كيف تقيم أداءكم أمام إفريقيا الوسطى، وأنت الذي كنت وراء تسجيل الهدف الأول للمنتخب؟ لم أتوقع التسجيل، لكن تمركزت في موقع جيد لأنني أدرك جيدا بأن زميلي قادير يحسن تنفيذ الركنيات، ووفقني الله في فتح مجال التهديف، كما أن الهدف الذي سجلته حرر زملائي من الناحية المعنوية وقادهم لإحراز الهدف الثاني· الأمور تسير من الحسن إلى الأحسن، خاصة بعد العمل الذي قمنا به قبل المواجهة، فهي سابقة من نوعها بالنسبة لنا أن نعمل بهذه الوتيرة مع مدرب وطني، فطيلة الأسبوع الذي قضيناه هنا بالجزائر ونحن نعمل بجدية كبيرة وبإرادة مضاعفة تحت وصاية المدرب الوطني وحيد حليلوزيتش، كما أن كل هذا العمل مكننا من تقديم مردود طيب وأداء مقبول، لكن يجب أن نضع الأرجل فوق الأرض ونواصل العمل بجدية حتى نصل إلى المستوى المطلوب· الهدف المبكر الذي سجلته سهّل من المأمورية، أليس كذلك؟ أكيد، لكن حتى نحن واصلنا بعد ذلك ضغطنا وسيطرتنا، فغالبا ما يكون الهدف المبكر نقمة، لكننا ضغطنا وسيطرنا وتمكنا من تسجيل هدف ثانٍ قبل نهاية المرحلة الأولى، ما سهّل علينا المهمة بعض الشيء، مقارنة بما كان سيحدث لو أننا لم نسجل، والدليل على ذلك أن فرصا أخرى سانحة للتهديف أتيحت لنا وكان بمقدورنا أن نعمّق الفارق على إثرها· هل غياب الضغط خاصة في ظل مقاطعة الجماهير للقاء سهّل من مأموريتكم للفوز على منتخب إفريقيا الوسطى؟ بالعكس، المهمة كانت صعبة بالنسبة لنا قبل بداية اللقاء، حيث كنا مطالبين بالفوز من أجل الدفاع عن شرفنا، الأمر الذي جعلنا ندخل اللقاء تحت ضغط رهيب، لكن بإرادة كبيرة· نحن ندرك جيدا أن الجمهور الجزائري غاضب جدا عليا بعد إقصائنا من كأس أمم إفريقيا ,2012 لكن نطلب منه أن يساندنا ويضع ثقته فينا، ولن نخيبه مستقبلا · لم تتلقوا تهديدا كبيرا من الخصم، لماذا؟ عدم وصول الفريق الخصم كثيرا إلى مرمى المنتخب الجزائري في هذا اللقاء يرجع إلى أن الجميع ساهم في الدفاع، وهو ما ساهم أيضا في شلّ تحركات الفريق الخصم وعدم تلقي تهديدات من قبل إفريقيا الوسطى· المنتخب الوطني بدأ يتعلم كيف يهاجم ككتلة واحدة ويدافع بنفس الطريقة، وهو ما طبقناه في الشوط الأول من المباراة، وفي بعض فترات الشوط الثاني، هذه الطريقة ساعدت كثيرا منتخبنا الذي فاز بثنائية أمام إفريقيا الوسطى· هل لمسة المدرب الوطني وحيد حليلوزيتش كان لها أثر؟ هو يعمل بجدية كبيرة وغيّر أشياء كثيرة داخل المنتخب، حيث رفع حليلوزيتش من وتيرة العمل خلال التدريبات وأصبحنا نشعر بالتعب وراء كل حصة تدريبية، كما أن الأخير يسعى لخلق روح الجماعة، وطلب من اللاعب الانضباط من الناحية التكتيكية· كل مدرب لديه لمسته وطريقة عمله، ومدربنا سعى منذ قدومه إلى جعلنا نلعب بطريقة هجومية محضة دون إهمال دورنا الدفاعي طبعا، طبقنا ذلك بحذافيره بالإعتماد على الكرات القصيرة والتمرير فيما بيننا والتوغل على الأجنحة، وهو ما منحنا فرصا عديدة للتهديف سجلنا على إثرها هدفين، وكان بمقدورنا إضافة أهداف أخرى لو جسدنا الفرص التي أتيحت لنا، ولا ننسى أن اللاعبين جميعا كانت تحذوهم رغبة كبيرة في تحقيق الفوز، سواء من لعبوا كأساسيين أو الاحتياطيين· هل التأهل لنهائيات أمم إفريقيا 2013 ومونديال 2014 ممكن مع حليلوزيتش؟ بالطبع، هذا المدرب يملك شخصية قوية وقادر على قيادتنا نحو التأهل، لكن في الوقت الحالي علينا أن نفكر في العمل ومضاعفة المجهودات لكي نكون جاهزين مستقبلا· كيف تتوقع المستقبل بعد هذا الفوز؟ هو فوز معنوي ومهمّ، صحيح أننا خرجنا من التصفيات ولم نتأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا ,2012 إلا أننا مطالبون بطي الصفحة وفتح صفحة جديدة في المستقبل، هذا الفوز سيعبّد لنا الطريق لتحقيق نتائج أفضل، فهناك تحديات تنتظرنا مع مطلع الموسم الجديد، وعلينا أن نتأهب لموعدي تونس والكاميرون جيدا كي نحضر أنفسنا كما ينبغي لما ينتظرنا في تصفيات كأس إفريقيا 2013 وتصفيات كأس العالم ,2014 وهي نهائيات علينا ألا نغيب عنها·