"من يقولون إنه لم تكن توجد ركلة جزاء لا يفقهون شيئا في كرة القدم" "لم يكن من الواجب أن نكون كالبارصا من أجل هزم المغرب" "أتمنى أن يضع فينا الجمهور الجزائري ثقة أكبر من هنا فصاعدا" "إذا كان المغرب يملك ڤيريتس فنحن لدينا بن شيخة وفخورون به" "الكثير منا غلبتهم الدموع لما كنا نشاهد فيديو أم درمان" "بن شيخة كان محقا لما تركنا نعايش ضغط الجمهور" "عندما يعود مغني سأترك له الرقم 10 لأنه يناسبه كثيرا" "لو جسد غزال وبودبوز الفرص التي أتيحت لهما لكنا في مأمن منذ الشوط الأول" "توقفوا عن القول إن ركلة الجزاء لم تكن شرعية" "احتراما للمغاربة لن أقول إننا سنتنقل إلى هناك لجلب 3 نقاط" حسان يبدة الذي سجل أول هدف له مع "الخضر" الأحد الفارط بمناسبة لقاء المغرب، لم يكن يأمل أن يكون ذلك في ديكور خاص بملعب عنابة الذي كان في حالة جنون وفي لقاء ورث فيه شارة القائد بعد خروج عنتر يحيى الاضطراري. ركلة الجزائر الذي سددها بنجاح أدخلت فرحة عارمة في قلوب كل الجزائريين، يبدة ودون أن يطرح أي سؤال أخذ كل مسؤوليته وقذف الكرة التي فجرت الملعب، قبل لقاء الأحد الفارط لم يكن هناك إلا زياني الذي بمقدوره أخذ المسؤولية وتسديد ركلة جزاء بتلك الأهمية لكن اليوم المنتخب الوطني يملك لاعبين هما كريم وحسان، لاعب "نابولي" الذي هو في طريقه لتأدية أفضل موسم له على الإطلاق في مسيرته سواء مع النادي الذي يلعب فيه أو مع المنتخب الوطني قبل الرد على كل الأسئلة التي طرحناها عليه في حوار استثنائي أجريناه معه بفرنسا، وهذا بعد أن تنقل لزيارة عائلته في "آلفور فيل" بعد مباراة المغرب. كيف هو حال محرر "الخضر" في عنابة؟ (يبتسم ويصر على تصحيح ما قلناه له)، لا لست المحرر بل أحد المحررين لأنه لو شاهدتم جيدا جميعنا كان متحدا في هذا اللقاء. من المؤكد بعد لقاء مثل الذي خضناه أمام المغرب أن ننسى التعب سريعا ولا نحتفظ إلاّ بالفرحة التي تقاسمناها مع شعبنا. بالنسبة لك كيف تقيم مردودك الشخصي في هذا اللقاء؟ أقول إنه مع الفوز الذي حققناه كل شيء مر بطريقة جيدة بالنسبة لي. بصراحة أنا سعيد بهذه النتيجة وسعيد أكثر بما قدمته للتشكيلة في هذا اللقاء. وماذا بالنسبة للمردود العام للمنتخب الوطني؟ أعتقد أن فريقنا كان منتشرا بطريقة جيدة على أرضية الميدان حيث كنا جيدين مثلما جرت عليه العادة من الناحية الدفاعية، لقد قمنا بكل شيء من أجل الضغط على المنافس منذ البداية من خلال تسجيل هدف في الدقائق الأولى وهو السيناريو الذي حدث في نهاية المطاف، بعد أن أخذنا الأسبقية قررنا أن نلعب بخطة أكثر دفاعية لأنه في الوقت الذي كنا فيه متفوقين بهدف دون رد لم يكن مهما بالنسبة لنا أن نجازف وأن نصنع نحن اللعب حيث تركنا للمنافس هذه المهمة مع العمل على إيجاد ثغرات في دفاعه حين كنا نقوم بهجمات معاكسة، لقد كنا قريبين من إضافة هدف ثان كان سيجعلنا في أمان عن طريق عبد القادر غزال أو رياض بودبوز لكن ذلك لم يحدث، المهم أن الطريقة التي لعبنا بها نجحنا فيها مادمنا قد حافظنا على الهدف الذي سجلناه في البداية وهو الأمر الذي من الواجب أن نحتفظ به من هذا اللقاء. شاهدنا رغبة كبيرة منكم في عدم ترك أي فرصة للمنافس من خلال الروح القتالية التي لعبتم بها، أليس كذلك؟ هذا أمر صحيح، حيث أن لا أحد منا كان سيرضى بتضييع النقاط التي كانت ستمنحنا أول فوز لنا منذ انطلاق التصفيات وهذا خاصة بعد أن سجلنا الهدف، لقد كنا نحس أننا متضامنون فيما بيننا وكل واحد منا كان يمكنه أن يعتمد على زملائه الآخرين، كانت هناك رغبة جامحة من الجميع وكل واحد منا كان يبذل المجهود اللازم من أجل تجاوز عقبة المغرب، أعتقد أن كل شيء كان رائعا خاصة وأننا كوفئنا على ما قدمناه يومها وجميعنا اليوم فرح لما حصل. الكثير من المغاربة يقولون إن ركلة الجزاء لم تكن شرعية فهل أعدت مشاهدة اللقطة؟ لقد شاهدتها في وقت سابق (بعد عودته إلى نابولي) وأعتقد بكل صراحة أن كل الذين يقولون إنها ليست شرعية لا يفقهون شيئا في كرة القدم، اللقطة واضحة حيث كانت هناك يد في منطقة العمليات، كفوا عن قول إن الركلة لم تكن شرعية وعلى كل حال كان هناك حكم على أرضية الميدان وهو صفر ركلة جزاء وقراره لا كلام بشأنه. وأنت سجلت الركلة بكل روعة... نعم (يضحك)... لقد كنت محظوظا بتسديد ركلة الجزاء هذه وقد سجلتها ومنحت السعادة إلى الجميع. نعود إلى ما قبل المباراة، حيث وجدتم أنفسكم مع بعض دون لعب أي مباراة منذ شهر نوفمبر الفارط وبتربص أقل من المغرب الذي حضر للقاء في هدوء تام، ماذا كنتم تقولون قبل المباراة وهل كنتم متشائمين أم ماذا؟ من ناحيتنا كنا واثقين جدا من الفوز، حيث أننا في مثل هذه الوضعيات تكون ثقتنا كبيرة في أنفسنا وكنا من البداية نعرف ماذا كان في انتظارنا، لقد سجلنا نتيجتين سلبيتين أمام تانزانيا وإفريقيا الوسطى... أمام تانزانيا في ملعبنا ضيعنا الكثير من الفرص وكان بإمكاننا أن نفوز ب 5 أو 6 أهداف مقابل 1 لكن للأسف الشديد أنهينا اللقاء بالتعادل الإيجابي (1/1)، وأمام إفريقيا الوسطى أدينا لقاء سيئا وأعتقد بصراحة أننا استحقينا يومها الهزيمة. من هذا المنطلق أمام المغرب في لقاء لعبناه بحضور جمهورنا كنا نعلم جيدا أن الخطأ ممنوع بالنسبة لنا، لقد كنا نحس أننا في حال جيدة خلال فترة تحضيراتنا التي سبقت اللقاء وفي أذهاننا كنا ندرك أن أهم لقاء هو لقاء المغرب لهذا كان من الضروري الفوز به من أجل استرجاع حظوظنا في التأهل. لقد كنا جميعا ندرك أن هذا اللقاء فرصتنا الوحيدة من أجل الإقلاع ومنحنا الثقة اللازمة من أجل مواصلة ما تبقى من مشوار في أفضل الظروف، كل المجموعة كانت تعي أهمية هذه اللقاء ومتأكدة من الفوز به وصدقني لم نكن خائفين من أي شيء وهذا ما تأكد منذ بداية المباراة، حيث شعرنا بسرعة بأننا أفضل من المنافس والفوز لا يمكن أن يضيع منا بالرغبة التي كانت تحدونا وخاصة مع الأجواء الرائعة التي كان يصنعها جمهورنا في المدرجات. من كان يتكلم أكثر فيكم من القدامى من أجل طمأنة اللاعبين الجدد أثناء فترة التحضيرات، أنت، زياني، عنتر يحيى أم بوڤرة؟ عنتر، كريم، مجيد... كنا كلنا هنا من أجل القول إن المغرب يملك منتخبا جيدا لكن وجب أن لا ننسى أننا نحن أيضا نملك لاعبين جيدين ومنتخبا جيدا أيضا. لم يكن ينقصنا شيء عن المغرب وهنا بودي التأكيد أن المنتخب المغربي أدى مباراة جيدة وكان يمكنه أن يفوز علينا هو أيضا لكن في تلك السهرة نحن من ظفر بالنقاط الثلاث للقاء ونحن سعداء كثيرا بذلك اليوم. في النهاية، لو نلاحظ الكيفية التي دخلتم بها اللقاء نقول إن المنتخب الجزائري ليس بحاجة للتحضير في مخبر من أجل الفوز بلقاءاته الكبيرة، أليس كذلك؟ (يضحك)... فعلا، لكن من أجل الفوز بهذا اللقاء لم يكن واجبا أن نكون برشلونة. لم يكن لازما انتظار أن نقدم كرة قدم كبيرة، هذا اللقاء كان في غاية الأهمية بالنسبة لنا والنقاط الثلاث فقط ما كان يلزمنا من أجل محو تعثرينا السابقين وهذا كان أهم شيء عندنا حيث لم يكن في رصيدنا قبل اللقاء إلا نقطة واحدة وكنا في مؤخرة ترتيب المجموعة ومنافسونا في رصيدهم 4 نقاط. نحن لعبنا أمام جمهورنا ويضاف إلى هذا أن المدرب لم يكن لديه الوقت الكافي لتحضير اللاعبين دون نسيان العدد الهائل من المصابين... أتمنى فقط أن نعمل جيدا قبل مباراة العودة من أجل اللعب يومها بشكل أفضل. المغرب يملك مدربا أجنبيا هو "ڤيريتس" الذي انهزم أمام بن شيخة المدرب المحلي وهو ما يؤكد أن نظرية المدرب الأجنبي ليست بمأمن عن كل المخاطر، فما هو رأيك؟ الجميع يشهد على إمكانات "ڤيريتس"، كلنا نعلم أنه مدرب كبير وهو قام بأشياء جيدة مع "مارسيليا" وفي الماضي لما كان يعمل في هولندا، وكلاعب هو أيضا أدى مسيرة كبيرة جدا لكن نحن لدينا السيد بن شيخة الذي يعمل معنا بشكل جيد وفقط، نحن فخورون وسعداء لأنه مدربنا وهو جيد. حتى إن كان بن شيخة ليس معروفا مثل "ڤيريتس" في الخارج فإن الناس قد يبدؤون في تغيير تفكيرهم الآن بخصوص المدرب المحلي بعد أن فاز مدربنا الوطني على نظيره المغربي، أليس كذلك؟ في الخارج لا أعرف درجة شعبية بن شيخة، لا أعتقد أنه معروف كثيرا خارج تونس وبلدان الخليج أين عمل، لكن الأكيد أننا متواجدون معه في الداخل ومتأكدون بأنه يملك مؤهلات كبيرة ونعلم جيدا أننا بين يدي مدرب جيد. ما هي لمسة بن شيخة مقارنة بسعدان؟ لا أريد أن أقوم بمقارنة بين الشخصين، وسأكتفي فقط بالقول إن بن شيخة شخص يعرف جيدا كرة القدم ويعرف تحليل أداء منافسينا ونحن نعمل كثيرا معه من الناحية التكتيكية، هو يعرف جيدا ما يفعل أمام أي منتخب نواجهه حيث يشاهد مبارياته ويجد نقاط ضعفه... بصراحة هو مدرب جيد. كيف تلقيتم نبأ عدم مشاركة زياني في اللقاء في وقت كنتم تقومون فيه بالحركات الإحمائية؟ في الليلة التي سبقت اللقاء أحس ببعض الآلام ولم يكن متأكدا من أنه سيكون جاهزا 100 لخوض هذه المواجهة. وهل تخوفتم من غيابه بالنظر إلى وزنه في التشكيلة؟ لا، لا، بصراحة لا، كنا نعتقد أنه سيلعب اللقاء وسيأخذ مكانته في التشكيلة الأساسية لكن شاهدناه بعد ذلك يمسك فخذه أثناء فترة التسخينات ووقتها طرحنا السؤال حول مقدرته على المشاركة في اللقاء ولو أننا كنا متأكدين بأن "كادير" (يقصد غزال) بإمكانه تعويض زياني دون مشكل وهو ما كان عليه الحال، حيث أدى غزال مباراة في المستوى. ماذا يمكن أن نقوله لما نرى أن لاعبا أساسيا مثل زياني يقرر عدم المشاركة في آخر دقيقة ويقترب منكم ويقول لكم "هيا يا زملائي سيكون الأمر بدوني هذه الأمسية"؟ في هذه اللحظة نقول إننا مجبرون على اللعب بدونه وعلينا أن نقدم أكثر مما هو مطلوب منا من أجل المجموعة بأكملها. هل غياب لاعب في آخر لحظة يقوي أكثر روح المجموعة؟ هذا أمر أكيد حيث أننا نتضامن أكثر فيما بيننا وقتها، نحن كنا نعلم جيدا أن كريم (يقصد زياني) كان يريد لعب هذا اللقاء وتقديم كل ما لديه لكن للأسف الشديد هو أحس بآلام حادة، تكلمنا فيما بيننا وقلنا إنه من الواجب أن نفوز باللقاء أيضا من أجله. من جانب المنتخب المغربي كان يوسف حاجي غائبا، ومن الجزائر كان ينقص مطمور، مغني، بوڤرة، زياني، حليش، قادير وڤديورة دون نسيان إصابة عنتر يحيى أثناء اللقاء، ألا ترى أن هذه الغيابات كثيرة؟ من الواضح أنها كثيرة، لكن أعتقد أن المغرب يملك لاعبين جيدين بكثير من الفرديات وكذا مدرب كبير وقد كان لديهم كل شيء من أجل النجاح ونحن أيضا مثلهم حتى إن كنا قد واجهناهم ونحن منقوصين بعدد كبير من اللاعبين، أعتقد أننا استحقينا الفوز بهذا اللقاء مع تواجد اللاعبين الذين عوضوا الغائبين، نحن من حقنا أن نفكر في أن فريقنا أصبح تعداده ثريا بتواجد لاعبين جدد أرضى مستواهم جميع المتتبعين. ألا تعتقد أننا فزنا الآن بوجود مقعد بدلاء محترم يمكن وضع الثقة فيه؟ هذا أكيد، وهو أمر مفرح للمنتخب، كل الناس شاهدوا ما قدمه اللاعبون الجدد حيث أنهم أدوا دورهم على أفضل حال مثلما كان مطلوب منهم فعله، هذا أمر جيد للمجموعة وللمنتخب الوطني الذي سيكون من حسن إلى أحسن مستقبلا بتواجد لاعبين بإمكانات جيدة. = ڤيريتس والمغاربة، رددوا قبل اللقاء بأن غياب بوڤرة ما هو إلا خدعة من بن شيخة لإرباكهم... == لا، هذه الخدع والممارسات ليست من اختصاصاتنا، كنا دوما صرحاء عندما يتعلق الأمر بإصابات اللاعبين داخل المجموعة، كنا نبلّغ دوما مسبقا بأسماء المصابين، ومن سيخلفونهم يوم اللقاء، وهذا ما حدث في لقاء عنابة، فمن دخلوا مكان المصابين كانوا يعلمون من الأول أنهم سيلعبون، ودخلوا وأعطوا كل ما عندهم، في صورة مصطفى، مصباح وبوزيد، صحيح أنهم لم يلعبوا كثيرا في السابق إلا أنهم لعبوا مباراة كبيرة. = ما الذي قاله لكم بن شيخة في غرف الملابس؟ == عبر لنا عن رغبته في تحقيق الفوز، وفي القيام بواجبه على أكمل وجه، رسالته جعلتنا نلعب بحرارة وانتعاش. = هل شعرت في نظرة عينيه رغبته الملحة في تحقيق الانتصار؟ == نعم، بطبيعة الحال، لأنه بخطابه الصريح والواضح تمكن من التأثير في قلوب كل اللاعبين. = هل من كلمة خاصة أو جملة خاصة أو تصرف خاص وظفه بن شيخة حتى يحفزكم؟ == لم يرغب في أن يكون ثرثارا معنا حتى لا يفرض علينا ضغطا إضافيا، لكنه أظهر لنا شريط أم درمان الذي أراد من خلاله أن يقول لنا كل ما كان يرغب في قوله، هذا ما أثر كثيرا في اللاعبين، وجعلنا في نهاية المطاف نلعب بكل تلك الحرارة التي جلبت لنا الانتصار. = من كان بجانبك حينها لدى مشاهدتكم الشريط، وما الذي قلتموه فيما بينكم؟ == كان إلى جانبي زياني وجبور... الشريط أثر فينا كثيرا، البعض منا ذرف الدموع بعدما أعاد مشاهدة تلك اللحظات التي لا تنسى، شاهدنا أيضا كيف أن الشعب الجزائر خرج كله إلى الشوارع للاحتفال بالتأهل، شاهدنا صورا مبيتهم في المطار حتى لا يضيعوا فرصة التنقل لمساندتنا في السودان أمام مصر، حقيقة هو أفضل شيء قام به بن شيخة معنا لتحفيزنا، ورسالته وصلت، فهمناها بشكل جيد، وحققنا الفوز. = عندما التحقت بعنابة، ووقفت على الأجواء الحماسية التي صنعها الأنصار في المدينة، وشاهدتم بعدها ما الذي حدث بسبب بيع التذاكر، ما الذي مثّل لكم ذلك؟ == زادنا رغبة في تحقيق نتيجة جيدة، قلنا إن شعبا كهذا كله يقف خلفنا، لن يكون أمامنا أي عذر إن نحن خيبناه، قلنا أيضا لقد كافح الشعب كي يحصل على مجرد تذكرة مباراة، لماذا لا نقاتل نحن بدورنا في الميدان كي ندخل الفرحة في قلبه، كل هذا دفعنا إلى تحقيق الفوز وهو ما فعلناه بفضل الإرادة. = المغاربة قالوا إن ضغطا شديدا كان مفروضا على اللاعبين الجزائريين، وأن بن شيخة لم يتعامل جيدا مع ذلك لما أجبركم على التدرب في أول حصة بحضور أعداد كبيرة من الأنصار، ما تعليقك؟ == لا، صحيح أنه في بعض الأحيان يكون من الصعب على بعض اللاعبين أن يتحملوا الضغط، وينعكس ذلك سلبا على أدائهم، لكن بالنسبة لنا في المنتخب، كلنا نعرف ما معنى الضغط، ندرك أيضا أننا وفي ظل ذلك الضغط يكون باستطاعتنا تقديم أفضل ما لدينا، ولقد أثبتنا ذلك بما أننا فزنا عليهم في ظل كل ذلك الضغط، وفي النهاية مدربنا كان محقا فيما قام به. = وأنتم في الميدان قبيل انطلاق اللقاء، إلى أين صوبتم أنظاركم؟ == إلى المدرجات، نحو الأنصار حتى نتحمّس ونتشجع أكثر، كنا ننظر إلى عشرات الآلاف الحاضرين منذ الصباح الباكر، إلى أولئك الذين بدت على سمات وجوههم علامات حبهم للوطن والمنتخب، قلت في قرارة نفسي حينها "ليس من حقنا أن نخيبهم، لا مجال للخطأ في حقهم" ، فكرت أيضا في أفراد عائلتي. = هل لديك أصدقاء في تشكيلة المنتخب المغربي؟ == لا أعرف أحدا منهم، لكني أملك أصدقاء مغاربة كثر في باريس، لكننا لم نتواصل لا قبل ولا بعد اللقاء. = عودتكم إلى غرف الملابس بعد الفوز، كانت شبيهة بأجواء "أم درمان"... == لا، لا، لا، الأمر مختلف تماما، أم درمان تبقى كبيرة بالنسبة لنا، إنها ذكرى ممجدة لا يمكن مقارنتها بلقاء المغرب الذي سعدنا بالفوز به، لكن ليس بنفس صورة الفوز في السودان، ثم إننا لم ننه عملنا بعد، هي بداية ورشة لم ينته عملها بعد، لأن المشوار التصفوي لا يزال طويلا. = هل تبادلت القميص الذي سجلت به أوّل أهدافك بألوان المنتخب مع لاعب من لاعبي المنافس؟ == لا، هذا القميص سأحتفظ به كذكرى جميلة طيلة حياتي، لأنه يتعلق بظرف خاص عزيز على قلبي، وهو تسجيلي أول أهدافي مع المنتخب، وإن شاء الله سوف أسجل أهدافا أخرى في المستقبل. = هل ستحتفظ في المباريات المقبلة بالرقم 10 أم ستعود لرقمك الأصلي، ألا وهو الرقم 19؟ == لا، أعلم أن مراد مغني يحب كثيرا ارتداء القميص رقم 10، وسيسترجعه فور عودته إن شاء الله، لأنه أولى مني به. = بن شيخة من طلب منك تنفيذ ركلة الجزاء؟ == ليلة المباراة قرر أن أكون ثاني منفذي ركلات الجزاء، وبعدما أصيب زياني في التسخينات، كان من المنطقي أن أكون أنا منفذ الركلة. = أسرد لنا ما الذي قمت به بعد توقيع الهدف، حيث توجهت إلى الأنصار، صعدت على السياج، وتجاوبت معهم بحرارة، وكدت تنزل ذلك السياج إلى الأرض وتضطر إلى تعويض تكاليفه يوما ما. == (يضحك) كنت سعيدا وأنا أقاسم ذلك الجمهور الوفي والرائع تلك اللحظات السعيدة، أردت أن أظهر له أننا سعداء بدعمه لنا، وأننا مبتهجون لرؤيته وهو مبتهج بدوره، رؤيته وهو في تلك الحالة تجعلنا نحن اللاعبين نعطي كل ما عندنا في الميدان حتى نسعده ونردّ جميله، لم أكن أرغب في أن أعيش تلك اللحظات الجميلة في الميدان وفقط، ولذلك توجهت كي أعيش بعض اللحظات الجميلة مع الأنصار على مقربة من المدرجات، في اعتقادي أننا والأنصار لعبنا سويا وفزنا سويا في هذا الداربي. = سيحتفظون بهدفك للذكرى هم أيضا. == أتمنى ذلك، حتى أنا سأحتفظ بذكراهم وبهدفي هذا إلى الأبد، أتمنى أن لا تكون هذه الذكريات بمثابة النهاية، بل البداية من جديد. = كان هناك تجاوب كبير بينكم وبين الجمهور في عنابة، أليس كذلك؟ == تجاوب منقطع النظير، لقد كانوا معنا من البداية إلى النهاية، في التدريبات، وراء الحافلة، أمام الفندق، كانوا دوما على مقربة منا، كانوا ينتظروننا لإعطائنا دفعا معنويا إلى الأمام في كل مرة، فضلا عن حضورهم القوي يوم المباراة، أعتقد أن المدرجات اكتظت عن آخرها في منتصف النهار، إنه أمر مذهل لا نراه كثيرا في بلدان أخرى. هل كان الدعم أكبر في ملعب عنابة مقارنة بملعب البليدة؟ من دون التقليل من قيمة الدعم الذي تلقيناه من الأنصار في البليدة فإنه في عنابة كان الحماس أشد وتلقينا دعما فريدا من نوعه وهذا راجع ربما لحجم الملعب الكبير والأعداد الكبيرة التي تستوعبها المدرجات، وكذلك كان من الضروري علينا تحقيق الفوز حتى نُبقي على حظوظنا قائمة لأجل التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا القادمة، لكن الأكيد أنه في الملعبين الأمر نفسه ويتعلق بالجمهور الجزائري، لكن الشيء الذي لم أفهمه أنّ الأماكن فرغت في المدرجات في العشرين دقيقة الأخيرة من اللقاء وهي الأوقات التي كنا فيها بحاجة ماسة إلى وقوف الأنصار إلى جانبنا حتى يعلن الحكم عن نهاية اللقاء، وكنا نود تقاسم الفرحة معهم لهذا لم أفهم مغادرتهم وهذا أمر مؤسف. يعود ذلك لأنّ المشاغبين اعتدوا على بعض الأنصار في المدرجات وتخوّف البقية من أن تتعمم الاعتداءات لهذا السبب غادروا الملعب .. من المؤسف أنه لا تزال تحدث أمور مشابهة في الملاعب، هذا اللقاء كان بمثابة حدث كبير وعرس كروي لأجل أن يجتمع الجزائريون لسبب واحد وهو المنتخب الوطني وعلى ما أعتقد فإنّ الجميع كانوا سعداء ومن المؤسف أن نسمع بأنّ أحداثا مماثلة حدثت يوم المباراة، وأتمنّى أن تتحسّن الأمور مستقبلا ويتم بذل جهود لتحسين الأوضاع من أجل عدم تكرار مثل هذه الأحداث وإفساد العرس. هل تتمنى لعب المباريات القادمة في عنابة؟ بعد كل ما عشناه من حماس شديد أثناء تواجدنا في عنابة في التربص واللقاء ودعم فريد من نوعه من طرف أنصارنا فلا أمانع العودة مجدّدا للعب في عنابة. في نهاية المطاف خرجة والشمّاخ الناشطان في الإنتير وأرسنال لم يتمكّنا من التغلّب على لاعبينا، ما تعليقك؟ لا يجب استصغارنا فنحن أيضا نضم لاعبين بفرديات رائعة ونكوّن مجموعة متماسكة وأعتقد أننا أكدنا بما فيه الكفاية أمام المنتخب المغربي، والأهم أن نبقى متضامنين فيما بيننا لأنه ليس المهم أن يضم الفريق لاعبين اثنين أو ثلاثة بفرديات خاصة من أجل تحقيق الفوز وهذا ليس السر في تحقيق النجاحات، وبما أننا فزنا في هذا اللقاء فهذا لأننا تفوّقنا في العمل الجماعي. لما نعيد تصريحات لاعبي المنتخب المغربي وكذا المدرب ڤيريتس قبل اللقاء فإنهم كانوا واثقين من العودة بالفوز من عنابة وهذا ما ذكّرنا بعض الشيء بلاعبي المنتخب المصري، أليس كذلك؟ مع المغاربة الأمور كانت مختلفة وكنا ندرك جيدا أنهم كانوا يريدون من تصريحاتهم التأثير في معنوياتنا، لكن من حقهم أن يتمنوا تحقيق الفوز وأعتقد أنهم صدّقوا قدرتهم في القدوم إلى عنابة والعودة بالنقاط الثلاث إلى المغرب لكن أتأسف لهم لأنهم عادوا إلى ديارهم بدون أي نقطة وبالعكس فإن النقاط الثلاث أفادتنا كثيرا، لكن أؤكد ذلك مرة أخرى على أنّ المنتخب المغربي فريق جيد ويملك لاعبين جيدين كانوا قادرين على تحقيق الفوز بالنظر إلى الإمكانات التي يتمتعون بها. هل ستصرح مثلهم "سنذهب إلى المغرب من أجل العودة بالنقاط الثلاث إلى الجزائر" في لقاء العودة؟ لا، أنا أقول إننا سنتنقل إلى المغرب من أجل محاولة الفوز بهذا اللقاء وأؤكد على ذلك وهذا احتراما للاعبي المنتخب المغربي ولأنصارهم الذين لا يتقبّلون هذا النوع من التصريحات، ولا ندري ما الذي سيحدث؟ لكن ما أعرفه أننا سنذهب إلى هناك من أجل تقديم أحسن ما لدينا ولنرمي بكل ثقلنا وسنرى كيف سينتهي ذلك اللقاء. أعطنا كلمة عن كل لاعب جديد في المنتخب الوطني بمن فيهم بوزيد على الرغم من أنه لعب من قبل في عديد المناسبات مع المنتخب؟ مهدي مصطفى أدى مباراة كبيرة وأحسن غلق الرواق الأيمن وسد كل السبل على تاعرابت الذي يعتبر لاعبا مهاريا ويتمتع بإمكانات فنية كبيرة ولم يتمكن من فرض نفسه في اللقاء، وفيما يتعلق ب إسماعيل بوزيد فقد كان رائعا أمام الشمّاخ حاله حال جمال مصباح الذي غطى الجهة اليسرى كما ينبغي وعلامة كاملة بذلك للعناصر الجديدة التي قدمت الكثير من الإضافة في هذا اللقاء. كانت فكرة جيدة من بن شيخة عندما اعتمد على ثلاثة لاعبين في الاسترجاع ويتعلق الأمر بك وب لموشية وأيضا لحسن على على الرغم من أنك كنت تقوم بدور هجومي بعض الشيء، أليس كذلك؟ نعم بالتأكيد، لقد كانت فكرة جيدة من المدرب فقد درس وعاين جيدا طريقة لعب المنتخب المغربي حيث قرر إشراكنا نحن الثلاثة في وسط الميدان الدفاعي وطلب مني أن أساعد وسط الميدان الهجومي ولم أرفض ذلك لأنني تعوّدت على شغل هذا المنصب، وسارت معنا الأمور على أحسن ما يرام ونحن سعداء بالنتيجة التي انتهى عليها اللقاء. هل هنّأك رفاقك ومسيروك في نادي نابولي بعد الفوز المحقق والهدف الذي سجلته؟ نعم، لقد بعث لي المكلف بالاتصال في النادي رسالة عبر الهاتف النقال وهنّأني على كل ما حققناه والأمر نفسه فيما يتعلق ببعض الأصدقاء في نابولي. كلمة أخيرة للجمهور العريض الذي ساندكم بما فيه الكفاية أمام المنتخب المغربي. لا أجد الكلمات التي تعبّر عن مدى شكري وامتناني، وقد رمينا بكل ثقلنا من أجل تحقيق الفوز وإهدائه للجماهير الجزائرية وإدخال الفرحة في قلوبها مجددا وإخراجها إلى الشوارع للاحتفال وأردنا أن نعيش أوقات مماثلة لتلك التي سبقت كأسي إفريقيا والعالم وأعتقد أنهم فخورون بنا. خاصة بالنسبة لبعض المتشائمين الذين شككوا في إمكاناتكم بعض الشيء. نعم، يجب ألا يشكك فينا الكثيرون ويجب على الجميع أن يضعوا ثقتهم فينا مستقبلا لأننا نملك الإمكانات اللازمة التي تسمح لنا بتحقيق نتائج إيجابية والذهاب بعيدا.