة وإنجاح هذا المعرض ومن هنا أغتنم هذه الفرصة لأوجه التحية و الشكر لوزارة الثقافة وللمسئولين بالجمهورية الجزائرية الشقيقة على تعاونهم الكريم لإقامة هذا المعرض ولولا هذا التعاون ما كان يمكن أن نصطحب كل هذا العدد الكبير من الفنانين والعارضين وهذا الحجم الكبير للأعمال الإيرانية التي شاركت في المعرض، ولا بد وأن أشير هنا أننا استقبلنا بترحاب كبير من قبل الشعب الجزائري والنخب الثقافية والفكرية والحضور كان فاعلا و بالخصوص بعد الظهر، ووسائل الإعلام الجزائرية بكل منابرها والتي نوجه لها كل شكرنا غطت الموضوع بالشكل المطلوب.
س: سيد هاشمي وأنت تتحدث عن التواصل، ما هو حجم التواصل ما بين النخبة الإيرانية والنخبة الجزائرية من جهة وما بينها وبين النخب العربية بصفة عامة؟ وهل أنت راض على مستوى هذا التواصل؟
ج: إقامة الأسبوع الثقافي هو في حد ذاته يشكل خطوة من خطوات التواصل واللقاء بين النخب الثقافية والفكرية بين البلدين، ولا يمكنني القول إنني راض على مستوى هذا التواصل رغم أن الشعب الإيراني يكن كل المحبة و الاحترام والتقدير للجزائر ويقدر ثورتها العظيمة والكبرى التي جسدت في عالمنا اليوم صورة المقاومة الشريفة اتجاه المحتل واتجاه الغزو الأجنبي، والمسئولين في الجمهورية الإيرانية لا يخفون أنهم تلقنوا درسا من الثورة الجزائرية، هناك معرفة وهناك تواصل من هذا الجانب وإن كان غير كاف وقد ترجمت العديد من الكتب لقادة الثورة الجزائرية إلى الفارسية وطبع منها مئات الآلاف، وباعتقادي على النخب الثقافية والفكرية للبلدين أكثر تواصلا من ذي قبل في مجال المؤتمرات واللقاءات الفكرية ومعارض الكتب والمهرجانات الموسيقية، وهذه الخطوة التي أقدمنا عليها بإقامة الأسبوع الثقافي الإيراني بالجزائر ستليها في الأشهر القليلة المقبلة خطوة لإقامة الأسبوع الثقافي الجزائري في طهران وستكون فرصة للقاء المباشر و الاحتكاك بين نخب البلدين للتعرف على بعضهم البعض أكثر، وبعد ذلك ومن خلال الزيارة المرتقبة لوزيرة الثقافة الجزائرية لطهران سيتم التوقيع على برنامج التبادل الثقافي ومن بناء عليه يمكن أن نصل إلى تفعيل الكثير من النشاطات بين البلدين.
س: تحدثت عن حركة الترجمة في إيران التي عملت على ترجمة الكتب المتعلقة بالشخصيات الثورية للجزائر إلى اللغة الفارسية، ماذا عن ترجمة الأعمال الفكرية والإبداعية؟
ج: ما تحدثت عنه من ترجمة الكتب إلى الفارسية كان بالخصوص عن المجاهدة الكبيرة "جميلة بوحيرد " وعن شخصيات أخرى مجاهدة بداية من الأمير عبد القادر إلى الإمام عبد الحميد بن باديس وهذه النوعية من الكتب غطت مساحة كبيرة من المكتبات التي تناولها القراء، و لكن ما نصبوا إليه لا يتوقف عند ذلك فقط وإنما ليكون هناك تواصل في مجال النشر والكتاب، ومع الأسف لم نصل إلى المستوى المطلوب وذلك راجع إلى أنه المحيط العربي لا يسمح بذلك رغم أن الشارع العربي يعلم ما يحدث في إيران من تحولات، فمثلا في إيران يطبع حوالي أربعة آلاف كتاب سنويا كعناوين جديدة في جميع المجالات و بالتالي لا أرى في العالم العربي ما يترجم أو يطبع من هذا الكم الهائل الذي ينشر في إيران، و من الأشياء المهمة التي تحدث اليوم في إيران أنها ساحة فاعلة و نشطة و هناك حراك فكري و ثقافي و سياسي في إيران و هناك كثير من الزخم الثقافي المكتوب الذي لا يأخذ طريقه إلى الترجمة في العالم العربي، و هنا لا بد و نعبر عن أسفنا من حيث أن هذا المنتوج يترجم إلى العديد من اللغات الأجنبية في أوروبا و أمريكا و الغرب عموما أكثر مما هو عليه في العالم العربي الذي لم يعد يكتشف ماذا يحدث في إيران إلا من خلال ما ينشر و يذاع في الغرب، و هذا الوسيط في كثير من الحالات ما يعمل على تشويه الثقافة و الحضارة الإيرانية و هو في اعتقادي هو وسيط غير نزيه و لا يؤتمن على نقل الحقيقة و لا يجب الاعتماد عليه للتعرف على ما يحدث في إيران و للأسف كذلك الثقافة المتابدلة بيننا في إيران و بين الجوار العربي تتم عبر عنصر ثالث بيننا، و هذا الوسيط كما ذكرت لك يسيء في بعض الأوقات للطرفين الإيراني و العربي و هو يحاول ما أمكن تشويه الصورة و بالتالي لا يمكن اعتباره وسيطا أمينا و نحن أقرب من أن نكون إخوة و من عائلة واحدة و ينبغي أن يكون تواصلنا مباشرا مع بعضنا البعض، و في الجانب المقابل العلماء و المفكرون في إيران حريصون جدا على معرفة كل ما يحدث في الساحة الفكرية و الثقافية في العالم العربي و لذلك الكثير من الكتب العربية تصل إلى إيران و تترجم إلى الفارسية، و المثقف العربي بحكم الجوار و لاعتبارات كثيرة هو أقرب للساحة الإيرانية من أي مثقف آخر و هذا لن هنا دولة إيرانية واحدة و دول عربية كثيرة متعددة، و معرض الكتاب الدولي السنوي الذي يعقد في إيران هو في الحقيقة مظاهرة ثقافية تشارك فيه العديد دور النشر العربية و الأجنبية و من خلال ذلك كله يسمح للشعب الإيراني من أن يطلع على ما يطبع من كتب أو على ما يحصل من تطور في مجال الفكر و الثقافة و الفنون في العالم العربي.
س: نستنتج السيد هاشمي من حديثك أنك غير راض عن مستوى التواصل بين إيران و الجوار العربي، هل تقع مسئولية ذلك على النخبة المثقفة أم على النخبة السياسية؟
ج: يا سيدي لا أنكر ما للسياسية من تأثير في هذا المجال و عادة في العالم العربي والإسلامي وفي الشرق عموما السياسة لها دخل في كل الأمور والمواقف السياسية للدول قد تحول من التواصل الثقافي والفكري والفني بين النخب وعادة لما تكون العلاقات السياسية دون المستوى المطلوب ينعكس ذلك تماما على المشهد الثقافي و بالتالي تقع الثقافة و المثقفون ضحية تحت وطأة السياسة والسياسيين وعندما تكون العلاقات طيبة وجيدة تجد النخب المثقفة ولا شك أن هناك متسعا ومتنفسا للتواصل فيما بينها، وهذا واقع ينبغي أن نعترف به ولا نتجاهله و لكن في نفس الوقت أعتقد أن النخب تستطيع أن تتحرك خارج هذا الإطار من خلال وسائل الإعلام المفتوحة عبر العالم الإسلامي ومن خلال الاجتماعات والمؤتمرات التي تعقد في العديد من عواصم العالم سواء في الشرق أو في الغرب وعليه ينبغي فتح أبواب أخرى للتواصل و كسر الحواجز، وإيران كدولة إسلامية و جارة للعالم العربي والمدافعة عن قضاياه المشروعة أن الأرضية مناسبة لأن تستقبل في كل يوم وفي كل وقت و القلب مفتوح لاستقبال الأدباء والمفكرين العرب والعكس بالعكس، وأتصور أن الوقت اليوم هو أفضل بكثير مما كان عليه في وقت مضى.
س: أشرت إلى قضية مهمة وهي الكم الهائل الذي يطبع من الكتب سنويا في إيران، كيف هي سياسية الكتاب في إيران و نسبة المقروئية هناك، علما أن نسبة المقروئية في العالم العربي هي متدنية جدا حسب ما أشارت إليه بعض الإحصائيات الرسمية بسبب الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها المواطن؟ ج: هذه المشاكل التي ذكرتها و التي ابتلي بها العالم العربي البعض منها موجود كذلك إيران، والهجمة الثقافية الغربية الشرسة أثرت على هذا الأمر، أما عن الكتاب في إيران فله ملف خاص وتوجه خاص، والقادة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية جلهم من المثقفين، وما يفرق إيران عن باقي بعض الدول العربية والإسلامية، أن قادة الثورة في إيران جلهم من الشخصيات الثقافية والفكرية، إما أنهم جاءوا من الحوزات العلمية الدينية وإما جاءوا من الجامعات التي تدرس العلوم الحديثة، فمثلا رئيس جمهورية إيران الدكتور أحمدي نجاد هو أستاذ جامعي له باع طويل في التدريس والأوساط العلمية تعرفه قبل أن تعرفه الأوساط السياسية وسماحة القائد علي خامنئي هو رجل فذ قبل أن يكون رجل سياسة هو من الشخصيات الثقافية، ينشد شعرا بالفارسية وبالعربية و يجتمع دوريا بالكتاب و الشعراء العرب وقد كان يستمع إليهم في الأشهر القليلة الماضية بلهفة وباهتمام بالغ و يتذوق حتى الشعر معهم وقد كان من بينهم شعراء خوزستان من العرب ومن فلسطين ولبنان وكثير من الدول العربية الأخرى، والسيد القائد ليست له توجهات فكرية وشعرية فحسب وإنما له توجهات حتى في المجالات الفنية الأخرى، فهو له رأي في الموسيقى وكثير من الفنون وله ذوق في كثير من المجالات وهذه القضايا وللأسف يطغى عليها الجانب السياسي، والمهم أن المسئولين في إيران توجهاتهم الثقافية تطغى وتتقدم على توجهاتهم السياسية. أما عن الكتاب وهو موضوع مهم، فوزارة الثقافة والإرشاد تأخذ على عاتقها دعم الكتاب ودعم الكتاب كذلك، فالورق المخصص لطباعة الكتب مدعم وكذلك في مجال تكاليف الطباعة و هناك دعم مباشر لدور النشر، وموضوع الرقابة الذي أثرته معي هو محدود جدا وقد انحصر في قضيتين أساسيتين، الأولى أنه لا ينبغي للكتاب أن يهين الدين أو ينتقص من قدسية الديانات السماوية والأمر الثاني هو ألا يعمل على إشاعة الإباحية في المجتمع و يخالف قوانين الجمهورية، إن كان عبر التصوير أو عبر الكتابات الإباحية، وخارج هذه الضوابط تستطيع أن تكتب وتبدع كيفما شأت بما فيها السياسة المضادة للحكومة وللدولة وللنظرية الحاكمة في إيران..
س: وهل نفس الشيء معمول به في الصحف؟
ج: أبدا، لا يوجد هناك أي رقابة قبلية على ما تنشره الصحافة ، بالنسبة للكتاب كما قلت لك قبل طبعه لا بد و أن يحصل صاحبه على الإجازة من وزارة الإرشاد في حالة ما إذا التزم بالضابطين الذين أشرت لهما سلفا، أما الصحافة فهناك رقابة بعد الطبع لأن هناك قانون للمطبوعات و هناك محكمة للمطبوعات وهناك هيئة للدفاع عن المطبوعات، فبعد طبع الصحيفة إذا ظهر هناك إشكال يؤخذ على صاحب الجريدة ويتابع حسب قوانين الجمهورية مع وجود هيئة للدفاع. موضوع المكتبات و المقروئية في إيران هو جميل جدا، فلقد تضاعف عدد المكتبات عبر كامل المدن والمحافظات والأرياف مع الانتشار الواسع للكتاب الذي كما قلت لك هناك أربعة آلا ف كتاب عنوان جديد يطبع سنويا في إيران، بالإضافة إلى تولي وزارة الإرشاد بإقامة معرض كتاب كل شهر في محافظة معينة.
س: ونحن نتحدث عن الرقابة، ما هو تعليقك على من يقول أن المواطن الإيراني لا يمكنه أن ينصب جهاز استقال للفضائيات إلا بتسريح من رئيس البلدية أو من بعض الأجهزة في الدولة، بما يعني ليست له الحرية الكاملة في مشاهدة الفضائيات العالمية؟ وما هو تعليقك كمراقب على الوثيقة التي خرج بها مؤخرا وزراء الإعلام العرب بخصوص ضبط النشاط الإعلامي في العالم العربي؟
ج: رغم أننا لم نكن طرفا في هذا الاجتماع الذي يخص إخواننا العرب و لكني كمراقب أرى أن الإعلام المفتوح الذي يشهده العالم تجاوز كل الخطوط و هذه الضوابط التي تريد أن تضفي المزيد من القدسية على الحاكم لم تعد ممكنة ولا تأثير لها على الواقع، فكثير من الفضائيات وكثير من المحطات تجاوزت هذا الأمر تماما و لم تعد هناك خطوط حمر أو صفر، وأتصور أن العالم العربي والإسلامي في حاجة إلى انطلاقة جديدة في مجال المعلوماتية والمهم ليس وضع قيود أو حدود لهذه الفضائيات وإنما المهم أن ترشد هذه الفضائيات وسائل الإعلام بصفة عامة حتى تسير الأمة الإسلامية في الطريق الذي يجب أن تسير عليه والحيلولة بينها وبين وصول الحقيقة لا يغير من الواقع شيئا. أما بخصوص التقاط الفضائيات العالمية فالجمهور الإيراني يمر بمرحلة انفتاح كبير على العالم الخارجي وعلى جميع الأصعدة، كل ما هنالك أن هناك قنوات غير مرغوب فيها يأباها ديننا الحنيف وأخلاقنا الإسلامية وعليه لا نسمح للقنوات الإباحية بالدخول إلى بيوتنا وهناك حدود في هذا المجال على هذه القنوات المشبوهة والمنحلة، أما البقية الباقية فهي ترى وتشاهد في كامل أنحاء الجمهورية الإيرانية كما تشاهد في العالم العربي والإسلامي ككل.
س: نظرا لارتباطك بموعد السفر ومغادرة الجزائر اسمح لي هاشمي بآخر سؤال، وهو أن بإيران منابر ومؤسسات مهمة في إيران تصنع المشهد و الحدث الثقافي وهما مؤسسة الحوزة ومؤسسة الجامعة، بشكل مختصر ما هي الفوارق الأساسية بين هذين المؤسستين؟
ج: الحوزات العلمية هي مراكز دينية لها عمق تاريخي في إيران يعود لعشرات السنين وحتى نقرب الصورة للشعب الجزائري يمكن أن نقول أن هذه الحوزات مثلها مثل الزوايا العلمية عندكم، والحوزات هي كذلك مراكز للبحوث يتخرج منها مراجعنا وعلماؤنا و مفكرينا الإسلاميين الذين يتولون المسئولية اليوم، و قادة الثورة قد تخرجوا من هذه الحوزات والإمام الخميني رحمه الله هو أحد رجالات هذه الحوزات العلمية وكذلك سماحة الإمام القائد علي الخامينائي، فالحوزات تخرج المتخصصين في الشأن الإسلامي والديني، أما جامعاتنا التي أقيمت على الطراز الجديد فهي تتواصل مع العلوم الحديثة، ومنذ انطلاق الثورة هناك حرص على أن يكون هناك تكامل ما بين الحوزة و الجامعة وبتوصية من القيادة التي أوجدت لجان متعددة للقيام بهذا الدور، وأتصور أن التواصل بين العلوم الحديثة والعلوم الدينية في إطار من التوافق يغير من وجه إيران الحضاري و الفكري و هذا ما حصل بالفعل في إيران اليوم.
شكرا لك هاشمي و قبل أن نختم هل يسمح لنا على عجالة سعادة سفير إيران من تقديم كلمة في الموضوع و بمناسبة الأسبوع الثقافي الإيراني بالجزائر حتى يكون للقاء بعدا دبلوماسيا له نكهته الخاصة؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.