بعد 1066 يوم من عملية ''الوهم المتبدد'' التي أسفرت عن أسر فصائل فلسطينية للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، قالت مصادر مطلعة إن العد التنازلي لإتمام صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل والفلسطينيين قد بدأ، وأن شاليط قد رأى النور فعلاً، إذ أنه قد بات منذ عدة أيام في حوزة الدولة المصرية وبصحبته قائد الجناح العسكري في حركة ''حماس'' أحمد الجعبري، وقد احتُفِظ بهما في مكان آمن وسري· وكشف المصدر أن شاليط نقل إلى القاهرة برفقة القيادي في ''حماس'' محمود الزهار، الذي أحيطت زيارته الأخيرة قبيل عيد الأضحى بإجراءات أمنية استثنائية، إذ لم يمر الوفد الحمساوي عبر صالات الوصول في معبر رفح كالعادة، ونقلته حافلةٌ مصرية انتظرته في باحة المعبر· وعرّج الوفد على مقر أمني رفيع في مدينة رفح على غير المعتاد ودام وقت انتظاره مدة ساعة قبل أن ينطلق إلى القاهرة أو مكان غير معلوم عبر حافلة سياحية، لوحظ أن فوقها عجلة خاصة بالمعاقين· وقد بدا محمود الزهار جالسا في مقعدها الأمامي بجوار السائق، في حين أسدلت الستارة الخلفية للحافلة· وأشار المصدر المطلع إلى أن تسليم ''حماس'' شاليط لمصر جاء كضمانة استباقية من القاهرة، للتأكد من جدية تقدم مفاوضات صفقة تبادل الأسرى وعدم تعرضها لانتكاسة، وأن الاحتفاظ بشاليط كرهينة لدى مصر يمثل ضابطاً ل ''حماس'' وحافزاً لإسرائيل· وقال المصدر إن تسليم شاليط إلى مصر جاء بتوافق ثلاثي، إذ حرصت القاهرة على التسليم عبرها لما يمثله هذا من نجاح دبلوماسي تحتاج إليه دولياً وإقليمياً، كما أن ''حماس'' توافقت مع رغبة القاهرة لحاجتها إلى تليين المواقف المصرية بشأن المصالحة الفلسطينية· وأضاف المصدر أن إسرائيل التقت مع ''حماس'' ومصر في تسليم شاليط عبر القاهرة حتى لا يمثل تسلّمها شاليط من ''حماس'' اعترافاً واقعياً بالأخيرة· ومن المقرر، طبقاً لنفس المصدر، أن يُعلَن وصولُ شاليط للأراضي المصرية في وقت لاحق· إطلاق شاليط لن يرفع الحصار كشفت مصادر إسرائيلية أن حكومة بنيامين نتنياهو لن ترفع الحصار الذي تفرضه على قطاع غزة، حتى في حال التوصل لاتفاق حول صفقة تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية ''حماس''، واستعادة جنديها الأسير لديها في القطاع، جلعاد شاليط· وقالت مصادر رسمية إن قيادة الحكومة والجيش الإسرائيلي أكدتا أن تنفيذ صفقة تبادل الأسرى لن يؤدي إلى تغيير موقفهما من استمرار الحصار على معابر قطاع غزة، ومنع عبور الأفراد والبضائع بين القطاع والضفة الغربية· في المقابل، علمت مصادر مطلعة، أن الوسيط الألماني آرنست أورلاو، المكلف بمفاوضات تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل غادر غزة الأربعاء الماضي بعد لقائه أبرز قادة حماس في غزة ورئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين· وأوضحت المصادر أن الوسيط الألماني أجرى ثلاث جلسات مباحثات -إحداها سياسية لا علاقة لها بالتبادل مع هنية- وقيادات سياسية من حركة ''حماس''، وأنه طلب من الحكومة المقالة و''حماس '' عدم إصدار أي تصريحات عن الزيارة· في سياق متصل، أكد مسؤول في لجان المقاومة الشعبية -طلب عدم ذكر اسمه-، أن الكرة لا تزال في الملعب الإسرائيلي ووصف مفاوضات التبادل بأنها شاقة وصعبة للغاية·