قال مصادر إعلامية أمس أن رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل وصل مصر على رأس وفد من الحركة لوضع اللمسات الأخيرة على صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل، في حين أكد مسؤول كبير في حماس أن خمسة قادة سياسيين وعسكريين فلسطينيين، لم يشملهم اتفاق التبادل· وأكد المسؤول -الذي طلب عدم ذكر اسمه- أن المفاوضات فشلت في إطلاق هؤلاء القادة بسبب التشدد الإسرائيلي، حيث كان الخيار بين إتمام الصفقة بدون هذه الأسماء أو عدم إتمامها· وعبر عن أمله في أن تتمكن المقاومة الفلسطينية من إطلاق جميع الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون إسرائيل، معتبرا أن الصفقة بمجملها كانت إنجازا وطنيا للشعب الفلسطيني بأسره· والقادة المستثنون هم أمين سر حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) مروان البرغوثي والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، وثلاثة من أبرز قادة كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحماس- محكوم عليهم بأحكام مؤبدة متعددة لدورهم في قتل إسرائيليين، وهم عبد الله البرغوثي وعدنان السيد وإبراهيم حامد· وقال المسؤول في حماس أن إسرائيل تراجعت عن موقف سابق كان يقضي بإبعاد جميع معتقلي الضفة إلى غزة والخارج، وأنها اضطرت للموافقة على عودة عدد كبير منهم إلى الضفة وتمسكت بإبعاد آخرين، مشيرا إلى أن الصفقة تتضمن الإفراج عن عدد كبير من ذوي المحكوميات العالية الذين ساهموا في قتل إسرائيليين· من ناحية أخرى قال مفاوض إسرائيلي أن احتمالات التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس للإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مقابل ألف سجين فلسطيني ظهرت في جويلية· وأضاف ديفد ميدان -الذي مثل إسرائيل في المفاوضات- أن المخابرات الإسرائيلية علمت منذ ثلاثة أشهر أن حماس -التي تدير قطاع غزة وتحتجز شاليط مع فصائل أخرى منذ منتصف جوان 2006- ''باتت أكثر براغماتية واستعدادا لإبرام اتفاق بوساطة مصرية''· وقال يورام كوهين رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) ''اعتبارا من تلك اللحظة بدأت الأمور تتحرك''· وستفرج إسرائيل عن 450 أسيرا فلسطينيا، بالإضافة إلى جميع الأسيرات وعددهن 27 أسيرة الأيام القادمة في المرحلة الأولى من المبادلة، وسيتم الإفراج عن 577 فلسطينيا آخرين في المرحلة الثانية بعد شهرين· وقال مسؤول رفيع في حماس أن من بين المفرج عنهم في المرحلة الأولى 111 أسيرا سيعودون إلى أسرهم في الضفة الغربية (منهم 45 من أهل القدس) و131 سيعودون إلى غزة وخمسة أسرى من فلسطينيي ,48 وأسير واحد من الجولان، في حين سيتم إبعاد 127 أسيرا إلى غزة و40 أسيرا إلى الخارج، وسيبعد 18 أسيرا إلى غزة لمدة عام و18 آخرين إلى غزة لمدة ثلاثة أعوام· ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر أمني مصري قوله أن شاليط وصل بالفعل الثلاثاء إلى القاهرة عن طريق معبر رفح· ورفضت مصادر من حماس في دمشق تأكيد أو نفي ما صرحت به مصادر أمنية مصرية بشأن وصول شاليط إلى مصر، إلا أنها أوضحت أن الجندي سيكون بين أهله في غضون ثلاثة أيام من اليوم ''أمس''· وأكد المتحدث باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أبو عبيدة أن الحركة ستبقي على إجراءاتها الأمنية السرية بخصوص وضع الجندي جلعاد شاليط حتى آخر لحظة· وأكد أبو عبيدة أن هذه الصفقة ''تمت بمعايير لأول مرة في تاريخ المقاومة الفلسطينية''· يذكر أن مجمل عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي يبلغ 5204 أسرى منهم 145 أسيرا دون سن 18 عاما، حسب بيان أصدرته إدارة السجون الإسرائيلية في نهاية أوت الماضي، غير أن تقديرات فلسطينية تتحدث عن عدد أكبر من هذا بكثير· وقد وقع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على صفقة التبادل، التي تشمل الإفراج عن أكثر من ألف سجين فلسطيني مقابل تسليم الجندي جلعاد شاليط· وكانت الحكومة الإسرائيلية قد صادقت بالأغلبية على صفقة تبادل الأسرى التي أبرمت مع حركة حماس· وصوت لصالح القرار 26 وزيرا مقابل ثلاثة من كبار الوزراء في الحكومة، ومن بينهم وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان· وقد دعم الصفقة كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين وعلى رأسهم وزير الدفاع إيهود باراك ورئيس الأركان بن غانتز ورئيس جهاز الأمن الداخلي (شين بيت) يوارام كوهين ورئيس المخابرات الخارجية (الموساد) تامير باردو· وقال نتنياهو في مستهل الجلسة الاستثنائية للمصادقة على صفقة إطلاق الجندي أن مهمة إعادة شاليط إلى حضن عائلته كانت صعبة·